الكيانات التكوينات الناجحة ترسم خططها بدقة، وتؤسس لنجاحها ما يجعل خطاها حثيثة وواثقة، تتقدم بثقة واطمئنان، تملأ المفاصل والفراغات من وحي واقع تسعى إلى تطويره او تغييره وفق ما تقتضيه خططها.
وبين حين وآخر، أو بين مشروع وآخر، تقف تلك الكيانات وقفة جادة وصريحة وشجاعة، تقف لتتأمل خطوات مسيرتها، اين نجحت، وكيف ترسخ هذا النجاح وتكرره للارتقاء نحو الأهداف الساميات، مستلهمة الشجاعة والثقة من قصص النجاح في المحطات السابقات، قد تتغير الأهداف، وذلك يتطلب تغييرا في الخطط، وقد تنمو بتسارع محسوب، وقد تخفق بعض الخطط وتتلكأ، او تفشل، والفشل ليس مثلبة أو كبوة تدفع إلى الإحباط واليأس والقنوط، بل هي محطة في مسيرة طويلة، فالطريق ليست سالكة بالضرورة، فنجدها وعرة حينا، متموجة في حين آخر، وقد نجدها سهلة تمنح قيادها بيسر، فالمهم هو ان لا نستسلم للفشل، بل نجرب جميع الاحتمالات، فإن لم نجد حلا، نصارح أنفسنا قبل غيرنا بأن هذا الهدف ليس صعبا فحسب، بل مستحيلا، فنتجاوزه الى أهداف قريبة او شبيهة او ملائمة.
واليوم، يقف الامل بشجاعة ليسلط الضوء على مسيرة فصل مضى، رسم فيه خطا بيانيا للنمو، ومحطات للتنفيذ، ومؤشرات لنجاح الاندماج المجتمعي في وسائل التواصل الاجتماعي.
لقد وضع الامل ضوابطه الدقيقة القاسية للتقييم بلا مجاملة ولا محاباة، اعتمد الحقائق بالأرقام كما هي، ولم يعد للمتكاسل أية حجة او ذريعة أو ادعاء كاذب بالإنجاز، وانحسرت الفجوات التي تسمح بسرقة الجهود او ما يسمى ب (الصعود على الاكتاف)، فالإتصال أصبح مباشرا مع القادة.
نعم انها وقفة صريحة لتقييم فصل من الزمن، كم هائل من الجهود، تحشيد اعلامي كبير في مواقع استحقت ذلك.
نقف لنقول: هل كان بالإمكان أفضل مما كان؟ ويأتينا الجواب سريعا: نعم لقد كان بالإمكان تقديم عطاءات أوفر، ونمو أكبر، وحشود اكثر، ورغم كل هذا كانت مسيرة الفصل متميزة بالعطاء، فقد نزل الفرسان الى الميدان، وأعلنوا أنفسهم قادة لمسيرة مجتمع نحو مستقبل أفضل، وصار يشار إليهم بالبنان، منتجون، مخلصون، شجعان، متسامحون.
فرسان الأمل متصالحون مع أنفسهم أولا، يجمعون شتات الأفكار ويصوغونها لآلئ من أجل الوطن.
ولكي ندرس الأوراق جيدا، ونقرأ ما بين السطور، ساطلعكم على ما توصلت إليه:
لقد نجحتم أيها الفرسان في التقييم لفصل مضى، أما التقويم، فقد جاءكم مرفقا بهدية الترقية بفتح قيادات جديدة، وما يتبعها من ترقية شاملة على الهيكل التنظيمي، لكن هذه الهدية يا سادتي، مغلفة بالتحدي لمليء الفراغ، والارتقاء بالتمدد الجغرافي والبشري والفكري.
اقتحموا الطرق الوعرة وخوضوا في مسالكها، وغوصوا في الأعماق باحثين عن لآلئ ودرر، ازرعوا الأراضي البكر ورودا وزهورا ورياحينا.
النجاح يتحداكم، والقمة تنتظركم، ولا سبيل إلى ذلك سوى العمل والجهد المتواصل والعطاء، اعملوا بجد، نعم “وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون”.