18 ديسمبر، 2024 9:57 م

تقييم حكومة عبد المهدي

تقييم حكومة عبد المهدي

لماذا عادل عبد المهدي -1
(( ولا تَدْفَعَنَّ صُلْحاً دَعَاكَ إِلَيْهِ عَدُوُّكَ ولِلَّهِ فِيهِ رِضًا، فَإِنَّ فِي الصُّلْحِ دَعَةً لِجُنُودِكَ، ورَاحَةً مِنْ هُمُومِكَ، وأَمْناً لِبِلادِكَ ))
يوجّه الإمامُ علي (ع.س) في عهده لمالك الأشتر حين أنفذه إلى مصر يوصيه بأنه من آداب المعركة العسكرية ـ حينما تظهر لدى العدوّ بوادر لوقف القتال وفرص المصالحة ـ فعلى قائد المعركة أن يستجيب لهذه المبادرة.
ان اختيار عادل عبد المهدي كمرشح تسوية الذي لم يدخل في الانتخابات ولم يشارك في اي فعالية سياسية منذ خروجه باستقالة من وزارة النفط وتركه المجلس الاعلى قبل ان ينشق الاخير فيما بعد الى تيار الحكمة والمجلس الاعلى… في حكومة جديدة… لعهد جديد بعد 15 سنة من منذ ازاحة صدام حسين و حكومات الحزب الواحد والدولة الفاسدة بادارة الابن والاخ والنسيب والصديق الخ..بنظام محاصصة وضيع وحسابات ضيقة ليس فيها اي قيمة للمواطن العراقي ولا اي احترام للعهد امام الله والشعب والمرجعية, هو الذي دفع المرجعية والدول المؤثرة والاحزاب لاختيار عبد المهدي, من باب ولا تَدْفَعَنَّ صُلْحاً دَعَاكَ إِلَيْهِ عَدُوُّكَ ولِلَّهِ فِيهِ رِضًا – هذا الصلح هو بادرة الامل لكل من يؤمن بان الاصلاح ممكن ويجب ان يكون موجود لكي نكمل حياتنا ونبني لاابناءنا ذلك الوطن المسلوبة كرامته بتعاقب حكومات الفساد والمال المباح والتعيينات بالصفقات والرشاوى وظهور طبقة جديدة من اثرياء المال الحرام والصفقات والشركات والبنوك الجديدة والتي وراء كل منها اسم من احدى الشخصيات من حكومات احزاب المحاصصة لتلك الفترة القاتمة من تاريخ وطننا.
هذا الصلح هو مع ذات النفس تلك النفس, الامارة بالسوء, سوء استغلال الحزب الديني لاسم الاسلام والمرجعية للوصول للمنصب, سوء استغلال الطائفية للحصول على الاصوات ثم المنصب, سوء استغلال القومية والخطاب التصعيدي من اجل الانتخابات ثم المنصب, هذا المنصب الذي اصبح هدف الاحزاب للوصول للتعيينات والسلطة والمال ليثبت نفسه اكثر واكثر لاستغلال تلك الدولة المهترئة والشعب المستضعف, حاميا نفسه بالبلوكات الكونكريتية في شوارع بغداد التي استحوذ عليها ووضع افراد مسلحين كان قد عينهم عن طريق تلك المناصب وصرف الاموال, اموال وقوت الشعب الذي خدعوه لاختيارهم بفترة الانتخابات من اجل خدمته… ولكنهم خدم بل عبيد لهذا المنصب, ولكي لايروا حقيقة ان الله موجود وسيحاسبهم, وضعوا غشاوة على اعينهم بتعيين وعاظ السلاطين من مستشارين واعضاء الهيئات الرئاسية والاستشارية او… او…لخدمة الاستاذ او الدكتور او السيد او الشيخ … كنوع اخر من الصبات الكونكريتية البشرية التي تمنعهم من رؤية الحق.
هذه الحكومة هي حكومة الفرصة الاخيرة لعراق منهار بجميع النواحي الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والخدماتية, لانقاذ مايمكن انقاذه وتصحيح بعض المسارات التي بنية خلال الحكومات السابقة على باطل,والذي ادى الى تراكم الباطل لسنوات عجاف اوصلتنا الى هذا الوضع المنهار المفلس, وممل الشعب والمرجعية منها تلك الاحزاب لكي نصل لهذا الاختيار واسبابه هو ضعف تلك الاحزاب لابعادها قدر الامكان عن الحكم لعدم افساده واعطاء فرصة لتلك الحكومة ولو للجزء الذي اختاره عادل عبد المهدي مثل : ثامر الغضبان , محمد علي الحكيم , علاء عبد الصاحب العلوان, لؤي الخطيب و جمال العادلي ….
ليبقى الجزء الاخر الذي مازلنا نعيش مسلسله الهزلي في بقية الوزارات اشارة الى الشعب والمرجعية باننا هنا… في البرلمان والاحزاب والمحاصصة وسنبقي جزء من هذه الحكومة تحت الضغط والمناكفات والحسابات الضيقة وعلى عادل عبد المهدي والشعب والمرجعية ان تصبر…وتقبل بهذا… كنْ فِي الْفِتْنَةِ كَابْنِ اللَّبُونِ لا ظَهْرٌ فَيُرْكَبَ ولا ضَرْعٌ فَيُحْلَبَ …
حيث إن الإمام علي (ع.س) في هذه الكلمة يحذر الإنسان من الانجرار إلى الخلافات التي تكون بين أطراف بينهم مصالح وخلافات شخصية لا علاقة له بها، ويحذر الإنسان ألاَّ ينساق للدخول في صراعات لا مصلحة له فيها لان مصلحته هي من باب فَإِنَّ فِي الصُّلْحِ دَعَةً لِجُنُودِكَ، ورَاحَةً مِنْ هُمُومِكَ، وأَمْناً لِبِلادِكَ.