23 ديسمبر، 2024 7:49 ص

تكريس حالة (التخلف) ساهمت فيه جميع الأحزاب السياسية

تكريس حالة (التخلف) ساهمت فيه جميع الأحزاب السياسية

هل سأل أحدكم نفسه …
لماذا نحن نراوح في مكاننا منذ عشرات أو مئات السنين بل نتراجع الى الوراء يوماً بعد آخر ؟
ومَن هو المُتخلف (المواطن) أم (الدولة) بأحزابها ورجال السياسة ومشايخ الدين فيها الذين كرّسوا الفقر والجهل والفوضى والمرض في المجتمع وانشغلوا بمصالحهم وامتيازاتهم وأهملوا مصالح الشعب ؟
هل سأل أحدكم نفسه بماذا نتفاخر بين الأُمم ؟
والآن إذا أردنا أن نبدأ بالحديث … هل نعرف مِن أينَ سنبـدأ !
بدءاً مِن المُعلم ، الذي يقف الطالب البريء أمامه ، وهو بعمر الورد ، يرتجف وترتعد فرائصه ، ليضربه ضرباً مبرّحا على بطنه ، ويكفخه على رأسه ورقبته ، ويسطره (راشدي) على وجهه وخدوده ووجنته الترفه ، بعد أن ينفخ على يده ، مُستأسِداً ويضربه على أصابعه وهي مقلوبة ، وعلى رأسه بالعصا او المسطرة الحادة او الخيزرانه ، وبقبضة يده على صدره (بوكس) ، ويركله بقدمه على مؤخرته (چلاق) ليرفعه الى السماء السابعة ، وقد يَتَونّس بعض المعلمين ، حينما يطلب من باقي الطلاب أن يرفعوه له (زوبه) ليضربه ، على جميع أجزاء جسمه ، ويفرح ويتلذذ بإيذاء وتعذيب الطلاب والازدراء منهم وهم أمانة لديه … ثم تريد من هذا الطالب اليافع أن يكبر دون عُقد نفسية وأحقاد !
أما اذا كانت المعلمة عانسة غير متزوجة ، وقد فاتها القطار او أن شكلها قبيحاً ، فالويل للطالبات المسكينات منها ! ويأتي أحدنا متسائلاً ، كيف يكون الانسان جلادّاً في دوائر الأمن وأقبية التعذيب ، ونسي أن لدينا من بعض عتاة المعلمين ، ما يفوق الجلادّين في الاجرام والقسوة ، وأن المتتلمذين على يديهم هم باقر صولاغ ونوري المالكي ونظرائهم من المجرمين.
كنّا نقول أن فلاناً (خريج سجون) واليوم يحق لنا أن نقول أن فلاناً (خريج مساجد وجوامع وصلوات) لانه قد فاق ما كان يرتكبه خريج السجون ، بل أن خريج السجون دائماً يتوب ، بعد أن ياخذ درساً من السجن.
لقد إتضح أنَّ الصلاة والصيام ، كلها لاقيمة لها ، لانها لم تؤدي يوماً الى نتيجة تُذكر تنعكس أيجاباً على سلوك الانسان ، فقد أثبتت التجارب أن معظم مُقيمي الصلاة ، هم متوحشون ناقمون على الانسانية ، إن التناقض الكبير قد وقع حينما يقول القرآن ، ولقد كرّمنا بني آدم ، ثم يأتي نبي الاسلام ، ليُطالب أتباعه المسلمين لعبادة الله في أوضاع مُخجلة عند السجود في الصلاة والتي يكتنفها الإذلال ، فما أبشع هذا المنظر الذي يُهان فيه الانسان ، في الوقت الذي تكون هنالك طرقاً كثيرة أخرى تليق بعبادة الله ، مع الحفاظ على هيبة الانسان.
وقد يتباهى ضعافُ النفوس ، إذا جاء لِمدحِهم ، قردٌ شاذٌ أخلاقياً يعني (……) وهم يعلمون أنه قد مدح الفاسق والشريف على حدٍ سواء ، ويعرفون ماضي تأريخه جيداً ، أنه كان گواداً وسمساراً علناً ، يجلب العاهرات الرخيصات ويقودهم الى المسؤولين في ذلك العهد ، الذي هو أقلُ بِغاءاً من هذا العهد الاسلاموي الذي نعيش فيه ، يأتي هذا القرد الممسوخ ، ليمتدحهم بكلمات تافهة حينما يقول لهم (….. كنتُ قد إلتقيتكم في شبابكم ، في الحي المندائي ، بلباسِكم السومري ، حينما كنتم جالسين ، تطرّزون حكايات العشق ، والكتاب بين أيديكم تتصفحون فيه ، وتتأملون بنظراتكم الهادئة شذرات منه ، وتكتبون ملاحظاتٍ من هنا وهناك ، بأناملكم الرقيقة ، وأنتم متربعين كالقرفصاء أمام عتبة الباب ، وتطالعون بوحي من السماء ، القصة العالمية لمؤلفها الوجودي ، وأن أمّكم المرحومة الحاجّة أم فلان كانت تعتبرني مثل إبنها……) ويستمر هذا الشخص المُتهافت في نقل هذه التفاهات ، التي لايستأنس بها غير التافهين أمثاله ، وهم يعرفونه ، ويعرفه جميع أبناء الناصرية الكرام ، أنه مليئا بالانطوائية والعقد النفسية ، وجميع مَن عايشه من أقرانه ، يعرف سيرته المنحطة ، وللاسف لم نجد شريفاً قد إنتفض في وجهه ، ليرفض نفاق هذا التافه ، بل بالعكس من ذلك يتغنى بعضهم بكلماته المُبتذلة ، التي يعرف أنها كلها كذباً وتزييفاً وتملقاً ونفاقاً وبدون معنى.
اليوم ، لاتستطيع إحصاء عدد الاشخاص الذين يتظاهرون بالشجاعة لكثرتهم !!! بينما كان (محمد الشفل وأحمد طلقة) لوحدهما كافيان لخصي وإخصاء محافظة ذي قار بأكملها ، والكلُ كان يخافهم و(يتلبلب) لهم أي (يتملق مثل الچلاب) ، والبعض (يُگودّون) على نسوانهم لهم ، بل أن سكرتير اللجنة المحلية للحزب الشيوعي في الناصرية السابق (…..) كان قد إستاجر شقة للسهر مع العاهرات الغواني ، وقضاء الليالي الحمراء الملاح الماجنة مع صديقه (محمد الشفل) ، وليس غريباً عليه ، فقد إنفرد هذا (السكرتير) هو وبعض أخوته ، وعائلة ثانية من عوائل المسلمين في الناصرية ، في بيع المشروبات الروحية عندما أجازت الدولة هذه المهنة للمسلمين لفترة مُحددة ، قبل الحملة الايمانية ، وكان محله لبيع المشروبات الروحية في ساحة الحبوبي قرب محل عالم الرياضة ، ومحل العائلة الثانية لبيع المشروبات الكحولية كان في شارع صيدلية سميرة عبد الهادي فرعون ويُقابلها تقريباً ، وهم معروفون لابناء الناصرية الكرام.
اليوم ، تدّعون الشجاعة والبسالة !!! و كان (مامور مركز) واحد في السرّاي الحكومي (أي مركز الشرطة) في مدينة الناصرية ، وأهالي الناصرية الكرام يعرفونه جيداً ، وهو شاذ أخلاقياً يعني (…….) وكان خاصي جميع شقاوات الناصرية.
لقد جاءت حكومات متعددة في العراق ، ولم يبقى حزباً واحداً (مندوماً) لانه لم يحكم ، و لم يبقى حُكْمِ العراق في نفس كل (ساقط) حتى أصبح العراق مثل (الگحبة) فقد توالت عليه جميع الاحزاب وأخيراً إشتركت في حكمه مُجتمِعةً ، وبنسب محددة مُتفق عليها تحاصصياً ، تحت مسمى الشراكة والتوافقات الوطنية ، وفرهدته فرهوداً منقطع النظير ، وأنشغلوا بمصالحهم ، وتركوا العراق يزداد خراباً والجيش ضعفاً والناس فقراً والمجتمع (تخلفاً) وتدخلت طمعاً فيه جميع الدول المجاورة ، وضاعت زراعته وأنتهت صناعته وفشلت تجارته وجفَّ ماؤه وساءت بيئـته.
ومع ذلك وفوق ذلك كله تأتي إحدى (السافلات) التي تعيش في قلب أوروبا بلد الديمقراطية والحرية ولم تعاني لحظة واحدة ماعاناه الشعب العراقي الأبي من حصارٍ وخوفٍ وملاحقةٍ وقتلٍ وتجويعٍ وإذلالٍ على يدِ أعتى نظامٍ مستبدٍ لتهين الشعب العراقي بعد أن صعدت على أكتافه وخدعت البسطاء منه لتكون نائبة في البرلمان تتنعم بجميع الامتيازات والرفاه الاجتماعي والضمان المستقبلي لها ولجميع أفراد عائلتها ويأتي بعض المرتزقة من حاشيتها وبطانتها ليظهروا لها صورة وهي ترتدي الزي التقليدي الكردي مع زوجها الكردي في أحد مناطق شمال العراق ويعتبروا ذلك الزي دليلاً على شجاعتها ونضالها ويبرّروا لها غرورها الأجوف ولغتها الجافة وألفاظها البذيئة التي تُجاهر بها من لبنان لِتنال من كرامة المجتمع العراقي المغلوب على أمره !!!!!!!!
وبقيت (البتّاوِين) قذرة كقذارة (الأحزاب السياسية) التي إبتلى بها العراق وهي تتفشى فيها الدعارة والمخدرات وساحة الطيران والشيخ عمر والشورجة وعلاوي الحلة والنهضة وعلاوي جميلة وجميع مناطق بغداد ، وسخة ، تعيش الفوضى والاهمال وإنعدام النظام في كل شيء ، وهذا ينطبق على البصرة ، فقد تجد ساحة أم البروم وهي مركز البصرة والدّاكير والحيانية والجمهورية والبصرة القديمة والعشار وغيرها من مناطق البصرة ، التي تدرّ على العراق ، حليباً طاهراً وهو الذهب الاسود (البترول) وتجد المياه الآسنة الملوثة وروائحها الكريهة ، التي تملأ الجداول التي تشق طريقها في وسط البصرة بين أحيائها السكنية وجميع مناطق البصرة ، والتي تعيش المعاناة لسنوات طويلة بالمياه المالحة التي (تزرف) المعدة وتُسقط الشعر وتعمي العيون ، وتُهلك الحيوان وتُميت الزرع والنخل ، وهذه الناصرية بأسواق الهرج والگراج الداخلي وأسواق الخضار واللحوم والاسماك والصفاة التي تعافها النفس بأوساخها ومُلوثاتها ، والشوارع المُهمَلة والتجاوزات والعشوائيات والشحّاذين والفقر المُدقع ، وهذا ينطبق على جميع المحافظات وبدون إستثناء.
إن جميع الدول لها آثارها الشاخصة حينما يؤمها السّواح والزائرون ، لها متاحفها ومتنزهاتها وتماثيلها وحدائق حيواناتها وبيوتها القديمة التي أصبحت مزاراً.
في جميع الدول تجد قصور ملوكها ومقتناياتهم الشخصية ومقابرهم الملكية ، ومعارضهم وأسواقهم الاثرية ومقابرهم الخضراء اليانعة بالزهور والتي لاتقل جمالا عن المتنزهات.
في جميع الدول تجد البلاجات والسواحل الخلاّبة والكازينوات والجامعات والمتاحف الطبيعية والمكتبات العملاقة والشوارع الجذّابة ومدن الالعاب ومتاحف الشمع والكنائس التي تزخر بتماثيلها ورسومها وإبداع فنّها حينما تتجول في أروقتها.
في جميع الدول تجد القطارات القديمة والسيارات الكلاسيكية لعشرات السنين وهي معروضة في أبهى صورها ، وتجد حاملة الطائرات المتقاعدة بعد أن جعلوها متاحف وكازينوات والتي يرتادها الزائرون والسّواح من جميع العالم.
في جميع الدول تجد آثار نهضتها ومعامل تعدين مكائنها ومناجمها وأدوات زراعتها ونفائسها وأزياء الفولكلور الشعبي وأنواع الموائد والاصناف الغذائية وكلها معروضة أمام الزائرين.
في جميع الدول تجد المعارض والمتاحف العسكرية التي ترى فيها الغواصات والطائرات وجميع أنواع الاسلحة.
في جميع الدول تجد التماثيل البرونزية التي تُخلّد قادتها العظام وقادة جيوشها وأبطال حروبها وإنتصاراتها ، وشخصياتها العلمية ومخترعيها وعلماءها وممثليها ومغنيها وفنانيها وشعراءها وغيرهم الكثير.
في جميع الدول تجد الجامعات العلمية والانسانية التي تبرّع بها الاغنياء الشرفاء من شعبها.
في جميع الدول تجد الكنوز والمحميات الطبيعية والخيول الاصيلة وجميع أنواع وفصائل الحيوانات.
في جميع الدول ، وأنت تجوب شوارعها ، تجد الاغاني الجميلة وتسمع الموسيقى الساحرة وترى الرقصات والدبكات الرائعة.
أما نحن فقد فرهّدنا متاحفنا والتي لانملك غيرها ، ونهبنا آثارنا وتاجّرنا بها.
لم تستطع جميع الحكومات في العراق أن تُنشيء مَعلَما حضارياً ، ولا صرحاً مدنياً ، ولا مؤسسة علمية ، كما هو سائد في جميع البلدان الاخرى.
كنت أتمنى عندما يتسلم رئيس وزراء جديد مقاليد الحكم للعراق ، حينما يذهب إليه لفيف من علماء الدين والصحفيين وشيوخ العشائر ووجهاءهم وممثلي الأحزاب ، وبدلاً من التصفيق والتهليل والمديح الفارغ ، أن يُطالبوه في مؤتمر صحفي يشاهده الجميع وأمام شاشات التلفزة ووسائل الاعلام وبحضور جميع وزرائه ، ليستعرض مؤهلاته ويؤكد برنامجه الحكومي ، وما هي أولوياته وماذا ينوي أن يقدم للبلاد خلال الاربعة سنوات ، وما هي المُدد والتوقيتات الزمنية اللازمة لانجازاته ، وما هو دور الوزراء في حقيبته الوزارية ، وماذا يفعل عند عدم الوفاء ، إذا عجز عن أداء وعوده وتعهداته.
وكنت أتمنى كذلك ، حينما يأتي محافظاً الى ذي قار او أية محافظة أخرى ، وعندما يذهب اليه لفيف من علماء الدين وشيوخ العشائر ووجهاءهم والصحفيين وممثلي الأحزاب ، وبدلا من التصفيق والتهليل والمديح الفارغ ، أن يطالبوه في مؤتمر صحفي يشاهده الجميع وأمام شاشات التلفزة ووسائل الاعلام ، ليستعرض برنامجه القادم وما هي خططه لادارة المحافظة خلال الاربعة سنوات ، وما هي المُدد والتوقيتات الزمنية اللازمة لانجازاته ، وما هي أولوياته وماذا يفعل عند عدم الوفاء ، إذا عجز عن أداء وعوده وتعهداته.
ولكن وللأسف … قد غسلتُ إيدي ، وجه وظهر ، عندما عرفت أن وجهاء المحافظة ، الذين يتحكمون بها وبمؤسساتها والمتنفذون فيها ، هم السرّاق الذين سرقوا المال العام ، فأصبحت لهم ثروة من المال الحرام ، فهذا عزيز كاظم علوان العگيلي الذي جاء من ايران بعد 2003 وتسلم مناصب مهمة في ذي قار وفي البرلمان ، بسبب إنتمائه الى المجلس الاعلى وقد هيمن على معظم العقارات في الناصرية وهذا شروان الذي إنتمى الى حزب الدعوة تنظيم العراق ، وتسلم مناصب مهمة وملَكَ من العقارات عدداً كبيراً ، وهذا عدنان الشريفي الذي إنتمى مع زميله شروان الى حزب الدعوة تنظيم العراق ، وأمتلك أموالا ومناصب وعقارات كثيرة ، وغيرهم الكثير من الحرامية والأنكأ والأسوأ من ذلك نشاهد قسمٌ منهم يتربعون على صدارة ومقدمة المنظمات الاجتماعية ومنها منظمة أهالي الناصرية للتنمية .
اليوم ترى الوجوه الكالحة من عناصر الاحزاب السيئة ، لهم الحظوة واليد الطولى في محافظة ذي قار وفي العراق بشكل عام ، ولهذا لم يبقى للعراقي خياراً ، كي يشق طريقه في الحياة ، غير الانتماء الى أحد الاحزاب الساقطة ، او التمظهر بالدين الزائف ، او الاتجّار بالمخدرات أو سلوك طرق النصب والاحتيال والتعاطي بالاساليب غير المشروعة ، وهذه جميعها يرفضها الشرفاء من أبناء بلدي.
وأخيراً يحقُّ لنا أن نسأل:
مَن هو المُتخلف (المواطن) أم (الدولة) بأحزابها ورجال السياسة ومشايخ الدين فيها الذين كرّسوا وعلى طول الوقت الفقر والجهل والفوضى والمرض في المجتمع وانشغلوا بمصالحهم وامتيازاتهم وأهملوا مصالح الشعب؟
وهنا تكمن المسؤولية الكبيرة في التصريح المباشر والعمل الدؤوب المخلص لتشخيص أسباب التخلف في المجتمع ووضع الحلول لها بغية إجتثاثها بدلاً من اتهام المواطن العادي الذي هو أمانة في عنق الدولة وعليها أن تنتشله وتأخذ بيده الى الصواب والجادة السليمة.