18 نوفمبر، 2024 12:34 ص
Search
Close this search box.

تقييم ادارة الهجوم المقابل في الرمادي

تقييم ادارة الهجوم المقابل في الرمادي

سأحاول التمسك بمستوى الاستراتيجية العسكرية رغم ايماني بمقولة ان لا استراتيجية اليوم الا الاستراتيجية الشاملة والتي اطلقت قبل ثلاثة ارباع القرن لا لعجز بل لأن الدخول بالمعركة في ضل الاستراتيجية الشاملة يعني دخول بحر التناقضات العراقي .
في ملحمة الخفاجية الاولى كان لوائنا هو اللواء المدرع العاشر ذلك اللواء الذي لو حضر اليوم لما احتجنا الى حشد شعبي او حرس وطني او فرق الانسحاب التكتيكي او عشائر او غير ذلك وكنت نقيبا الا يوم واحد في كتيبة دبابات الوحدة التي كان قائدها المقدم الركن سعدون رسن شلش العماري الذي نال الشهادة باعدامه نهاية الثمانينات والذي كلما يطل البعض من قادة جيش اليوم لا بد ان اتذكره رحمه الله
كنا نعسكر في الكوت كاحتياط  بعد انتصارنا في سومار وكيلان …تجمعنا بعد سماعنا بوق التجمع فوجدنا قائد الكتيبة يحمل مكبرة الصوت وفور تكاملنا قال …لدي امر حركات قصير وهو ((دزوه يبلعنة وغص بينا ))وبدأ يدبك والكل معه لخمسة دقائق فقال اصعدو ناقلات الدبابات ولنتحرك الى العمارة فالعمارة في خطر .
وصلنا وتحلقنا حوله قبل الفجر كضباط فقال (( الفرقة الذهبية الايرانية بدباباتها المتطورة وتدريبها وانضباطها المعروف اقتحمت مواضع الفرقة التاسعة وعلينا ان نستعيدها اليوم)) واعطى بعض التوجيهات وانطلقنا دون ان نفكر كيف يهجم اللواء على فرقة وهل نحن على حق ام لا وهل اننا البادئين بالحرب ام لا وهل ان قيادة العراق على حق ام لا وهل اننا سنة ام شيعة وهل ان ايران سنية ام شيعية؟؟؟كل ما فكرنا فيه ان هناك جيش اجنبي يريد احتلال العمارة..
بأقل من ثلاثين ساعة اصبحت الفرقة الذهبية الايرانية خارج المعركة ولم تصدق القيادة العامة فتم ارسال لجنة فأحصت 127 دبابة ومدرعة مدمرة من تلك الفرقة عدا المدافع والعجلات وقواعد صواريخ تاو الامريكية..
المدافع ايها الاخوة مهما اعد مواضعه الدفاعية اعدادا مثاليا فأن عليه ان يعي انه لا يوجد دفاع لا يخرق وان الحل البديهي يكمن في مسك اكتاف الخرق وكسر زخم الهجوم المعادي ومن ثم شن الهجوم المقابل وعليه لا بد من احتياط في كل مستوى من الفوج صعودا الى القيادة العامة ونتذكر ان احتياط القيادة العامة في حفر الباطن كان فيلقا بالكامل .
النقطة المهمة الاخرى هي ان الفرقة المعادية (وليس ال150 داعشي) الذين احتلوا الرمادي بحاجة الى 72 ساعة لاستثمار الفوز وانشاء موضع دفاعي متكامل ، وهذا يعني ان نتائج الهجمات المقابلة لن تثمر تماما اذا ما حصلت بعد هذا الوقت ولن يفيد التشكي والتحجج بأن داعش لغمت كذا وفخخت كذا فنحن الذين اعطيناها اضعاف اضعاف الوقت المطلوب ..
قد يرد علي بعض الاخوة بأن القتال اليوم هو قتال مدن فأ ذكرهم بالمحمرة والحويزة وغيرها وقد يقولون ان الهوس الديني جعل مقاتلي داعش اقوى ، فأذكرهم بالهوس الديني للحرس الثوري الايراني وأذكرهم بما نعيشه اليوم من هوس ديني وكيف اننا نعتمر بثلاثة الاف دولار في الاقل نهديها الى خزائن السعودية المترهلة في وقت لدينا فيه ملايين النازحين والايتام والارامل
عليه نقول ان الحرب ليست فزعة وعونة واستعراض عضلات ….يحصل الخرق فتكون هناك احتياطات جاهزة ومدرعة استطلاعاتها منجزة واهدافها واضحة لها قبل حصول الخرق وتكون قد مارست عمليا على استعادة اهدافها ضمن خطط الهجوم المقابل المعدة مسبقا وحتى لو حصل انهيار فهو محسوب مسبقا وهناك خطط للتعامل معه وقطعات جاهزة تكون قد مارست ايضا. خلاف دلك وفي حالة استمرارنا بالرقص على انغام العدو فعلينا ان نتوقع ما لا يسر.

أحدث المقالات