22 ديسمبر، 2024 2:50 م

تفجيرات رمضان وحكومة الطوارى

تفجيرات رمضان وحكومة الطوارى

يبدوا ان العملية السياسية في العراق وصراعات القوى والاحزاب لنيل السلطة والحصول على مكاسب اضافية تنزل مرة اخرى للشارع ، وبشكل خاص بعد غموض الموقف الامريكي من تأجيل الانتخابات التشريعية وانتخابات مجالس المحافظات القادمة.
حيث يسعى الساسة ومن خلال الاجتماعات الثنائية ومفاوضات اقامة التحالفات الجديدة وفرط تحالفات سابقة وتأسيس احزاب جديدة جميعها تريد ايصال رسالة الى الراعي الامريكي والخليفة المتصرف في امور العراق ان ينظر الى تلك الاحزاب والتحالفات بعين الرضى والقبول، فمن ترضى عنه امريكا وايران يحظى بالسلطة .
ومرة اخرى يدفع ابناء العراق دمائهم وتزداد المعاناة يوما بعد اخر ضريبة لتلك الحسابات الحزبية والصراعات السلطوية ، وليس هذا الامر بالغريب ، فبعد 2003 ودخول ما يسمى بـ (الاحزاب الاسلامية وغير الاسلامية) الى معترك الحياة في العراق ، رافقتها موجات الارهاب والتدهور الامني ، واضحى من المسلمات انه وقبل أي عملية انتخابية او عند اشتداد الصراع في اروقة السياسة تزداد وتيرة الهجمات الارهابية ويرتفع مؤشر المعاناة في سبيل الصراعات والمكاسب الحزبية والجميع مشترك في ذلك ولا يمكن استثناء أي فصيل او حزب او تيار ديني او حزبي ، فأن الجميع قد دخل في هذا الصراع ومنذ 14 عاما ولا يوجد أي ضوء في نهاية النفق .
وقد ادرك زعماء الكتل والاحزاب والتيارات ان زعامة البيت الابيض الجديدة تختلف من حيث التوجه والاهداف عن الزعامات الاخرى ، حيث من الممكن معرفة ذلك من خلال القرارات والاجراءات التي اتخذها ترامب ، وما الاجتماع الاخير في الرياض الا تتوجيا لهذه السياسة الامريكية ، وهي تتلخص في :
اولا : تمتاز تصريحات ترامب بالوضوح والكلام المباشر، لاكثر من مرة اكد ترامب وخلال الحملة الانتخابية ان امريكا انفقت ملايين الدولارات في حرب العراق ولا توجد نتائج تذكر، واوضح انه بصدد وضع سياسة جديدة.
ثانيا : يركز ترامب في سياسته الخارجية على الجوانب الاقتصادية، بل ان الجانب الاقتصادي يأخذ حيز كبير من رؤيته للامور الخارجية ، لذا فأنه صرح انه وضع خطة لاعادة الاعمار في العراق وتكون للشركات الامريكية حصة الاسد منها ، وفي المقابيل تحصل امريكا على حقوق استخراج وتسويق البترول العراقي وعلى ابعد مدى ممكن.
ثالثا: لا يكن الرئيس الامريكي أي تحترام او تقدير ، او قل فأنه لا يرى بالقادة السياسيين في العراق قادة واقعيين ، فمع تسليح الاكراد واقامة مشاريع استراتيجية بعيدا عن بغداد ، وكذلك تصريحاته المتكررة عن حجم الفساد المستشري في العراق ، كلها مؤشرات على ان عين الرئيس الامريكي لا ترى بجميع قادة الاحزاب والتيارات أي فائدة بالتعامل.
رابعا : قرر ترامب ارسال مستشارين الى كافة المؤسسات العراقية لمراجعة العقود ومعرفة اين ذهبت الاموال التي انفقتها الولايات المتحدة ، أي ان الامر هو (هيئة نزاهة امريكية) .
وبالتاكيد ان جميع الساسة وجميع اعضاء الحكومة وقادة الكتل السياسية لا يمكن يقفوا مكتوفي الايدي امام هذه (هيئة النزاهة الامريكية) لانها وببساطة سوف تخرج بنتيجة حتمية وهي ان الاموال سرقت والعقود و صفقات البترول سوف تظهر للعلن اين ومن قبل من تمت سرقتها، وعلى هذا المنوال تسعى الكتل السياسية (جميعها ولا استثني أي كتلة او حزب او تيار) يسعى الجميع الى وقف هذا الامر .
وعلاوة على ذلك فأن عمليات تحرير الموصل سوف تنتهي خلال الاشهر المقبلة، أي بحلول خريف 2017 سوف تكون الموصل تحت قبضة القوات العراقية، وما بعد الموصل هو اخطر مما قبلها، ولنا مع هذا الامر وقفة اخرى (اذا بقينا في الحياة) ، اقول ان ما بعد الموصل اخطر من قبلها ، لذا يسعى كل فريق اثبات وجوده في الساحة وفي الشارع ، فقد شهد الشارع العراقي هجمات وخروقات امنية تشير بما لا يقبل الشك ان العملية هي سياسية بحتة، وبهذا يثبت الساسة انهم موجودين امام الاخرين من الساسة من بقية التيارات وكذلك امام سيد البيت الابيض ، لذا يطرح في اروقة المفاوضات عدة خيارات :
1.    الابقاء على مفوضية الانتخابات ، مع تأجيل الاتسحقاق الانتخابي لما بعد 2018.
2.    مع تصاعد الهجمات الارهابية ، تطرح حكومة طوارى ، مع تقليص عدد الوزارات وتقسيم الوزارات حسب الكتل السياسية (الشيعة، السنة، الاكراد).
3.    ايجاد توازن بين استراتيجية ترامب للعراق وبين تعهدات الساسة لساداتهم في ايران والسعودية وتركيا.
مع ما يطرح من سيناريو ، فأن الوضع هو مرشح لتصعيد على الجانبين الامني وكذلك على الصعيد السياسي الداخلي.
وللحديث بقية …