18 ديسمبر، 2024 7:56 م

تقرير تشيلكوت وصمت اهل القبور!!

تقرير تشيلكوت وصمت اهل القبور!!

لم يكن ما جاء من معلومات في تقرير السير جون تشيلكوت بشأن التخطيط المسبق لرئيس الوزراء البريطاني توني بلير ورئيس الولايات المتحدة الاميركية جورج بوش باحتلال العراق بالجديد ولم يكن الاول ولن يكون الاخير .. فقدسبقته تصريحات وتقارير من الادارة الاميركية ومن مراكز بحوث دولية عن خطأ قرار الاحتلال بهذه الطريقة التي جعلتنا نعيش ومنذ نيسان 2003 الى اليوم ازمات حادة واوضاع امنية غير مستقرة وقتل وتهجير وفقر وجوع وحرمان من ابسط الحقوقر والخدمات .. التقرير بما تضمنه من (29 )رسالة وجهها بلير لسيده بوش يحظه على شن الحرب على العراق بادعاءات اثبتت السنوات زيفها ، اثار بعض ردود افعال رسمية وشعبية في اميركا واوربا ، لكنه مر على الامم المتحدة وعلى نوابنا وحكومتنا مر الكرام وكأن التقرير لايتحدث عن شهداء راحوا ضحية العمليات العسكرية التي شنتها القوات الاميركية والمتحالفة معها قدروها بتسعين الف وستماىة شهيد من دون ان نشير الى ارقام ضحايا التفجيرات الارهابية والعنف الطائفي وما حصل من خراب ودمار وفساد في مؤسسات الدولة وسلطاتها .. واذا كان موقف الكثير من سياسيينا ممن هم نتاج عملية الاحتلال ومن المستفيدين منه بتبؤهم مواقع مسؤولية ما كانوا يحلمون بها اضافة لما وفرته لهم ظروف الاحتلال من فرص للنهب
المشرعن وصفقات مشبوهة درت عليهم مليارات الدولارات فتنافسوا على تزويق الاحتلال وايجاد المبررات له فسموه تحريرا برغم ان الامم المتحدة نفسها عدته احتلالا واقاموا الولائم لاولياء نعمهم .. نقول اذا كان موقف هؤلاء يحتمل بعض الاغطية ، فسكتوا وصمتوا ولم يحركوا شكوى ضد من تسبب بكل هذه الكوارث للعراق والعراقيين او حتى يكلفوا انفسهم المطالبة بدفع تعويضات ، فان صمت كتل وقوى مشاركة بالعملية السياسية لكنها كانت رافضة للاحتلال وقاومته يثير الحيرة والتساؤل كونه يضيع فرصة تاريخية لادانة احتلال العراق كما انه استهانة بدماء وارواح وتضحيات المواطنين خاصة منهم المضحين المقاومين ممن استشهد في معارك التصدي للمحتل او ممن اعتقل وما زال قابعا في السجون والمعتقلات لحد هذه الساعة بتهمة التصدي للقوات الاميركية ( الصديقة )!!
لم نستغرب صمت مجلس النواب والحكومة بل وحتى منظمات وشخصيات وجدت في الاحتلال فرصتها التاريخية لمزيد من المنافع والامتيازات على حساب مصلحة الوطن لكننا كمواطنين من حقنا ان نعتب على من شارك في العملية السياسية من دون ان يتنازل عن ايمانه بضرورة مقاومة المحتل.. قد تكون لنا وجهة نظر مختلفة معهم في الكثير من المواقف ،غير ان هذا لم يمنعنا من الوقوف مع المقاومين منهم ممن ما زالوا في المعتقلات ..
ما جاء في تقرير تشيلكوت بقدر مايشكل ادانة لصمت المجتمع الدولي والامم المتحدة على صمتهما وعدم تحريكهما دعاوى تنصف العراق وشعبه ، فانه ايضا يفضح صمت السياسيين ويكشف كم هم رخيصون !! ولله درك ياعراق كم تحملت من هؤلاء وما زلت .