أستلم الرئيس الراحل صدام حسين زمام الدولة وحزب البعث رسميا منذ عام 1979م وكان الرجل لا يخفي حقده لإيران وهو صائب القول والفكرة والتوجه وها هي النتيجة كما نراها ونلمسها فهي حقبة أحقاد تراكمت منذ قرون سبقت حتى الأديان ، فحقدهم كان قديما منذ أيام نبوخذ نصر وقبله ولم ينفع الإسلام بكل قوته وجبروته الروحي السامي ولا حتى انتمائهم المنظور لهذا الدين السمح أن يكون ترياقا يعالج الحقد الموروث الذي يجري مع كريات دمائهم من يوم خلق الإنسان ليوم البعث ، لكن للحق نقول لم يستطع صدام بقوته ضرب المرجعية كما هي الآن تحت رحمة أبنهم البار نوري المالكي وحسب اعتقاد كاتب السطور بأن ليلهم طويل خوفا من ترحيل أو تفجير أو إهانة تنتظرهم من المالكي وهذه هي المنقبة الوحيدة التي تسجل للمالكي .
لا أخفيكم سراً إني مع المالكي في تحجيم دور المرجعية سواء كان ( محقاً ) فأنا معه أو ( ظالماً ) وأنا معه أيضا ، لا أريد ذكر أفضالهم على شيعة العراق التي لا أشاهدها حتى بمساعدة أحدث النواظير الاجتماعية الإلكترونية ، لكني أرى كما هم أبناء وطني حجم الضرر على الشيعة المساكين في كل العالم الإسلامي وبالذات في العراق فتعب عرق جبينهم يذهب سدى لمصارف خارج العراق وهؤلاء المراجع مدللون وكأنهم أحفاد الرسول الأكرم ومن صلبه فعلا وبتسلسل ( ثالث ظهر ) قد خرجوا من غرف التحنيط وأعاد الله لهم الحياة بقدرته الواسعة .
لا أخفيكم سراً إني مع المالكي في الضغط على المراجع وإفهامهم أن للقانون مكانة دون أن يعتقدوا إنهم خارج القانون في منح سمات الدخول لكل من هب ودب مع علمي اليقيني أن تصرفه كان ( كلمة حق يراد بها باطل ) ومع علمي أيضا لو كانت الآية معكوسة وهناك طلاب في مرقد الشيخ عبد القادر الكيلاني الملقب باز الله الأشهب ( رحمه الله ) لكانوا ضمن المادة أربعة إرهاب لأنهم من أهل السنة .
لا أخفيكم سراً إني مع المالكي في إفهام الطائفة الشيعية أن ليس كل ما يقوله المرجع يخدم الشيعة بل هناك الكثير من التقية في سطورهم باطنها خدمة لمصالحهم ظاهرها خدمة لشعب العراق وهكذا فهم أفضل الفاهمون لفكرة توظيف التقية وما ورائها لخدمتهم وتحقيق مآربهم الدنيوية والدليل الشركات والأموال والنسب التي يحصل عليها أولاد هؤلاء المراجع وبالتالي فالولد وما يحصله يدخل في جيب الوالد والعكس صحيح .
لا أخفيكم سراً إني مع المالكي في تحديد مسار هؤلاء الرجال وجعلهم أبعد ما يمكن عن الساحة السياسية لأنها ساحة (صراع برغماتي ) ورجال الدين والمذاهب إن كانوا فعلا يريدون خدمة الدين أن يكونوا أبعد ما يمكن عن السياسة ونقصد عن البرغماتية والميكافيلية .
لا أخفيكم سراً إني أشعر بأن أغلب الشيعة الآن يعرفون أن المرجعية مجرد غطاء لـ ( شركات استثمارية ) تبحث عن مزيدا من الأرباح ولكنهم من باب ( نصرة المذهب ) أو من باب ( إغاضة الأعداء الأشقاء ) لا يكشفون هذا السر إلى العلن .
لا أخفيكم سراً إني أرى أن المالكي نجح في ضرب وتكسير الأصنام والسبب لأنه منهم وهذا هو سبب سكوت الأغلب فهو ( سيف الله ) ضد رقاب أعداء الله وهكذا هو الله يضرب الظالمين بسيف الظالم وهو سيف الله في الأرض ينتقم به وينتقم منه. ( وكذلك نُوَلِّي بَعْضَ الظالمين بَعْضاً بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ ) الأنعام : 129 ، كأن ما سلّط على الناس من شرّ هو نتيجة لأعمالهم ، إذ قال الإمام الرازي “ لأن الجنسية علة الضم “ فالأرواح الخبيثة تنضم إلى ما يشاكلها في الخبث ، وكذا القول في الأرواح الطاهرة ، فكل أحد يهتم بشأن من يشاكله في النصرة والمعونة والتقوية .
يقول السيد قطب رحمه الله ( إن الظالمين وهم الذين يشركون بالله في صورة من الصور يتجمع بعضهم إلى بعض في مواجهة الحق والهدى، إنهم فضلا على أنهم من طينة واحدة مهما اختلفت الأشكال فهم كذلك أصحاب مصلحة واحدة ، تقوم على اغتصاب حق الربوبية على الناس بسن التشريعات وتزيين الديمقراطية ، كما تقوم على الانطلاق مع الهوى بلا قيد من حاكمية الله .
أخيرا نقول شكرا لك ابا إسراء فأنت الوحيد من كشف زيفهم ولو كانت الغاية إدامة كرسيك الواهن .