التقصير في العمل وعدم مراقبة تطبيق شروط البناء والانشاء وتجاهل العوامل الخارجية من اهم مسببات الكوارث وما الحكومات الا هيئات من ابناء البلاد تدير شؤون الخلق والعباد وتتدبر حماية وسلامة الجميع بشتى الطرق المتاحة لتفادي المخاطر الطبيعية والبشرية. نحن في عالم شهد تغييرات دراماتكية وتغيرت فيه جميع الموازين والتوازنات.
ففي الصين في المنتصف الثاني من القرن العشرين فقد حاول احد اقوى زعماء العالم ماو تسي تونغ احداث تطور كبير في بلاده فقد قام بحملة القفزة الكبرى الى الامام ( The Great leap forward) وكان من ضمن ما قام به محاولة تطوير الانتاج الزراعي والقضاء على الأفات الزراعية من خلال تدشين حملة الآفات الاربع(four pests campaign) وهي: الفئران والذباب والبعوض والعصافير لانها كانت تتلف المزرعات وتؤثر على الانتاج الزراعي بشكل كبير ولكن كان مردود هذا العمل سليبا على الصين لان ابادة العصافير(Sparrows)ادت الى انتشار الجراد بشكل كبير مما اثر سلبا على الانتاج الزراعي وسبب مجاعات في البلاد وحتى سببت ابادة العصافير ازمة دبلوماسية ما بين بولندا والصين لان العصافير كانت تلجأ الى حدائق السفارة البولندية في بكين والسفارة لاتسمح بقتل العصافير. ولكن ماو ادرك خطأه والغى ابادة االآفات.. واقتصرت الابادة على الناموس (Bugs).
اما في عام 2004 حدث تسوانامي بفعل زلال ضرب قاع المحيط الهندي بلغت قوته 9.1 قرب سواحل اندونيسيا راح ضحيته 225 ألف شخص ممن يعيشون قرب السواحل في اثتي عشرة دولة من دول المحيط. ووقع هذا العدد الضخم من الضحايا بسبب عدم تحذير الناس من وقوع الكارثة.
حيث فشلت اجهزة التحذير المبكر المحلية غير الاليكترونية مثل حساسات الزلازل وحساسات المد والجزر من اطلاق تحذيرات واضحة حيث كانت معظمها عاطلة عن العمل بسبب امور الصاينة في الوقت الذي ينقص المناطق الساحلية انظمة التحذير ذات الصافرات. كما فشلت الاتصالات العشوائية في توفير التحذيرات مع عدم وصول العديد من الرسائل النصية الى الهواتف النقالة.
الا ان قبل دقائق وساعات قبل ارتفاع المياه الى ارتفاع 9.1 وتحطيمها السواحل اظهرت بعض الحيوانات احساسا بخطر وشيك وحاولت الهرب . واستنادا لما قاله شهود عيان ان الفيلة اسرعت الى مناطق مرتفعة وهجرت طيور الفلامنغو اعشاشها في المناطق المنخفضة ورفضت الكلاب الخروج الى خارج المنازل في القرى الساحلية في منطقة بانغ كوي في تايلند. و كما ذكر السكان المحليون ان قطيعا من الجاموس قريب من السواحل انتصبت اذانها وهي تنظر الى مياه المحيط وبعدها تدافعت الى قمة تل قريب دقائق قبل حدوث التسونامي بدقائق قليلة قبل حدوث الكارثة والدمار
ونقل ناجون من الكارثة انهم رؤوا ابقارا ومعيز وقطط وطيور تهرب و تتجه بعيدا عن السواحل بعيد الزلازال وقبل حدوث التسونامي كما تقول ايرينا رافليينا التي كانت في السابق جزء من مجموعة الامم المتحدة الاستشارية لاستراتيجية خطر الكوارث واصبحت الان باحثة في معهد التنمية الالماني في بون . واضافت رافييانا ان العديد من اؤلئك الناجين هربوا مع تلك الحيوانات بعد ذلك مباشرة.
وروى السكان المحليون في مناطق متضررة اخرى من المناطق التي حدث فيها التسونامي لسنة 2010 والذي حدث قرب سومطرة نتيجة زلزال في المحيط ان عدد الضحايا بلغ مايقرب من 500 شخص في جزر منتاويه. الا انه هنا ايضا نقلت التقارير ان رد فعل بعض الحيوانات كالافيال كأنها كانت تتعامل مع معلومات مسبقة مبكرة . وتقريبا قبل ايام استدارت سلحفاة تم ارجاعها الى المحيط حديثا استدارت استدارة مفاجئة قبل يومين من انفجار بركان تونغو.
ولا بد من الاشارة الى ان انظمة الانذار المبكر غير متوفرة في العديد من المناطق التي تتعرض عادة للكوارث الطبيعية . ففي عام 2017 قالت منظمة الارصاد الجوية العالمية ان حكومات ما يقرب من 100 دولة لايزال ينقصها انظمة الانذار المبكر لكشف الكوارث التي هي عرضة لها.
الا ان هذه الشهادات بخصوص سلوك الحيوانات قبل حدوث الكوارث قد شجعت بعض الباحثين لتكريس الاهتمام العلمي الجاد في النظرية القائلة ان الحيوانات ربما لديها انظمة في تركيبها تنذرها بقرب حدوث كوارث طبيعية وهذا مايثير بعض الاسئلة المحيرة مثل: هل بامكان الحيوانات ان توفر للبشرية انظمة تحذير مبكر؟
وقد اشارت كتب التاريخ ان اول حالة تؤكد سلوك الحيوانات غير العادي قبل وقوع الكوارث الطبيعية وقعت في سنة 373 قبل الميلاد عندما ذكر المؤرخ اليوناني ثوسيديديس كيف هجرت الفئران والكلاب والثعابين وعائلات بني عرس مدينة هيليس في الايام التي سبقت وقوع زلزال كارثي. كما حددت تقارير اخرى زمن وقوع زلزال نابولي دقائق قبل حدوثه في عام 1805. واعتقد الباحثون انه دقائق قبل حدوث زلزلال نابولي بدات الثيران والابقار والاغنام والكلاب والاوز تطلق في وقت واحد اصوات تنذر بشيء غريب. كما ذكرت التقارير ايضا ان الخيول بدات تهرب قبيل زلزال فرانسكو .
ومع ذلك ، في حين أننا قد لا نكون قادرين على التحدث إلى الحيوانات بعد ، ربما حان الوقت لإيلاء المزيد من الاهتمام لتحذيراتها.
وايجازا ان الله سبحانه وتعالى سخر لنا السبل لتجنب الاخطار والمهالك. هذه النعم بضمنها الحماية الربانية نعم ملموسة ومحسوسة توجب علينا ان نحمده ونشكره. كما ان هذه الاحياء غير البشرية لم تخلق عبثا وانما خلقت لتلبي حاجات الخلق المختلفة وما علينا الا ان نتعايش معها ونزيد في شكرنا للخالق لنكتشف ونتجب الكوارث .
ترجمة بتصرف عن البي بي سي
برفسورسابق في الترجمة الاعلامية\جامعة عجمان\الامارات