26 نوفمبر، 2024 5:54 م
Search
Close this search box.

تقرير منظمة العفو الدولية ضد البيشمركة هو انجراف وراء اجندات دولية واقليمية

تقرير منظمة العفو الدولية ضد البيشمركة هو انجراف وراء اجندات دولية واقليمية

بعد تحقيق البيشمركة لانتصارات باهرة اشاد بها الاعداء قبل الاصدقاء في الحملة الدولية صد داعش , خرجت علينا منظمة العفو الدولية (في محاولة مفضوحة) لتتهم البيشمركة بارتكابها لما سمته انتهاكات لحقوق الانسان متمثلة بهدم مباني سكنية وجرفها وتهجير المكون العربي السني من المناطق التي حررتها من احتلال تنظيم داعش . وقد رافقت هذه التقارير حملة اعلامية واسعة وشرسة تبنتها بعض وسائل الاعلام العربية لتشويه المؤسسة العسكرية العريقة ( مؤسسة البيشمركة) , فاردة مساحات اعلامية واسعة للحديث عن تلك (الانتهاكات) وتضخيمها والتهويل منها .. وكاننا في منطقة يسودها سلم اهلي وتنعم باستقرار امني وسياسي وليس في منطقة تعاني من تناحرات وصراعات ارخص ما فيها هي حقوق الانسان ودمائه . والملفت انه ورغم ان التقرير لم يؤكد تلك الاتهامات واستخدمت تعابير سبقتها كلمة ( قد) , الا ان الاعلام تناول الموضوع وكانه حقيقة مثبتة ومسلم بها .

وهذه ليست المرة الاولى التي تتهم فيها منظمات دولية مؤسسة البيشمركة زورا وبهتانا . فقد سبقتها منظمة هيومان رايتس ووتش , التي اتهمت للبيشمركة قبل اشهر بانتهاكات مختلقة لحقوق الانسان .. لكن سرعان ما تراجعت عن تلك الاتهامات واعتذرت لاقليم كوردستان معترفة ببطلان تلك التقارير . ان مشكلة هذه التقارير هي انها تعتمد روايات لاشخاص تصفهم ب ( شهود عيان) دون ان تتاكد من دوافعهم , ودون ان تاخذ بالمقابل راي الطرف الاخر (المتهم) في الادعاءات تلك . فان كانت تلك المنظمات غير متقصدة في اتهاماتها , وغيرمتورطة في اجندات دولية واقليمية , وان كانت فعلا يعنيها حقوق الانسان في المنطقة والعالم , فيجب عليها ان تكون اكثر حرصا على تقاريرها واكثر احساسا بالمسئولية تجاه اتهاماتها .

وهنا نريد ان نوضح بعض النقاط التي توضح بطلان هذا التقرير وخطورة صدوره في هذه المرحلة الحساسة من الحرب الدولية على الارهاب : –

* فقد اعتمد التقرير على صور لمناطق سكنية قبل و بعد تحريرها , وظهر في قسم منها اختفاء بعض البنايات بعد مرحلة التحرير . وبالطبع فان هكذا صور لا تثبت الجهة التي قامت بالهدم , ولا ان كان هذا الهدم عن سابق اصرار وترصد او جراء العمليات القتالية التي حصلت فيها . وقد اكد مسئولون في حكومة كوردستان ان هذا الهدم قد حصل جراء العمليات القتالية التي رافقت تحرير تلك المناطق و قصف طيران التحالف لتلك المباني .. وهو نفس ما حصل في مدينتي سنجار وكوباني اثناء تحريرهما من هدم لاكثر الابنية وتدمير لمعالمهما العمرانية .

* اظهر التقرير مشاهد فديو لاحدى كوادر المنظمة اكدت على وجود اثار جرافات ادعت انها هدمت منازل بعد تحرير المدينة لتتخذها دليلا على ان قوات البيشمركة هي من قامت بذلك . ولا نعلم كيف تقمصت هذه الموظفة شخصية عالم الاثار او الجيولوجي في اكتشاف و تحديد عمر اثار عجلات الجرافة واكتشفت انها ترجع لما بعد عمليات التحرير .

* على منظمة العفو الدولية واي جهة تتهم البيشمركة بهذه الاعمال ان تسال نفسها السؤال التالي .. ما الذي سيجنيه البيشمركة واقليم كوردستان من هدم بيوت ناس ممنوعين اساسا من الرجوع الى مناطقهم ؟ اليس من الافضل عدم هدمها بل استغلالها لايواء بعض الكورد الذين دمرالقتال بيوتهم ؟

* ان اقليم كوردستان معروف بطرحه الواضح البعيد عن اي تقية سياسية اوخجل سياسي , فقد اكد وبدون مواربة او مجاملة بانه لن يسمح بعد التحرير برجوع من تعاون مع داعش في احتلال اراضيه , وهذا ليس تهجيرا , ولا انتهاكا لحقوق الانسان , بقدر ما هو تعزيز لامن تلك المناطق ومواطنيها , هذا الموقف الكوردي يتطابق تماما مع موقف العشائر العربية التي تقطن تلك المناطق والتي اكدت مرارا بانها لن

تسمح للمتعاونين مع داعش بالرجوع الى مناطقهم . ولذلك فان اية محاولة لتقويض هذا التوجه يعتبر تعاونا بشكل او باخر مع الارهاب سواء جائت هذه المحاولات من منظمة العفو الدولية او أي جهة دولية اخرى .

* لم يذكر التقرير قيام البيشمركة بقتل أي مدني في تلك المناطق حتى من تورط مع داعش , وفي اسوء الاحوال يتم تحويلهم الى القضاء لمحاكمتهم وفق القوانين المعمول بها في الاقليم . وهذا يبعد أي شبهة عن البيشمركة في ان يقوموا باعمال اخرى كهدم البيوت وجرفها .

* نستغرب من الحملة الاعلامية المغرضة ضد البيشمركة والتي تبنتها بعض الفضائيات العربية , في الوقت الذي لم تحض اتهامات نفس المنظمات لمليشيات الحشد الشعبي بذبح المدنيين بالسكاكين في مناطق ديالى وغيرها بنفس التغطية الاعلامية من قبل تلك الفضائيات , مع انها جرائم تتهم تلك المليشيات بقتل مدنيين لا فقط هدم وتجريف بيوت .

ان تزامن صدور هذا التقرير قبيل عقد المؤتمر الدولي لمحاربة الارهاب الذي انعقد في جنيف والذي تتباحث فيه دول التحالف عن المرحلة القادمة من محاربة الارهاب , وتزامنها كذلك مع الوضع الايراني الجديد في المنطقة والعالم , يوضح وبجلاء بان منظمة العفو الدولية سخرت هذا التقرير لاجندات قوى (دولية واقليمية) تحاول تحجيم دور البيشمركة في المرحلة القادمة , وتحاول ترتيب موازين القوى بشكل يكون فيه الطرف الايراني وملحقاته في المنطقة على نفس قوة التاثير والفعالية مع للطرف الاخر, ومن جهة اخرى تحاول تفتيت جدار الثقة الذي بني بين اقليم كوردستان وبعض الدول والقوى السنية خارج العراق وداخله ببث هذه التهم والاكاذيب , وعلى الاقليم ان يتحذر من هذه المحاولات وان يتخذ مواقف مناسبة حيالها دون ان تمر مرور الكرام .

أحدث المقالات