23 ديسمبر، 2024 10:25 ص

تفطرون على امل

تفطرون على امل

للذين صاموا رمضان تقربا واحتسابا.. برغم كل الظروف..
للذين صاموا رمضان خوفا من جحيم المعصية وزمهرير التمرد..
للذين صاموا رمضان طمعا في جنة انهارها من عسل ومن خمر وحورها عين..
للذين صاموا رمضان طلبا للصحة وشفاءا من مرض.. صوموا تصحوا..
للذين صاموا رمضان اختبارا لارادة وطلبا للرشاقة..
للذين صاموا رمضان اسقاطا لفرض وجريا على عادة..
للذين صاموا رمضان خجلا من الناس ومن اهلهم..
للذين صاموا رمضان مجبر اخاك لابطل..
للذين صاموا رمضان وفق اية نية وتحت اي مسوغ..
رمضان خير ويمن وبركة ومحبة وتكافل وتعاون ومودة عليكم وعلى كل العراقيين الصابرين المبتلين الممتحنين والذين هم من غير صوم صائمين.
ارأيتم تربص الظلاميين بكم؟.. أوعيتم تكالب قوى الشر عليكم؟! أتدرون انكم اعنتموهم وتعينونهم على انفسكم من حيث تشعرون ولا تشعرون، فهاهم يستقبلون شهركم الكريم -وقبل ساعات من اطلالة هلاله المبارك- باطنان المتفجرات المتطورة والاشد فتكا وتدميرا لالحاق المزيد من الضحايا في صفوفكم، وتحقيق العظيم من الخسائر في مواردكم وبنيانكم واشعال المهول من الفتن والفوضى والهرج والمرج في مدنكم، وضعضعة دولتكم ونظامكم، واسقاط تجربتكم الديمقراطية التي سقيتموها بدمائكم ودماء آبائكم واجدادكم حتى اينعت بعد حقب وعهود سود.
اعوام عجاف وانتم على هذه الحال تزدادون تراجعا واعداؤكم يتقدمون.
تزدادون تفرقا وتشتتا واعداؤكم يتوحدون ويتجمعون.
تزدادون ضعفا ويزدادون قوة. تقلون صبرا ويقلون تصديا، تنقصون حبيبا وينقصون بغيضا.
سياسيوكم مختلفون.. متنافسون، وعن مصيبتكم لاهون، وعما يراد بالعراق ساهون. مثقفوكم ومفكروكم لم يستثمروا نعمة الحرية من اجل بنائكم واعادة تأهيلكم بعد الخراب الشامل الذي لاث طباعكم وغزا مفاصل حياتكم.
المفسدون ازدادوا افسادا وطوروا وسائلهم على صعيد الفسادين الاداري والمالي!.
والمحوسمون تفننوا في طرق تبييض ما حوسموه واحاطوه بسور سليمان والمعوذات وزينوه بلافتات نفيسة: هذا من فضل ربي!.
ولصوص المصارف ومختلسو المال العام وخونة الامانة يفرون بحقوقكم ويلتحقون بقوائم الانتربول.
ايها الطيبون بسبب فقركم.. وايها الفقراء بسبب طيبتكم:
هل وصلتكم موائد رمضان وهبات الخيرين؟
اقبلوها هنيئا مريئا سواء كانت لوجه الله او كانت لوجه التلفزيون والفضائيات او كانت لوجه بوسترات وفولدرات وفلكسات الانتخابات.
اقبلوها فليس لديكم خيار خاصة وهي تمر مرة واحدة كل عام واحيانا كل اربعة اعوام!.
وحتى لا تخسروا صيامكم ويتحول الى مجرد جوع وعطش.. زينوه بالمحبة والتواضع وسعة الصدر والتسامح والايثار فهي دعائم حسن الخلق واثقل شيء في حسنات العبد حسن الخلق.
وكل رمضان وانتم صابرون..
وتفطرون على امل.