23 ديسمبر، 2024 12:31 ص

تفكك الدولة العراقية!!

تفكك الدولة العراقية!!

يقول الجنرال الاسرائيلي عاموس جلعاد، ان ” الجبهة الشرقية لم تعد تحمل للاحتلال الخطر التقليدي الذي كانت تحمله في السابق، موضحا ان وحدة أراضي العراق ذهبت أدراج الرياح، وتفككت الدولة العراقية عملياً، ولم تعد تشكل خطراً على إسرائيل، خصوصاً بعدما باتت في واقع الحال منطقة نفوذ إيرانية”.

وينسجم هذا الرأي المقلق مع خرائط أمريكية و أوروبية عن ” سايكس بيكو 2″ لا تشع العراق خارج رحى تقسيم جديد على أساس المكونات، هذه المفردة التي وضعت وحدة العراق و شعبه مبكرا تحت المطرقة الطائفية و السندان القومي، فبعد شعب العراق العربي جاءت تسمية المكونات ضمن الدولة العراقية و المناطق المتنازهع عليها، دون أن يدق ذلك ناقوس الخطر في عقول و عيون سياسيي الخط الأول، الذين يغطون في نوم داخلي عميق على وسادة الأمتيازات و كل الصفقات، بينما يتركون العراق كقارب في بحر متلاطم بأجواء الفتنة.

كلام الجنرال الاسرائيلي لا يأتي من فراغ، قد سبقته واشنطن الى نفس الخيار بل رسمت خطوطا بيانية على رمال متحركة لبناء دولة المكونات العراقية، التي عجل في مقبوليتها ، ومع شدسيد الأسف، سيطرة داعش على مراكز نفوذ جوهرية في هذا السياق، ما يكشف عن خطورة الدور الدولي في تزيدا سطوع نجم داعش، الذي لا يعتبره الجنرال جلعاد خطرا على آمن اسرائيل، لأن أجندة هذه التنظيمات والاقتتال فيما بينها يحول بينها وبين استهداف إسرائيل في المرحلة الحالية”!!

ان واحدة من أخطر أسباب انشغال المسؤولين في العراق الى وحدة و سيادة البلاد هي في نظرهم الى الكرسي من اسفل ليكونا في موضع القبول باي دور، لذلك تتلاشى هيبة الدولة العراقية ضمن محاصصات ما أنزل الله بها من سلطان، حيث توزع خارطة المناصب على المجاملات بعيدا عن الكفاءة، ضمن تخنق طائفي يسري على الجميع، فاغالبية العظمى تلوذ بالطائفية للبقاء في دائرة الضوء على حساب وحدة البلاد و العباد، وكأن البعض استسلم للمر الواقع وبدأ ينسج خطوط عاصمته الطائفية ضمن مفاهيم الحزب و العشيرة، وهو ما أرسل بصدده السيد مقتدى الصدر رسالة تحذير غير متعارف عليها في خطاباته يوم وصف الاجماع الوطني بأنه من الماضي.

العراقيون في ورطة من أمرهم لأنهم يقلبون وجوههم ذات اليمين و ذات الشمال ليجدوا أنفسهم بمواجهة تحديات اشد خطورة من تخريب النفوس بفعل المال و المناصب ، ما يفتح الأبواب أمام تساؤلات كثيرة من بينها هل ستتغلب دول المكونات على الدولة العراقية واسعة البنيان و المساحة الجغرافية و البشرية؟ واي سياسي عاقل يقبل بشهادة التاريخ على مشاركته بتقسيم البلاد و العباد؟ وماذا ستذكر الأجيال المقبلة عن ساسة ما بعد احتلال العراق؟ صورة قاتمة ليس أقل خطرا من تثقيف الأطفال على المفاهيم الوطنية في المدارس الأبتدائية عوضا عن زرع النخوة الوطنية في عقولهم، ثلاثية العراق الجديد يفسرها تقسيم شعبه الى عرب و أكراد و شيعة وسنة، الذين يتخذون مواقعا تختلف عليها اشعة الشمس في أروقة النواب و الحكومة!!

[email protected]