23 ديسمبر، 2024 4:42 ص

تكدس الطائرات في المطارات نذير كارثة تعصف بقطاع الطيران

تكدس الطائرات في المطارات نذير كارثة تعصف بقطاع الطيران

جائحة كورونا
سحرها عجيب جعل من سماء الكرة الارضية سماءا صافيا وخالي من ضجيج تلك الالات الحديدة العملاقة (الطائرات ) وماتخلفه من أنبعثات غازية زادت من نسب التلوث في العالم على مر العقود الماضية , ليس هذا فحسب بل هي التي جعلت من روائع العمران الحديث في العالم (المطارات ) أماكن خاوية لايدخلها البشر بعد أن كانت تعج بحركة الملايين منهم الذين يواصلون الليل بالنهار للحاق رحلتهم الجوية الى بقاع المعمورة , كل هذا توقف في لحظة زمن بسبب (الكورونا) والتي أجبرت تلك الالات العملاقة (الطائرات) النزول من السماء الصافية ( حسب ماأشار أليه موقع فلايت رادار من أنخفاض كبير تجاوز ال 50% من أحصائية قبل شهرين من الان ) جعلها جاثمة على أرضية هذه البنايات باعداد مأهولة لاتستطيع بعض من هذه البنايات (المطارات) من ان تحتويها في ساحات وقوفها أو فيمدارجها والممرات التي تحتويها .
مشهد لم تألفه سابقا اي بقعة في العالم ومن استحالته لم تضعه في خططها الاستراتيجية أي جهة تعمل في هذا القطاع بتوقف عام وشامل للطائرات وفي وقت واحد بعد أن علّقت أغلب هذه شركات الخطوط الجوية عملاقة في العالم رحلاتها (سواء في استراليا واوربا وامريكا والشرق الاوسط وحتى خطوط العاملة في أسيا ) مما جعل القائمين على هذا القطاع ان تقع في مشكلة أحتوائها على الارض ( parking ) وخصوصا أذا علمنا أن حجم الطائرة الكبير يعادل حجم مبنى مؤلف من عدة طوابق بل أنها تأخذ مساحة ثلاثة أرباع ملعب كرة قدم , كما أن العدد الاجمالي لانواع الطائرات المختلفة في العالم تقدر بحدود 20 الف طائرة من طراز الايرباص ( حسب أحصائية تقديرية اجرتها الشركة لطائراتها العاملة عام 2018) و عدد مماثل لطرازات طائرات البوينغ والتي تتوزع عدد من الشركات المعروفة مثل ( أمريكان اير لاينز, خطوط دلتا الجوية, لوفتهانزا, الخطوط الفرنسية, وغيرها ) أضافة الى اعداد تصل الى 30% من الارقام السابقة لطرازات اخرى عاملة في العالم .
أن تكدس الطائرات في اغلب مطارات العالم له تداعيات سيئة على المدى البعيد لعل أهم هذه التداعيات ستكون تسريح مايقارب ال 70% من موظفي هذا القطاع كنتيجة حتمية للتراجع عن الطلب والقيود المفروضة على حركة السفر والنقل , وهو ما أعلن عنه الاتحاد الدولي للنقل الجوي “إياتا” من خلال ألكسندر دو جونياك مدير عام إياتا الذي توقع أن تتراجع إيرادات شركات الطيران حول العالم بـ252 مليار دولار هذا العام من جراء تفشي فيروس كورونا وهو مايعتبره أنهيار واضح لشركات الطيران حول العالم التي ستتكبد خسائر تتجاوز الربع تريليون من الدولارات , مما يستدعي وحسب جونياك الى تحرك عاجل من الحكومات لمنح شركات الطيران دعما ماليا مباشرأ يصل إلى أكثر من 200 مليار دولار تساعدها على تجاوز هذه الأزمة إلى جانب تسهيلات ائتمانية وإعفاءات ضريبية.
فى ظل هذه الظروف الفريدة والصعبة من استمرار توقف رحلات الطيران بسبب تراجع الطلب وإلغاء تلك الرحلات خوفا من فريسة العدوى أو أجبارا بسبب الحجر الاجباري لعموم دول العالم سيطيح بشركات الطيران الاقتصادية والصغيرة أولأ , وهو ليس بعيدا عن شركة الخطوط الجوية العراقية , لكن الخوف الاهم من تأثير هذه الازمة ستكون على وضع العاملين فيها أذ لم تكن هناك خطة إنقاذ حكومية سريعة ومدروسة للشركة !