من طبّل للحشد الشعبي بإعتباره جزء من جهد الدولة العراقية العسكري –هذا أن كان هناك دولة بمفهوم علم السياسة في العراق- والذي جاء بناءاً على دعوة المرجعية الشيعية العليا المتمثلة بالسيد علي السيستاني للجهاد الكفائي والدفاع عما أسمته المرجعية الشعب العراقي ( علماً أن المتداول بين السياسين من الأحزاب الشيعية هو للدفاع عن الشيعة بوجه السنة الذي تمثله داعش وأخواتها– وكل مانسمعه على الفضائيات من الأخوة السنية- الشيعية من قبل هؤلاء المتأسلمين واصحاب الدكاكين الدينية, هي مجرد نكات تلقى على مسامع المواطنيين السذج وأصحاب العقول المستهلكة).
هذا المُمّجد لمايسمى بالحشد الشعبي(الشيعي) بين أمرين, واهم أو موهوم والأثنين في حسابات الفهم بلا عقل ولامنطق, فالحشد الشيعي الذي ذهب إلى المناطق السنيّة تحت مسمّيات ورايّات وأعّلام مختلفة الألوان والتوجهات, كانت مهمته الشرعيّة التي دعت لها المرجعية تتمثل في مسألتين رئيسيتين:-
الأولى:- قتل أطفال وشيوخ ,ونساء وأرتكاب المجازر في المناطق السنيّة المحرم على الميليشيات الشيعية دخولها تحت أي مسمى حين كانت المقاومة المسلحة التي قاتلت الأمريكان والميليشيا وتنظيم القاعدة على حد سواء فاعلة, وليكمل هذا الحشد مشوار مابدءه تنظيم داعش في حزيران 2014, وهولم يقاتل كما يعتقد البعض, والذي قاتل هم أبناء الجيش والفرقة الذهبية مدعوماً بالطائرات الأمريكية والبريطانية.
والمسألة الثانية :- هي السرقّة والسّلب والنّهب والحرق والتفجير لبيوت ومنازل السنّة الأبرياء الذين تركوها بما حوّت مرغمين لاراغبين تحت ضغط وحشية وبربرية داعش ذو النشأة, والتوجيه والتمويل المعروف , والذي نفذ وينفذ أجندات الجهات المستفيدة منه,وللتوضيح عبر دقيقة واحدة وبقراءة سريعة نجد أن من أستفاد من التنظيم هي إيران والنظام في سوريا والولايات المتحدة , أكثر من غيرها من الدول.
سيقول القاريء كيف تستفيد إيران وبشار الأسد وأمريكا, ولن أطيل,وأقول كم تمددت إيران في داخل العراق بسبب داعش, إيران أحتلت ديالى , ووصلت تكريت , وفي طريقها إلى الأنبار ونينوى, مَن يتصور أن قاسم سليماني الذي كان يحارب الجيش العراقي في المحمرة وعبادان وديزفول وكرمنشاه داخل الحدود الإيرانية, يتجول بلا خوف أو وَجلّ في شوارع تكريت وبغداد وأربيل؟ أما بشار الأسد فيوم الخميس 2 نيسان ليس 2015ببعيد, داعش يهاجم الجيش الحر في مخيم اليرموك بقلب دمشق ويطرده منه , والسؤال لماذا؟ أما أمريكا فأن فائدتها مركبة , فهي عادت من جديد إلى العراق بطلب حكومي, تساند الحشد الشيعي في جبهات القتال , لمحاربة السنّة الذين قاتلوها طيلة 8 سنوات من الإحتلال,ثم تّعقد صفقات مع نظام الملالي في إيران على حساب العرب في العراق والخليج..
الحشد الشعبي , يتحول بعد أن أوقفه 300 داعشي على أبواب تكريت إلى كيان خائف مهزوز مرعوب منسّحب, لولا تدخل أمريكا وطائراتها, وبمجرد أن يدخل يوم الأربعاء الأول من نيسان إلى تكريت , يتحول إلى أسد هصّور يفّجر , يَقتل , يَسرق كل ما وقعت
عليه يديه , تحت فتوى أنها أموال دواعش محلل الإستيلاء عليها, ويمكن المتاجرة بها في المحافظات الجنوبية.
ياللعار وياللفضّيحة لكم أيها المستّشيعون, والذين تدُعون أنّكم أَتباع آل البيت عليهم السلام, العّار كلّ العّار , لمّن يسرق ومن ثم يذهب لرجل الدين (السيد) ويقول له , إرجع فأن ماسرقت حلال عليك, فأنت لم تّسرق مِن مُسلمين بل سرقت من كفرة مرتدين , نواصب,ومن ثم يذهب ليخّمس,أو يتّبرع بها لمقام الأئمة الأطهار,الذين يدعون حبهم للخليفة الرابع علي بن أبي طالب(رضوان الله عليه) يسرقون وينهبون, أتباع الحسين ينهبون, من يحلفون بالعباس يتلصلصون على تكريت , بأيّ حجة , وتحت أي ذريعة وفتوى, وأي مذهب يبيح لهم ذلك, حتى الهندوس- عبدة البقر والفئران – لاتقبل ديانتهم ..ماتفعلون.
يذكرنا مايحصل في تكريت , ماحصل في عام 1991 مع حالة الإنفلات التي مرت بالعراق نتيجة تحرير الكويت وإنسحاب الجيش العراقي مهزوماً مأزوماً منها , فقد سرق ذات الأشخاص أو أبائهم وأجدادهم على ماأظن الدوائر والبيوت, وقتلوا , ونهبوا وحرقوا المؤسسات والدوائر بحجة الجوع, وغياب العدالة, وتكرر المشهد عام 2003, وإذا بذات العناصر أو أولادهم وأحفادهم التي تدعي المظلومية تقوم بنفس الفعل, وبنفس الحجة, واليوم يتكرر المشهد في الدور وتكريت, وسيتكرر في الأنبار ونينوى.
وبلا خجل يطّل علينا بعض قادة الحشد الشيعي ليضحكوا على أنفسهم ويقولوا إنها حالات فردية , أو عناصر مسيئة , متسللة للحشد الشعبي, أو هي محاولة للطعن بالحشد, أو سرقة إنتصاراته,أو أعجبني كثيراً ماقاله أبو مهدي المهندس – نائب مسؤول الحشد الشعبي- وهو راهب ديني معروف عالمياً بورعه
وزهده , حين سأل عن الموضوع , وقد أجاب لانستطيع أن نوقف حارس على كل باب, وهذا تكرار لماحصل عام 2003, والمصيبة أن قادة من سنّة إيران يروجون لذات الأقوال.
أنها ياسادة ثقافة التشيع الصفوي ,الذي إعتاد واعتاش منذ عهد إسماعيل الصفوي(تولد 1457 أردبيل) والذي كان يقول أنه يتحرك بموجب أوامر الأئمة الأثني عشرية , وانه كان معصوماً وليس بينه وبين المهدي فاصل(( كتاب الشيبي :الصلة بين التصوف والتشيع)), وقد أعتبر إسماعيل غير الشيعة كفرة يجب أن تهدر دمائهم وتسبى نسائهم وتأخذ أموالهم ؛ وعليه,نقول منذ نشأ هذا المذهب نشأت وترعرعت معه هذه الثقافة, في وسط وجنوب هذا البلد المبتلى بأقوام لاندري كيف إندمجت بالنسيج الإجتماعي للعراق.
ولابد في هذا الموقف أستذكار ماقاله الدكتور غسان العطية, وهو شيعي من الجنوب ذو ثقافة وتعليم عالي في وقت سابق, حين سأل عن طريقة لمعالجة الفساد في العراق, حيث ردّ على سائله (( كيف يمكن للهيئات المستقلة في العراق معالجة الفاسدين الذين يستندون على فتوى شيعية تبيح للموظف أو المسئول سرقة أموال الدولة, حيث أن السرقة من الدولة حلال)).
الحشد الشعبي مرآة غير حقيقية لداعش, داعش يقتل ويفجر ويقطع الرؤس, والحشد الشعبي يحاول تمثيل مايقوم به داعش,فيقتل بصورة أبشع ويحمل الرؤوس المُقطعة على العجلات ثم يحرق الجثث ويتدفيء أفراده عليها ,وينتقل ليسرق حاجات الناس الهاربين في الفيافي والصحاري خوفاً من داعش والحشد الشيعي, حتى أرضيات البيوت والجدران ,لم تسلم, سرقوا كل شيء وبعد أن يسرقوا يقومون بحرق وتفجير المساكن, للتغطية على الجريمة.
مامرت به ديالى وقبلها جرف الصخر واليوم تكريت ,دليل على أن من يحكمون العراق , هم وحوش بربرية جاءات لتنفيذ مخطط إيراني – فارسي بصبغة مذهبية , تريد تدمير العراق وسوريا, واليمن , ستحاول الإنتقال إلى دول الخليج ومصر والمغرب العربي متى توفرت لها الفرصة, هدفها واضح ومفضوح, والسؤال الذي يطرح هنا , هل ستبقى الدول العربية تنتظر حتى يأتيها الدور, أم أن # عاصفة الحزم ماضية لتخليصنا من أحفاد إسماعيل وطهماسب الصفوي ؟