23 ديسمبر، 2024 4:20 ص

تقرير تشيلكوت ومواقفنا المتسرعة

تقرير تشيلكوت ومواقفنا المتسرعة

تقرير جون تشيلكوت عن دور بريطانيا بغزو العراق  بتذنيب توني بلير لم يأتي بجديد ، هذه النتيجة كانت متوقعة لكنها تاخرت سنين بعد تقرير لجنة  مشابهة بالكونكرس الامريكي التي اثبتت منذ ٢٠٠٥ بعدم وجود أسلحة دمار شامل مخفية عن المفتشين وغياب دليل عن علاقة النظام بالقاعدة ( عادتا الاعترافات الامريكية اسرع واقل شفافية ) ويعود سبب فارق السرعة والدقة بينهما الى حجم الصراع بين احزاب السلطة والتجاذبات خصوصا عند اعتاب الانتخابات .
موقفنا المتسرع يتمثل بمطالبات رسمية وشعبية لمقاضاة توني بلير عن دوره بغزو العراق  ٢٠٠٣   .  
لكن لماذا نحمل بلير كل المسؤولية (رغم كونه من اكثر السياسيين البريطانيين كذبا). ولماذا نصوره وكأنه المتسبب الوحيد او الأكبر بغزو العراق ، انه يحقق مصالح حزبه ويخدم طموحه السياسي والمالي ويؤكد دور بلده بالسياسة الدولية ، وسواء هو او غيره من صناع سياسات الغرب يعمل على تلبية مصالح شركات الأسلحة وإنعاش الاقتصاد .  بلير هو مجرد متمم لنهج عشرات ممن سبقوه وممن اعقبه من سياسيي بريطانيا معنيون بمصالح بلدانهم ، ولكننا كعراقيين مانزال نتناسى اكبر الأسباب ونبحث عن شماعات نعلق عليها ذنوبنا ، دعونا نتكاشف ولو  قليلا …
 – من الذي سعى جاهدا لاصدار قانون تحرير العراق ١٩٩٨ من الكونكرس بعد   شهادته للكونكرس بمعلومات عن خطورة أسلحة العراق بعضها كاذب ( كان عراقيا)
 – خلال ٢٠٠٢ زار البيت الابيض ثلاثة معممين بزيهم الديني لاستجداء دور امريكي لازاحة طاغية بغداد (كانوا عراقيين)
 – احد العاملين ببرنامج العراق النووي اكد امكانية العراق بصنع سلاح نووي خلال أسابيع قليلة (كان عراقيا)
 – فتح اجواء دولة مسلمة جارة للطيران الامريكي لتسهيل غزو العراق بتصريح علي شمخاني ، فضلا عن التنسيق الاستخباري وهو نفس دورهم اثناء احتلال أفغانستان ( لم يكن بلير طرفا فيه)  – تعاون (مع بلير) من قبل نجل لمرجعية سابقة ورئيس لمؤسسة دينية (في لندن) وقدومه مع القوات البريطانية لتولي دور مرجعية دينية (كان عراقيا)

 – طلائع المحررين (10000 مقاتل) وصلوا جنوب العراق عند بدء العمليات العسكرية بعد تدريبهم بدولة التشيك باشراف عراب الاحتلال بتمويل امريكي (كانوا عراقيين لاجئين بالغرب )
 – بحسب اقرار رامسفيلد انه تم اختراق قيادات عسكرية وسياسية من داخل النظام ستسهل عليهم الغزو ، بمعنى تحييدهم لصالحها (كانوا عراقيين)
 – تفكيك الجيش والقوات الامنية كمقترح للحاكم المدني (بريمر)  للتخلص من بقايا النظام وكان نتيجته الانفلات الأمني  واشاعة الفوضى والسرقات (كان مقترح عراقي)
 – القيادات السياسية بكردستان سباقة دائما لما يضر العراق ، وعليه أصبحت كل كردستان ارض  مفتوحة للاعداد للغزو  وداعميهم بالداخل  ( والكرد عراقيين حتى الآن )    
  ماتقدم هو القليل من واقع دورنا المستمر كعراقيين في قتل شعبنا واستباحة الأموال العامة ، موءكد ان الدور الاجرامي لبوش وبلير مفضوح سواء بالعراق او غيره من الدول ، ولكن للأسف لن يتوفر عدل حقيقي للاقتصاص منهم الا العدل الالهي . ولكن قبل الحديث عن مقاضاة بلير ياريت لو توفر شبه عدل محلي لنقتص من عراقيين وعرب ومسلمين كانوا أدوات قذرة بيد بوش وبلير ولايزالون .  المؤسف ان بعضهم غادر عالمنا واحتفي بهم كأبطال وطنيين عكس واقعهم تماما،  لكن العدل الالهي سيبقى لهم بالمرصاد .