26 نوفمبر، 2024 1:18 م
Search
Close this search box.

تقوية أصدقاء أم فرض وصاية عليهم؟

تقوية أصدقاء أم فرض وصاية عليهم؟

تبدو معظم الاوساط الحاکمة في النظام الايراني وبعد 4 عقود من تصدير هذا النظام للتطرف والارهاب والقيام بالتدخلات في بلدان المنطقة، بأنه لم يعد مرغوبا به وإن المطالب تتزايد لإخراجه عنوة حتى إن تطلب الامر بعدما صار تواجده في بلدان المنطقة يمثل خطرا وتهديدا على الامن القومي والاجتماعي لهذه البلدان، لکن الذي يقض مضجع النظام وحتى يثير غيض وحنق المرشد الاعلى للنظام، هو إن تدخلات نظامه ليس فقط موضع رفض شعوب المنطقة والعالم بل وحتى الشعب الايراني الذي يقف بقوة ضدها ويطالب بالکف عنها.
خامنئي وهو يرى تزايد مد رفض تدخلات نظامه والمطالبة بإنهائها فإنه وخلال خطاب له في 8 يناير 2021، قال وهو يحاول جاهدا تبرير ذلك وتقديم مسوغات واهية وکاذبة بشأنها:” فيما يتعلق بالتواجد الإقليمي، فإننا دائما ما نتحدث عن سبب وجود إيران في المنطقة، فنظام الجمهورية الإسلامية مكلف بالتصرف بطريقة تفضي إلى تقوية أصدقائه ومناصريه. وهذا هو واجبنا. وتواجدنا في المنطقة يعني تقوية أصدقائنا ومناصرينا …إلخ. وبناء عليه، فإن التواجد الإقليمي أمرحتمي، ويجب أن يحدث، وسوف يكون لنا تواجد إقليمي”، ولاندري أية تقوية هذه عندما يقوم عملاء هذا النظام بفرض وصايتهم على بلدان المنطقة من خلال عملائهم ويعبثون بأمن وإستقرارها.
حجج ومعاذير النظام الايراني لم تعد مقنعة لأحد بل وحتى إنها تثير السخرية والاستهزاء والرفض الشديد ولعل شعار”لاغزة ولا لبنان روحي فداء لإيران” الذي أصاب النظام بالرعب وأثبت بأن إستراتيجية تصديره للتطرف والارهاب والقيام بالتدخلات في بلدان المنطقة لم تعد مقبولة بالمرة،هذا الشعار أثار حنق خامنئي الذي کان يکتم غيضه وهو يخاف من التمادي في کلامه بخصوص هذا الشعار لإلا ينفجر الشعب الايراني بوجهه ووجه نظامه، ومن هنا فإن قال خلال أحد خطبه بهذا الصدد وهو يوجه کلامه لقادة الحرس الثوري:” لا تتخلوا عن هذه النظرة الجغرافية الواسعة للمقاومة، ولا تتخلوا عن هذه النظرة العابرة للحدود. ولا يجب علينا أن نكتفي بمنطقتنا … إلخ. إن هذه النظرة الواسعة العابرة للحدود، وهذا العمق الاستراتيجي، يكونان أكثر إلحاحا من أهم مهام البلاد، في بعض الأحيان. ويجب علينا أن ننتبه إلى أن الكثيرين لا يدركون ذلك، وإن الكثيرين لا يولون لهذا الأمر انتباها. والآن يهتم البعض بالأمر ويتحدثون بما يخدم مصالح العدو. فعلى سبيل المثال، يقولون: “لا غزة ولا لبنان”، بيد أن الكثيرين أيضا لا يولون الأمر انتباها. وهذه هي الحقيقة المريرة. لا تدعوا هذه النظرة لهذه المنطقة الجغرافية الشاسعة، والتي تعتبر جزءا من واجبات قوات الحرس الثوري ومسؤولياتها؛ تضعف داخل هذه القوات وتصيبها بخيبة الأمل”، خامنئي عندما يعترف بمرارة شديدة بخصوص إن”الکثيرين أيضا أيضا لايولون الامر إنتباها” أي تصدير التطرف والارهاب والتدخلات ويزعم کذبا وزيفا وريائا بءأنه من واجبات الحرس الثوري فرض دورها ليس على بلدان المنطقة فقط وإنما على العالمين العربي والاسلامي، ومن دون ذلك فإن هذه الاستراتيجية العدوانية الشريرة قد أصابها الوهن وجاء اليوم الذي يرتد سلبا على هذا النظام.

أحدث المقالات