18 ديسمبر، 2024 7:03 م

تكريت بين المذبح البشري والمزار الأنساني ستبقين في الذاكرة

تكريت بين المذبح البشري والمزار الأنساني ستبقين في الذاكرة

تكريت كما أتذكرها …تقع على الطريق الرابط بين بغداد العاصمة والموصل الحدباء …أتذكر ها لأرتباطها بموضوع نقل زوجتي المرحومة من جامعة الموصل الى جامعة البصرة التي أعمل فيها …أنه دائما يذكرني بموضوع لا أنساه مطلقا …هو البيان رقم 99 الذي أصدره القائد أبو الشهيد الذي يعلن فيه بداية عمليات دخول المحمرة …حدث  ذلك خلال الحرب العراقية الأيرانية …عام 1980…أذكره للتاريخ فقط  لأني كنت في الطريق  الى الموصل وسمعت البيان …تكريت في ذلك الزمن لم تكن سوى مجموعة محال تجارية ومطاعم ودور عادية بسيطة …لكنها تطورت وأتسعت بسرعة ولكن كيف تم ذلك؟حدث عندما أصدر صدام حسين أمرايمنح بموجبه كل شخص أوعائلة ولد في تكريت ومحيطها  له الحق في تملك قطعة أرض بالمدينة مع منحة قرض ب 50ألف دينار عراقي لأغراض تشيد دار فيها ( أيام كان للدينار قيمة في التداول)وهكذا أصبحت تكريت مدينة كبيرةعامره كما أصبحت محافظة بعد أن ضم اليها مدن الدجيل وبلد وأعتقد الطوز وقرى وقصبات أخرى وهكذا …أعود للموضوع الذي أود كتابته  فقد التقيت بصديق قديم مصادفة وكنت قد تعرفت عليه في بغداد عام 1959وهو السيد أحمد الحاج سعدون التكريتي الذي قتل صدام حسين والده الحاج سعدون الناصري  المسؤول الشيوعي وقتها عن تكريت وهو رجل تربوي وكان أحمد شاب يدرس في معهد المعلمين ومن خلاله تعرفت على زوج شقيقته أم قصور وهو السيد محمد الناصري وكنا أصدقاء فعلا وبعد ذلك تعرفت على الكثير من الأخوه من أهالي تكريت الطيبين وخاصة من البو ناصر ومنهم الدكتور طاهر الناصري (أبوحيدر )أعتقد الآن يعمل في كلية التربية البدنية في بغداد
هذه مقدمة وددت ذكرها …بمناسبة الفاجعة الأجرامية التي حدثت على أرض تكريت لجنود سبايكر …والأسلوب البشع للقتل الذي أستخدم …والأستهانة  الرخيصة بحياة البشر كما ظهر وشاهده الجميع …كل ذلك نشر على مواقع التواصل  وقنوات التلفزة العراقية والدولية …وبالمناسبة كان الناس أيام الفرز السياسي الذي حصل في بداية التغيير بعد ثورة 14تموز المجيدة عام 1958…كانوا يختلفون في الرؤيا حتى في تقيم الثورة ويتناقشون وقد تصل الأمور الى الزعل والقطيعة أحيانآ حتى بين الأخوة وبقية أفراد العائلة الواحدة أحيان أخرى ……أنها مجرد ترسبات تراكمة نتيجة عدم فهم البعض للبعض …ولأدب الحوار ومعناه والجهل بالأسلوب الديمقراطي والأخوّه ولا أريد أن أتهم جهة بعينها …فليس هذا موضوعي  لأنها  عبارة عن نتاج  تراكم عملت وسرعت ظروف التغيير أن يكون كذلك في التعاطي مع الأحداث  …المهم أن صلحا قد تم بعد عام 1968 بين صدام حسين وعائلة الحاج سعدون وبتوسط أحمد حسن البكر وقتها قد حسم الموضوع بالمصالحة والتعويض… هذا ما أتذكره للتاريخ ومعرفتي المتواضعة به  ولربما هناك من هو أكثر مني أطلاعا …لكن ما هزني  فعلا هو طريقة القتل ونوعه ..(طلقة واحد ورمي في النهر لكل جثة) من الجثث التي تعود لشباب من قاعدة سبايكر …لقد كان القتل عبارة عن  أبادة جماعية لخير الشباب …والتصفية تمت في مكان وموقع واحد تحديدا …هو ضفة أحد جروف القصور التي شيدها صدام حسين في منطقة منتخبة من أرض تكريت …واليوم و بعد معرفة مصير الضحايا  وهروب الأرهابيين  …لقد أصبح  الموقع مزار لجموع المفجوعين ومن أجل زيارة الموقع و ألقاء النظرةعليه ورؤية بقايا الدماء التي أهدرت ولقراءة الفاتحة
جوهر الموضوع هو مطالبة أهالي تكريت النجباء  الأشراف …أن يتم تجاوز جميع التوجهات الطائفية ونبذ مثيروها ولغة التفريق المقيتة …هذا الطاعون الخبيث أي كان مصدره …تمهيدا لمصالحة حقيقية مع أهل الضحايا …من خلال تشيد جامع كبير يذكر بعظمة المأسات ويكون  أشبه بضريح وصرح يزوره أهل الضحايا وكل من يرغب بالزيارة ليتذكر بهول المصيبة التي حلت …وقراءة سورة الفاتحة على أرواح الشهداء …وضحايا العراق كافة …وعمل لقاءآت سمها  عفوية أوماشئت أو  أي تسمية أخرى مع ساكني المنطقة على أن تساهم الدولة مع الوقفين السني والشيعي بتكاليف أقامة الجامع الصرح  مع محال تجارية وفندق…دعونا نتذكر ضحايانا جميعهم وفي كل زمان ومكان …حتى لا نحرم الآخرين ونغمط حقهم مهما كانت قناعاتهم وأنتماءآتهم …القتل عمره لم يخلق نظاما عادلا أو دولة نزيهه أو علااقات أخوية  ووطنية جامعة  وسنرى
[email protected]