23 نوفمبر، 2024 2:01 ص
Search
Close this search box.

تكريت بوابة نهاية داعش!!

تكريت بوابة نهاية داعش!!

اشرنا في مقالات سابقة الى أن داعش خسر قاعدته الشعبية بسبب ممارسات خارج ثقافة العراقيين وهي قضية أخطر من نفاذ دخيرته الاعلامية، التي أكتسبها عبر تقارير مبالغ فيها حولت عناصر التنظيم الى طلاسم من التخويف والترهيب، لعدم وقوع مواجهة مباشرة مع القوات الأمنية، لتتحول التسريبات الى بديل عن الحقيقة العملية، التي تم التعرف عليها في أول مواجهة بين رجل و رجل في الضلوعية جنوب تكريت، حيث تم امتصاص عناصر الرهبة لتتغير معها المعطيات على الأرض، حيث لم نشهد معركة حقيقية في عمليات تحرير صلاح الدين، علما أن العمليات الانتحارية مثل الطلعات الجوية لا تحسم معركة على الأرض.

اليوم استعادت تكريت هويتها العراقية و تراجعت معها مشاريع الفتنة و التقسيم الى مديات كبيرة، ما يحتاج الى دراسة فلسفة العقيدة العسكرية لمسلحي داعش، وحقيقة المشروع الذي ينادون به، دون تقديم ما يثبت قدرتهم في الدفاع عنه، لأن خسارة الأرض و عنصر المبادرة لا يشكل عنصر قوة على الاطلاق، كما أن العيش في الغيبيات لا علاقة له ببسط النفوذ على الأرض، لتلتقي وجهات النظر عند فشل مشروع داعش على مختلف الصعد، ما يؤسس لانحساره خطوة بعد أخرى، حيث ستكون الموصل، على ما يبدو، معركة بأقل الخسائر، بعد ان صوروا تكريت على انها ” ستاليينغراد ” جديدة لينتهي حصارها سريعا عكس ما روجت له ماكنة التضليل و التخويف.

لم تكن خسارة داعش لنقطة الارتكاز العسكرية في تكريت مرتبطة فقط بالطلعات الجوية و تقدم القوات على الأرض فقط، بل سبقها منعطف خطير تمثل في خروج ابناء العشائر على التنظيم لما أحدثه من خلل متعمد في البنية الاجتماعية من خلال اشاعة أجواء الترهيب و الحكم خارج سنة الحياة العراقية، وخسارة التنظيم ثقة المجتمع، بعد أن نظر اليه الجميع كمنقذ ليتحول الى جلاد، ونتيجة هذا الفراق الاستراتيجي تتحقق على الأرض في معارك صلاح الدين بمشاركة.

وعندما تحدثنا في مقالات سابقة عن انتهاء مرحلة داعش عاتبنا البعض على ما أطلقوا عليه” القراءة المستعجلة” متناسين أن فكرة ظهور داعش في وقت الاحتجاجات الشعبية كانت مثار شك و ريبة ، حيث تسربت تقارير استخبارية محدودة الاطلاع عن علاقة بين هذا الظهور المفاجيء و مخطط للالتفاف على المطالب الشعبية و ادخال آهل السنة في مواجهة بلا حدود تقترب من حطب المعركة بكل الخسائر، وهو ما تحقق بشكل معلوم للجميع، ما يجعل من نظرية ” نهاية اللعبة” قضية قابلة للأخذ و الرد، خاصة مع تراجع خطير في عمليات داعش خارج العراق و سوريا ما يعني أن حلم الخلافة كان وسيلة لاعادة برمجة العقول عكس المنطق، و التغطية على المشروع الايراني في سوريا ، لكن وصول هذا المشروع الى المحطة الأخيرة بعد افتضاح أمره في اليمن، جعل من غير المطلوب تحمل نفقات المسافرين بلا وجهة حقيقية أو محددة.

ومثلما لا يجوز بناء المواقف على رمال متحركة في أجواء عاصفة، علينا الاستعداد لمرحلة حسابات جديدة تنسجم و ضرورة الأنتصار للهوية العراقية خارج كل التخندقات، لأن الشعب أنتفض ضد داعش واسقط فرضية الموالات و الممانعة على طريقة الاقصاء و التهميش التي افقدت العراقيين القدرة على تلمس هويتهم الوطنية في المرحلة السابقة، لتكون بداية العودة الصحيحة من تكريت، التي خرجت من عنق زجاجة التصفيات بكل أشكالها، لتضخ مياه الحياة مجددا في الموصل

و الرمادي لتكون بشائر النصر قد تحققت قبل رمضان ..عندها سينتهي صوم العراقيين الوطني لتبدأ مرحلة جديدة من التعايش على أساس ” حب الوطن من الايمان” و بلسان عراقي لا يعرف لحن القول!!

[email protected]

أحدث المقالات

أحدث المقالات