27 ديسمبر، 2024 10:42 م

تقييم المالكي من الناحية الإجتماعية

تقييم المالكي من الناحية الإجتماعية

لست مختصا في علم الإجتماع لكني أحاول قراءة فترة حكم المالكي من الناحية الإجتماعية وأقارنها مع فترة حكم صدام حسين , فالأخير تعلم منه المجتمع أسس الخوف والطاعة العمياء للمسؤول وكذلك تكريس مبدأ البقاء للأقوى من خلال الوسائل التعذيبة المتخذة من قبل أزلامه والتي شيئا فشيئا أنعكست على الشعب وبات مجتمعنا لايعرف إلا لغة العنف والإجرام إضافة الى التقارير السرية التي تهدف الى توريط الآخر الذي يختلف معه ولذلك ظهرت التقارير وكتابها كانوا يكتبون على الأقرب المقربين منهم وكانت وراء تلك التقارير خلافات عائلية تارة أو مصالح شخصية ضيقة تارة أخرى

فرحنا كمجتمع عراقي بسقوط نظام صدام حسين وكنا نطمح بولادة مجتمع يختلف أختلافا جذيريا عن ممارساته السابقة بزوال المؤثر الذي كان جاثما على صدورنا ,لكن فرحتنا لم تدم طويلا حتى عدنا الى نفس ممارساتنا لابل إزدادت علينا بعض الممارسات !

هذه الممارسات التي إنتشرت في عهد المالكي لايمكن أن يتنصل عنها لأنه المسؤول الأوحد عن حياة الشعب العراقي وكل صادرة وواردة هو الأولى بمعالجتها وتقع ضمن واجباته التي وافق على تحملها

فرئيس الوزراء أشبه بـــ ” القدوة الحسنة ” للمجتمع ويفترض أن يكون كذلك فهو يعتبر عصارة المجتمع وأفضل شخصية إجتماعية عرفها العراق وتصرفاته محسوبة بأدق التفاصيل وجميع ممارساته تنعكس على المجتمع ويتأثر بها فكلما كانت إيجابية كان المجتمع إيجابيا وكلما كانت تصرفاته سلبية كان المجتمع سلبيا

في عهد المالكي إنتشرت ظاهرة ” الإرتكاب ” و ” تلفيق التهم الجزافية ” و ” مسك الملفات وكشفها عند حصول الخلافات المصلحية مع أصحاب تلك الملفات ” وظاهرة ” التستر على المفسدين من أعوانه وأنصاره وأفراد حزبه ” إضافة الى دعم العشائر وشيوخها والتأسيس لدولة العشيرة كما في ملف ” دكاكين الإسناد ” المنتشرة في كافة أنحاء العراق , وكذلك العمل على إجتثاث الكفاءات كما هو الحال في إبعاد سنان الشبيبي وغيره بالمئات
كذلك عمل المالكي على تقريب المطبلين والمزمرين وإبعاد ومحاربة أصحاب النقد الإيجابي وكل من يعارض الممارسات الخاطئة , كذلك عمل على تأسيس دولة الرأي الواحد وظاهرة التفرد بالقرار وعدم السماع لأي رأي يتعارض مع رأيه حتى بات يتهم بالتأسيس لدولة ديكتاتوية جديدة

من خلال هذه الممارسات أتساءل الى أين يريد المالكي أن يذهب بمجتمعنا ؟ وهل هذه الممارسات تبني مجتمعا سليما بإستطاعته أن ينهض من جديد وينفض غبار الديكتاتورية التي تربى عليها منذ عقود ؟
[email protected]