23 ديسمبر، 2024 6:41 ص

تفجيرات الكاظمية وتظاهرات الاعظمية

تفجيرات الكاظمية وتظاهرات الاعظمية

يبدو ان تحديات كبيرة ستواجه حكومة الدكتور حيدر العبادي لاسيما في الاشهر المقبلة وتأتي هذه التحديات من سعي اطراف لاترغب باستمرار هذه الحكومة وتحقيقها نجاحات جوهرية ، وقد تكون لهذه الاطراف تشعبات وخيوط داخل الاجهزة الامنية مما قد يجعلها غير متحمسة ومتغافلة لمتابعة الملف الامني بطريقة حاسمة ، لكن البادرة الطيبة والشجاعة من اهالي الاعظمية بتنظيم تظاهرات انطلقت من جامع الامام ابو حنيفة وصولا للامام الكاظم “ع ” تفتح صفحة جديدة من الانسجام والوئام بين ابناء الشعب الواحد ، فقد يخرج عثماناً آخر مثل عثمان جسر الاعظمية يقدم نفسه فداء لابناء مدينة الكاظمية ولربما ينصبون السرادق والمواكب استقبالا لزوار عاشوراء او وفاة الامام الكاظم  كما فعلوها من قبل ويمكن لابناء الكاظمية ان يبادروا لتشييع اي شهيد قد تصيبه رصاصات الغدر والخيانة التي تريد القضاء على السلم الاهلي ، ولا استغرب ان يدفن ابناء الاعظمية رفاة موتاهم في مقبرة السلام وقد يفعلها اهل الكاظمية ويدفنون شهدائهم في مقبرة الشيخ معروف ، ولربما يعتقد البعض ان هذا تفاؤلا بعيد المنال ولكن قد يتحقق بحكمة ابناء هاتين المدينتين الشامختين التي ستُفشِل الموآمرات التي حيكت وتحاك في الدهاليز المظلمة لتمزيق اللحمة الوطنية بين ابناء هاتين المدنتين وباقي مدن العراق الاخرى.
التظاهرات التي انطلقت من مدينة الاعظمية بأتجاة مدينة الكاظمية معبرة عن استنكارها الشديد وتعزيتها لذوي شهداء تفجيرات مساء يوم الخميس الموافق 18/ 9 / 2014. دقت اسفين في نعش الطائفية وروادها.
الشعارات المتبادلة التي اطلقها ابناء المدينتين عند نقطة لقاء المتظاهرين مع ابناء الكاظمية تؤشر حالة ايجابية ونقطة انطلاق جديدة ربما تؤسس لمرحلة ترمييم العلاقة بين مكونات الشعب العراقي التي جرحها بعض السياسين الذين اعتاشوا على الازمات لكي يديموا بقائهم في السلطة لاطول وقتت ممكن.
المؤشرات التي ترد من ابناء العراق بشكل عام تشير الى ان هناك رغبة كبيرة وملحة للعيش بسلام وامان وخلق اجواء تعايش سلمي بعيدا عن التناحر ومغادرة الخطاب الاعلامي المتشنج الذي أجج الصراع بين ابناء مكونات الشعب العراقي.
وقد تشهد المرحلة المقبلة انحسار دور الشخصيات المتشنجة التي اعتاشت على انغام الطائفية لصالح الشخصيات الوطنية التي تتبنى خطابا شاملا لايفرق بين مكوناً وآخر لاسيما بعد زيادة الوعي لدى المواطنين جراء تجربتهم المباشرة وكشفهم  زيف شعارات شخصيات الشحن الطائفي التي لاتهدف لشيء سوى الحصول على منافع مادية وشخصية لاتضع في اولوياتها خدمة ابناء المكون الذي ينتمون اليه مطلقا.