23 ديسمبر، 2024 4:35 ص

تقلّبات امريكية حادّة ازاء العراق!

تقلّبات امريكية حادّة ازاء العراق!

فوجئ الرأي العام العراقي والعربي ” يوم امس الأربعاء ” بموقفٍ امريكيٍ جديد ولم يكن متوقعاً ايضاً من الأوساط الرسمية العراقية , عبرَ تصريحٍ ادلت به كبيرة الدبلوماسيين في شؤون الشرق الأوسط في الخارجية الأمريكية السيدة ” باربرا ليف ” مستخدمةً فيه بعض المفردات المزدوجة المعنى , والمتضادّة ايضاً , حيث نقلتْ ” ميدل ايست نيوز بالعربي ” عنواناً رئيسياً يختزل حديثها :- < واشنطن تحذّر بغداد من تداعيات خلافاتها النفطية مع اربيل > , حيثُ وردَ في التفاصيل ما نَصّه : < حثّت الولايات المتحدة بغداد على عدم تنفيذ حكم قضائي يرغم ويلزم اقليم كردستان شبه المستقل على تسليم النفط المستخرج من اراضيه الى الحكومة المركزية , محذّرةً من انّ ذلك قد يؤدي الى تفاقم ازمة اقتصادية في العراق , واضافت باربرا ليف ” أمام الصحفيين ” انّ واشنطن قلقة للغاية من انّ التسرّع في تنفيذ هذا الحكم القضائي قد يخاطر بإخراج الشركات الامريكية من العراق وشركات اخرى خارج العراق , وانّ ذلك ايضا سيكون تصويتاً مروّعاً على عدم الثقة في بيئة الاعمال في العراق , ويمكن ان تترتب عنه تداعيات اقتصادية اوسع نطاقا يتجاوز المنطقة الكردية في العراق > .

يشار بهذا الصدد أنّ المحكمة الأتحادية في العراق قضت بأنّ قانون النفط والغاز لحكومة الأقليم غير دستوري وطالبت سلطات كردستان بتسليم منتجاتها الخام الى وزارة النفط العراقية , كما تضمّنَ قرار المحكمة الأتحادية بأنَّ : جميع عود النفط في الأقليم باطلة بما في ذلك اتفاقيات الإستكشاف والإستخراج والتصدير والمبيعات .

الى ذلك وبما اكثر من ذلك وبتمادٍ اكثر .! فقد < طالبت هذه المسؤولة الأمريكية من القادة في اربيل وبغداد الدخول في مفاوضات مع طرفٍ ثالث او مكانٍ آخرٍ من هذا القبيل ! للتوسط في النزاع , وانّ ذلك يمكن ان يحدث بالتزامن مع محادثات تشكيل الحكومة الجديدة >!

بتجاوزٍ حتى على الحدّ الأدنى من اعتبارات البروتوكول الدبلوماسية , وعلى المكشوف , الأمريكان يتدخّلون بشكلٍ مفصّل في الشأن الداخلي العراقي , ويتمادون اكثر بالتدخّل في القضاء العراقي , وينحازون بشكلٍ فاضح الى الحزب الديمقراطي الكردستاني فقط والذي يحكم كلّ الشعب الكردي في العراق على حساب الحكومة العراقية وسلطتها الدستورية , ثمّ وبموازاة ذلك فيتكشّف أنّ المسألة ستتسبب لخسارةٍ مالية لشركاتٍ امريكية , وعلى العراق ان يضحّي بأستقلاله واقتصاده فداءً لعيون تلك الشركات , كما أنّ الأنكى من الأنكى وبشكلٍ مفضوحٍ ومُخزٍ ومُعيب أنّ الإدارة الأمريكية تبتغي تدويل الأزمة النفطية بين الأقليم والحكومة الأتحادية ” أيّاً كانت ” في الدخول مع طرفٍ ثالثٍ ” ولابدّ ان يغدو موالياً لواشنطن وتل ابيب ” , والأكثر سخريةٍ في هذه الدراما – الكوميدية أنّ الأمريكان يريدون اجراء المفاوضات المُدوّلة ! مع القادة الأكراد , اثناء وخلال وبالتزامن مع تعقيدات تشكيلِ تشكيلة الحكومة الجديدة مع ما يصاحبها من حلّ او عدم حل البرلمان وما بين ذلك .! , وكأنّ الأمريكان فقدوا صوابهم الدبلوماسي , جراء تطورات التعاون والتنسيق بين موسكو وكوريا الشمالية والصين , وعلاقة ذلك بمضاعفات المعارك بين روسيا واوكرونيا وما تتعرّض له آنيّاً من اعراض التورّم العسكري – السياسي وما قد يفرزه ذلك في الأيام المقبلة .!