23 ديسمبر، 2024 6:27 ص

تفجير بغداد رسالة إقليمية إلى البيت الأبيض

تفجير بغداد رسالة إقليمية إلى البيت الأبيض

 

بعد وصول المرشح الجمهوري “ترامب” إلى البيت الأبيض في الانتخابات الرئاسية عام 2016، عمل على تطبيق برنامجه الانتخابي، ومن بين ما وعد به ناخبيه، هو الانسحاب من الاتفاقية النووية الإيرانية، والكثير من القرارات المثيرة للجدل، مما أسعد مزاج دول مجلس التعاون الخليجي والكيان الصهيوني، ومن نتائج هذه القرارات دخول السعودية في الاتفاقية المعروفة باسم “صفقة القرن”، الرامية إلى السلام المزعوم بين الكيان الصهيوني والفلسطينيين، ومن نتائجها التطبيع الخليجي وبعض الدول العربية مع الكيان.
صوت الأميركيون في ١٤/ديسمبر/٢٠٢٠ على انتخاب الرئيس الجديد، وكان هنالك صراع محموم بين الجمهوريين بقيادة مرشحهم “ترامب”، والديمقراطيون بمرشحهم “جو بايدن”، وبعد رحلة من الشد والجذب والاتهامات التي وجهها الرئيس “ترامب” لمنافسه الديمقراطي بتزوير الانتخابات، لكن لم يستمر الأمر وانتهى بمصادقة الكونغرس على نتائج المجمع الانتخابي، وأعلن فوز “بايدن”.
الرئيس الجديد ذا التوجه اليساري، يرى أن القرارات التي أقدم عليها سلفه ” ترامب” سيئة ومضرة لمصالح الولايات المتحدة الأمريكية، ومن أهم المسائل التي يعاد التفكير بشأنها والتي تخص منطقة الشرق الأوسط، والموجودة على رأس جدول اعمال الرئيس الأمريكي، العودة إلى الاتفاق النووي الإيراني، وخفض التوتر الحاصل في المنطقة، ومن البوادر الملموسة لهذه الحكومة إعفاء إدراج الحوثيين من على القائمة السوداء.
لذلك استشعرت دول الخليج وفي مقدمتها السعودية والامارات مع حليفهم الاستراتيجي إسرائيل الخطر، من نوايا “جو بايدن” وقراراته القادمة لمنطقة الشرق الأوسط، ومن المؤشرات التي تؤكد صحة هذه النظرية، هي الاستقرار الأمني في العراق من جانب التفجيرات التي كانت لا يمر أسبوع إلا وحصل تفجير دامي في أحدى المدن العراقية، وجاء هذا التوقف بعد قرار سياسي في المنطقة، بإشارة من الولايات المتحدة الأمريكية في فترة الرئيس “ترامب”، إضافة إلى ذلك التوقيت الذي يأتي في اليوم الثاني لتنصيب “جو بايدن” رئيس للولايات المتحدة الأمريكية، أيضا الاحترافية في التنفيذ، ورمزية الموقع المستهدف، والذي يمثل قلب العاصمة العراقية بغداد، وقال المستشار في قيادة عمليات بغداد للحشد الشعبي “عباس الزيدي” في تصريح له، لموقع العالم الإخباري، يوم الخميس ٢١/١/٢٠٢١ بعد التفجير بساعات أن أحد الانتحاريين اللذين فجرا جسديهما وسط بغداد يحمل الجنسية السعودية.
إذا لا مصلحة لأي طرف دولي أو إقليمي آخر في هذا الوقت، من تفجير بغداد، والتي راح ضحيتها ٣٢ شهيد و ١١٠ جريح حسب ما نشرته وكالة “CNNبالعربية”، سوى “دول مجلس التعاون الخليجي والكيان الصهيوني”، لاستخدامها كورقة ضغط على الادارة الامريكية الجديدة، من أجل البقاء على قرارات الحكومة السابقة ، والتوقف عن تغيير سياستها الخارجية اتجاه منطقة الشرق الأوسط، ومناطق الصراع فيها، وألا ستكون المنطقة والعراق بالخصوص “قندهار” أخرى.