23 ديسمبر، 2024 12:28 م

تفلة طفــّت حريق…وجابت حريق

تفلة طفــّت حريق…وجابت حريق

صدگ مشكلة من واحد يحترگ ومشعول صفحة أهله والنار دا تمتد، اكيد راح يحاول يطفي ناره حتى لو بتفلة من واحد جربان وسخ، ميخالف، بس لازم بعد مال تالفلة تطفي النار يروح يمسح ويشيل التفلة وبعدين يروح يتعالج ويزرع جلد بمبي يخبل، ويرش ريحة جيفنشي !
وإحنا أبو الأزلام تاجر النعلان شعل أبو أبونا بغبائه وفلسطينه وشعاراته وأمه والبحث عن حسين المجيد، بشرفي بشار لگى أمه وأبو الازلام راح وما عرف أبوه. پهلوانيات وهوائيات أبو الازلام جاب إلنا حصار عصر حتى أحلامنا وصرنا نشوف نفسنا حتى بالحلم جوعانين، فچان لازم نطفي النار إللي بينا، بس وين عدنا بخت ؟؟ دوّرنا بالوطن وما لگينا أحد قبل يبول على نار  إللي بينا ونرتاح، وما ظل عدنا غير حل التفلة ، ولازم التفلة من برة لأن نفسنا عزيزة وما نقبل أحد يتفل علينا منا وبينا، ومن صحنا واتفلااااااااااااه، شفنا إشگد الناس يحبونا، صارت التفلة فزغة، الكل أجوا وشادين محرك تفلات وشبعونا تفالة حتى تطفى النار، طفت نار الأزلام أو هيچ شفنا أول ساعتين، وراها بدت نار بعده علم مكافحة الحرائق حاير وما لاگي تعريف إلها ولا طريقة مكافحتها وإطفائها. وإكتشفنا بعد اول يوم من النار الجديدة أن تفلات هذولة إللي أجوا من برة في فزعة بني تفال طلعت مثل الناپالم تلزگ بالجسم وكلما تريد تمسحها تزيد الجرح والتشوه والألم.
عشر سنوات، ولو نريد نسوي جرد وفلاش باك شراح نشوف؟؟؟
أكثر من مائة وخمسين حزب وتجمع سياسي (التفلة بيها بركة) والبلد يعاني أزمة سياسية، وفوگ مية وخمسين إلى ثلاث مية منظمة غير حكومية وحقوق الإنسان صارت عقوق، وكوشر مرجعيات، وعدنا خمس مية جريدة ومطبوع ومنشور وثلث الشعب ما يعرفون يقرون، وعدنا خمسة وعشرين قناة فضائية والكهرباء ما تجي غير ساعتين وما حد نطاني تلفزيون يشتغل عالفحم الملاعين كلها خاليها يمهم حتى يوزعوها وي البطانيات، من بلد نفطي صرنا بلد عفطي ونستورد بنزين وغاز من إيران، ومن بلاد من بين النهرين صرنا نستورد ماي من الصحراء العربية والربع الخالي، عشر سنوات وخريجي الجامعات العراقية من 2003 ما لاگين شغل بس نستورد عمال ومهندسين من الفلبين والهند ونكشخ نجيب شغالات من أثيوبيا وأندنوسيا.
عشر سنوات…نسينا فيها شي أسمه التلفون الأرضي، وصرنا نحسد الواحد إذا إنتل بالكهرباء …أيبااااااااااه غير بخت، أكيد أمه داعيتله يموت هيچ موتة عز وكشخة، وصار علم العشائر ونواميسها أعلى من راية الوطن، وصار المحافظ يروح يوقع عقود شراء أسلحة حتى يحارب المحافظة المجاورة لان أكو طيارة ورقية اخترقت سما المحافظة ، لان صوچ أبو الطيارة شاد بيها أربع بكرات خيط طول كل بكرة مائة وخمسين متر.
عشر سنوات، يمكن الإنجاز الاهم هو گدرنا نشد على چم زمال محرك وسويناهم وزراء بس حتى لا يزعل أبو فلان أو فلانة ، شنو علم هادي العامري يصير وزير نقل ؟؟؟ والمصيبة هو تصور أن أي شي ينقل لازم يدخل تحت صلاحيات وزارته، فصارت وزارة النقل مسؤولة عن نقل الامراض، ومسؤولة عن نقل مباريات الدوري العراقي ومباريات برشلونة وريال، وصارت وزارة النقل مسؤولة عن نقل بيانات الولادة من محافظة إلى محافظة، وأكيد هاي الوزارة مسؤولة مسؤولية مباشرة عن نقل العراق إلى دول ذات درجة عالية من مؤشر الطيحان حظ !
عشر سنوات، والتعليم في العراق تعليم حواسم، الشهادة ما تحتاج غير خبير فوتوشوپ وتوريقة زينة، والجوازات صارت كراريس تعليم الحروف الأبجدية وتعلم الكردية في أسبوع، كل كلمة بالعربي لازم أكو يمها ترجمة بالكردي، وصار العراقي بفضل التفلة المباركة الشعب الوحيد على الطوبة الأرضية إللي يعرف في الأقل ثلاث لغات، العربية والكردية والإيرانية، شعب مثقف يعرف الفرق بين الكرفس والمعدنوس .
عشر سنوات وبعدنا ما گدرنا نحول أبو غريب إلى متحف، ولا گدرنا نطور المحطة العالمية في علاوي، هاي المحطة إللي موجودة في أدبيات فن هندسة العمارة بسبب تميز هندستها، تركناها مزبلة، عشر سنوات ما گدرنا نقنع زهاء حديد تجي تصمم عدنا فلكة مو عاد قاعة أو جامعة.
عشر سنوات..صارت عدنا عطل وتعطيل لأي سبب، موكب وزير، أو موكب صالح المطلگ إللي هو ثلاثة وعشرين سيارة جي إم سودة تسد أي شارع، لو عطلة بسبب العثور على تك جواريب عالية نصيف لأن من شمرت القندرة نزعت جورابها ونست وين شمرتها (يقال أن القندرة الطائرة چانت مزودة بتك جوراب قذر)، لو عطلة لان ما شايفين مطر من عشر سنوات…وأكو همين عطلات بأثر رجعي ومو بعيد نشوف عطلة رسمية تصادف يوم عرض الحلقة الاخيرة من گريندايزر وإنتصار دوق فليد على فيگا الكبير، او عثور لينا على جدها الدكتور رامي بعد غيبة كبرى !
عشر سنوات والنار مستمرة وتستمر…ركضنا عالتفلة، وهالمرة الناس صاروا يكرهونا حتى لو طلبنا يجون مرة اخرى ويتفلون ما حد راح يجي، صرنا مكروهين ومنظرنا قذر وما يشجع أحد يجي يوگف يمنا، والمشكلة أن الموال العراقي الحزين موال محبوب من الكل والكل يريدون يسمعون هذا الموال وما حد يريد يطفي هذا المسجل، والموال يصير أحلى كل ما اكو نار وابو الموال يحترگ.
حسبوا من هسة للعشرة الثانية…وتذكروا هاي المقالة لو عايشين…او ترحموا على وطن أحترگ بالتفلة… تذكروا وأنتو في جحيم أرحم من جحيم الوطن !
[email protected]