23 ديسمبر، 2024 6:51 م

تكاليف الوصاية الايرانية على العراق بعد 2003

تكاليف الوصاية الايرانية على العراق بعد 2003

العملية السياسية في العراق مهمة جدا لإيران لا نها استثمرت في هذا البلد اكثر من مليون قتيل في الحرب العراقية الايرانية (1980-1988) ومئات مليارات الدولارات تكاليف الحرب و اعباء صناعة مليشيات واحزاب عراقية تابعة لها ولقد فعلت كل هذا من اجل اجبار هذا البلد على تبني نموذجها الاسلامي المتطرف البالي لعزله عن محيطه العربي والاقليمي والدولي من اجل الاستفراد به لخدمة مصالحها القومية المغطاة بالأخوة الدينية والمذهبية . ولهذا اغلب القيادات العراقية التي تدعي الوطنية من التي مكثت طويلا في ايران او سوريا و التي شيدت البنية التحتية للعملية السياسية في العراق بعد 2003 هي رهينة المصالح الايرانية وتحركها طهران من بعيد بالريموت كونترول .ان بلاد فارس كانت تمتلك عمق حضاري ونفوذ عالمي عظيم لفترة طويلة جدا ولكنها فقدته جمبعا بعد خسارة كل حروبها مع روسيا القيصرية بنهاية الربع الاول للقرن التاسع عشر (1828) و سيطرت روسيا القيصرية على الجزء الاعظم من اراضيها (دول اسيا الوسطى ) الشاسعة والغنية لتحولها الى دولة من الدرجة الثالثة كل ما تفاخر به عرقها الاري عندما غيرت اسمها الى (ايران )عام 1935 بعد سيطرت النازية على المانيا عام 1933 وتعظيمها لهذا العرق و لقد نجت ايران الحديثة بأعجوبة من التقسيم اثناء الحرب العالمية الثانية عندما انحاز والد الشاه محمد رضا لدول المحور بزعامة المانيا النازية ( المصدر- الشاه وانا-مذكرات وزير البلاط اسد علام ). ان خسارة هذه الزعامة العالمية هي التي تجعل ايران تعاني من مرض انفصام الشخصية الحضارية نتيجة ماضيها القريب الضخم وحاضرها المتواضع جدا. لهذا هي اليوم تتقمص دور الدولة العظمى على دول الاقليم الضعيفة عن طريق توظف الدين و المذهب الشيعي خصوصا لخدمة مصالحها في الدول العربية الفاشلة التي تقودها انظمة سياسية فاشلة وفاسدة مثل سوريا والعراق ولبنان واليمن والبحرين وتنصب نفسها وصية على هذه دول . وبسبب تاريخها الطويل في التدخل في الشؤون الداخلية للدول الاخرى بالقوة الخشنة صنفت ايران قبل عقود كدولة ارهابية وراعية للإرهاب واحد (محاور الشر ) وبدل من تصحيح مسارها الخاطئ ذهبت وارتمت بأحضان المحور (الروسي –الصيني ) وهي تجبر الان اتباعها الذين يمسكون بالسلطة التنفيذية في العراق باستيراد الخردة الصينية خدمة للصين وتجبرهم ايضا على عدم تجاوز صادرات النفط العراقية المعدلات التاريخية حتى لا تؤثر على حصتها وحصة حليفتها روسيا في سوق النفط العالمية ولهذا هي مصرة على يقاء تابعها المطيع (توري المالكي ) اضافة الى اسباب اخرى لا تقل عنها اهمية مثل علاقاته طيبة جدا مع كل ميليشياتها المتطرفة في العراق التي تعمل بداخل الاجهزة الامنية و خارجها والتي تعيث في العراق وسوريا فسادا وارهابا. وايران دمرت سوريا بالكامل حفاظا على تابعها المطيع الاخر (بشار الاسد ) الذي يمثل المصالح الاستراتيجية لها ولروسيا خاصة في منع وصول الغاز العربي الى اوربا عبر المتوسط لتظل دول اوربا اسيرة للغاز الروسي الحالي والايراني مستقبلا كما كشفت الازمة الاوكرانية الاخيرة . اما المقابل الذي ستحصل عليه ايران مقابل هذه التبعية لروسيا والصين هو التعاون اللامحدود في مجال التسلح والتكنولوجيات المتقدمة خاصة النووية اضافة الى الدعم السياسي في مجلس الامن لامتلاكهم حق الفيتو وكذلك دعم النفوذ الايراني في الدول الفاشلة او( محور المقاومة ) التي تعاني من تناحر طائفي وانقسام مجتمعي سببه دعم هذا المحور( الايراني الروسي الصيني ) لحكومات هذه الدول التي تفتقد للأجماع الوطني وتسليطها على شعوبها المنكوبة بها بواسطة الانتخابات الشكلية(سوريا-العراق- لبنان ) ونتيجة هذا عانت شعوب هذه الدول من انتهاكات حقوق الانسان الاساسية والصراعات الاثنية والطائفية الدموية التي جلبت لها الذل والمهانة لحد موت اطفالها من الجوع والمرض وبيع نساءها في سوق النخاسة نتيجة الفقر والتهجير(سوريا ) وبمثل هكذا حال يصبح الحديث عن (دول محور المقاومة ) الذي يطبل له ويزمر ( ايه الله العظمى الخامنئي ) ضحك على الذقون وهذه دول العالم تتفرج وتضحك خاصة ( امريكا – اوربا الغربية ) التي لها مصالح بعيدة المدى في المنطقة متعلقة بأمن اسرائيل واحتياطيات النفط الضخمة وهي مرتاحة جدا لدور ايران الفاعل بتدمير العراق وسوريا وزعزعة الامن والاستقرار في كل منطقة الخليج حتى تظهر الدول الغربية بمظهر الحمل الوديع القوي الذي يريد ان يتدخل لينشر الامن والسلام على ربوع المنطقة ولكن يمنعه (الفيتو الروسي الصيني)ولكنها في الحقيقية تتمنى ان يستمر هذا الصراع والخراب والدمار في المنطقة خاصة في سوريا والعراق حتى بعد ظهور الامام الحجة لهذا هي تامر حلفاءها في المنطقة( نركيا والاردن و السعودية ) بصورة سرية بأمداد ساحات القتال بالمقاتلين من القاعدة واخواتها وكذلك المال والسلاح من اجل احداث اكبر قدر من الخراب في البنية التحتية المادية والاجتماعية لهذه الدول و حتى يصل الناس في هذه الدول الفاشلة الى قناعة تامة مفادها باستحالة العيش المشترك من كثرت الدماء التي سفكت والحرمات التي انتهكت وعندها تأتي الدول الغربية كوسيط نزيه يريد الخير للجميع من اجل اعادة رسم الخرائط في المنطقة وبرضا الجميع ولتلتحق بعدها شركات النفط العملاقة لتستغل مستنقعات النفط على مزاجها ووفق شروطها مثلما كانت تعمل في عقد الستينات من القرن الماضي بعد حولت الحروب الطائفية المقدسة دول المنطقة اشبه بجمهوريات الموز في امريكا الجنوبية .والعالم الغربي يعرف جيدا ان الانظمة الفاشية مثل النظام الفاشي الديني في ايران عندما تحاصر سيكون امامها خياران اما القيام بعمل عدواني احمق غير مدروس مثل غزو صدام للكويت او تنتظر انفجار شعوبها والغرب ينتظر وليس في عجلة من امره. فالمهم الان ان تستمر ايران بتدمير العراق وسوريا تحت شعار الدفاع عن (محور المقاومة ) او محاربة الارهاب او حماية المقدسات الدينية .