جرى التسبب بأصابة الرأي العام في العراق وفي عموم الوطن العربي بدهشةٍ بالغة خلال الأيام القلائل التي مضت , جرّاء انتشارٍ غير مسبوق عن النية لتفجير او ازالة تمثال ” ابيم جعفر المنصر ” التأريخي الواقع في منطقة المنصور في بغداد , وذكر محللون سياسيون واعلاميون أنّ انتشار هذا الخبر وسرعة انتشاره في مواقع التواصل الأجتماعي ووسائل الإعلام , إنّما يكمن بأنّ الجهة او الفصيل الذي اراد ازالة التمثال , كانت تبتغي جسّ النبض لدى الجمهور وقياس ردود الأفعال تجاه ذلك .! , لكنّ الحقائق هي بالضد الكامل لهكذا رؤىً وتحليلاتٍ غير دقيقة , فلو كان يراد معاقبة مؤسس مدينة بغداد فعلاً وازالة أثره في مدينته , لما جرى الإعلان عن ذلك مسبقاً , والذي ادّى الى اسراع قوات مكافحة الشغب لمحاصرة المكان وتطويقه من الجهات الخمسة .! , وهو بالتالي عرقلة ومنع التجاوز على هذا الرمز التأريخي , ولو كان الأمر اكثر جدّية لأقدمت الجهة التي تقف وراء ذلك على استخدام عنصر المباغته واجتثاث التمثال الشهيد عن بكرة أمّه وابيه .! , رغم الإدراك المسبق بأنّ الدولة ستعيد تشييده وربما بحجمٍ اكبر , وربما ايضاً بوضع نسخٍ مماثلة في بقية المحافظات والأقضية والأرياف .! , المسألة بمجملها لا تعدو عن عملية حرف و لفت الأنظار وتغيير اتجاهاتها وإبعادها عن التركيز على احداثٍ اخرى جرت ولعلّ جريانها مستمرّ .. يشار بهذا الصدد أن جرى وضع عبوة ناسفة على هذا التمثال العريق في شهر اكتوبر لعام 2005 وتسببت بأضرارٍ بسيطة وخدوش للسيد الراحل ابو جعفر , وتمّ تضميدها ومعالجتها على الفور .!