وانا اتراقص فرحا بانتزاع محافظة عراقية من قبضة الاٍرهاب بزهو المقاتلون من أبناء شعبنا العراقي وقواته المسلحة … لكن الذاكرة تنشط في المواقف الكبرى وانا اشاهد للتلفاز لأرى القادة الميدانيين العسكريين لعمليات التحرير هم الإخوة الأضداد بالامس القريب في العقد الثمانيني بمعركة ضروس اشتدت رحاها في منطقة “نهر جاسم” بالجانب الشرقي لمدينة البصرة لو تناولناها انموذجا، حيث ان الوجوه الذي أراها الان كانت تتقاتل تحت رايتين منهم من كان جنديا في الجيش العراقي ومنهم من كان معارضا مقاتلا تحت لواء المجلس الأعلى للثورة الاسلامية لجانب الجمهورية الاسلامية الإيرانية فوقعت الواقعة في نهر جاسم حيث يحتله الإيرانيون بصحبة المجلس الأعلى للثورة الاسلامية ويسترده العراقيون تحت راية الجيش العراقي عدة مرات وقوافل الشهداء تملا الارض تعانق السماء لهذه الحرب الضروس بين شعبين مسلمين ابتليا بعناد صدام الديكتاتوري والخميني الذي يتجرع كاس السم لوقف الحرب.
نعم انهم الإخوة المتقاتلين بالامس تحت بيرقيّ الصراع هم اليوم يدخلون تكريت ينتصرون للعراق معا .. وما اجمل الانتصار للعراق، ولكن للنصر ثوابت ما بعد الزهو علينا ان ندركها ويمكن إجمالها بالمحاور التالية لكي نحتفظ بالنصر المؤزر على قوى التطرّف والارهاب لكي نقول لقوافل شهدائنا هذا نصركم وتلك دماءكم الزكية تعفر ارض العراق وانكم تقدمتم الجموع بالروح النقيّة التي عانقت ارض العراق… ونلجم الالسن للذين يتطلعون ان تكون بغداد عاصمة الامبراطورية الفارسية كما جاء على لسان كبير مستشاري رئيس الجمهورية الإيرانية علي يونسي، ونقول ان المقاتلين من أبناء الجيش والحشد الشعبي هم عراقيون شمروا عن سواعدهم وحرروا تكريت مع التحية للمجتمع الدولي الساند بقوته الجوية واللوجستية .. حيث نجمل المحاور بما يلي:
اولا: النهوض بمصالحة حقيقية شاملة وسريعة بين مكونات الشعب العراقي حتى نحافظ على هيبة النصر في تكريت وجعل ذلك النصر المبين على قوى الظلام منارا مقدسا في نفوس العراقيين جميعا للاستعداد الأشمل والأعم لطرد داعش من كل شبر عراقي.
ثانيا: ان يخرج احد قادة مجلس الثورة الاسلامية الأعلى ليقدم الاعتذار للشعب العراقي عن كل رصاصة أطلقت من بندقية احد مقاتليه صوب صدور الجنود العراقيين في معركة نهر جاسم والتبرير لتلك المشاركة انها جاءت ضد صدام الديكتاتور وليس العراق وطنا وشعبا وكم تمنيت ان يتولى مهمة الاعتذار الدكتور عادل عبدالمهدي المنتفجي وهو ابن العائلة الجنوبية العريقة الذي تربى فكريا في مدارس اليسار الفرنسي ليحاكي التاريخ بروح والده الوطني العراقي الذي تربع حبا في قلوب الجنوبيين وأبناء الغربية والكرد من العراقيين.
ثالثا: تبادل الثقة مع أبناء تكريت وتسليحهم لمسك الارض والوقوف بوجه الاوباش الداعشيين وذلك من ابجديات الرؤيا العسكرية في استثمار الموارد البشرية المتاحة في ساحة المعركة حتى لا تتكرر في عيوننا المآسي.