واخير تفجرت السودان( Imploded) التي قلما شهدت كثيرا من حروب ونزاعات داخلية كبيرة دامية على مدى تاريخهاومشهود للسودان بوقفاتها المشرفة مع الدول العربية الشقيقة والدول الصديقة التي مرت بازمات وحروب طاحنة وكبيرة وقدمت كل انواع العون والمساعدة للدول الشقيقة والدول الصديقة رغم اوضاعها الاقتصادية غير الجيدة وتوالي حكام العسكر عليها وسوء ادارة ثرواتها . ومدت العالم العربي بسيل جارف من نتاج نظامها التعليمي(ُSolid Educational System ) الرصين والذي تضمن العلماء والخبراء والاطباء والقادة العسكرين وخيرة المتعلمين في شتى المجالات.
وقبلها تفجرت دول عربية اخرى من دول الامة العربية التي بعد زوال الاستعمار توالى على حكمها العسكر الذين لم يحسنوا ادارة هذه البلدان ومواردها البشرية وغير البشرية(Mismanagement of Resources ) وجعلوها عرضة للتدخلات الخارجية وتشرذمت مكوناتها . وامتاز هؤلاء الحكام بالتسلط المطلق على شعوب بلدانهم دون الاهتمام بمصالح شعوبهم وبذخوا بذخا غير معقول مستنزفين ثروات البلاد خدمة لعلو امجادهم وترفيعا لاسمائهم ولامجادهم وخاضواحروبا عبثية لامبرر لها مع جيرانهم لصرف الانظار عن سوء ادارتهم وتوجيه اللوم على اعدائهم التقليديين غير مراعين للتقدم الذي تحرزه الدول الاخرى وخاصة في مجال التكنولوجيا الحديثة حيث لم تعد حدود بلدن العالم الثالثبفضل هذه التكنولوجيا جدران سجون لشعوبهم فقد تجاوزت التكنولوجيا الحديثة وخاصة تكنولوجيا المعلومات (Information Technology ) امكاناتهم في منعها من نقل الوقائع والاحداث وتسليط الاضواء على سوء اعمالهم.
من المعلوم انه بعد الحرب العالمية الثانية وبعد رحيل المستعمرالاوروبي من البلاد العربية(Arabia ) المقسمة حسب اتفاقية سايكس- بيكو غير المدروسة توالت على الحكم فيها انظمة دستورية ملكية او حكومات عسكرية ديكتاتورية استبدادية ذات رجل قوي على قمة السلطة ( Strong Man).استخدمت العسكريتيات من هذه الانظمة طرق تعسفيةقهرية في ادارتها ( Coercive Measures) وخاصة في اسكات المعارضين وبالتحديد من الاقليات. ومن الملاحظ ان بعض هذه الانظمةعلى مدى عقود من الزمن وفرت بجبروتها واضطهادها الذي فاق التصور قسطا من الاستقرار النسبي (Relative Stability)القابل للتفجر كبداية رغم الفوارق المتعددة كالفوارق العرقية والدينية والمذهبية مثلا التي تتميز بها التركيبة السكانية للبلاد العربية. والملاحظ ايضا ان بعض هذه الانظمة اغفل امرين مهمين: اولهما قدرة الشعوب على الانتفاض وتحقيق العدالة وثانيهما عدم قدرتها على منع اثار التطور في شتى الميادين الذي يشهده الكوكب وقدرة هذا التقدم على التوعية والتمكين العابر للحدود وخاصة التطور في تكنولوجيا المعلومات والفضاء والذكاء الاصطناعي ( Artificial Intelligence-AI).
اما السودان حاله كحال معظم الدول العربية التي ابتلها القدر بالتحزب او قصر نظر حكامها متذرعين بشرور الاستعمار . فقد توالى على حكمه العسكر وشهد فترة طويلة من حكم العسكر تمثلت اخرها بنظام البشير الذي تشكلت في عهده جبهة من الميليشات في دارفور مؤلفة من ميليشات اصغر بجانب وبشكل مواز مع الجيش الرسمي للدولة الذي ساهم الرئيس السابق عمر البشير بانشاء هذين الكيانين حيث وفي فترة لاحقة قام الاثنان– الميليشات والجيش الرسمي –بالاطاحة بالبشير وحدث وما حدث بينها – صراع على السلطةPower) Struggle).
هذه هي من مخلفات سوء الادارة والتفرد بالحكم والتسلط وتغليب المصالح الشخصية على مصالح الامة والتبرقع بالدين والتقاليد وقصر النظر السياسي(Political Shortsightedness) للقادة العسكرين في الجيش الوطني ومجموعة المليشيات.
وختاما لابد من القول ان خلاص الامة يكمن في تحكيم العقل والمنطق والمرونة في التعامل وتجنب الاقتتال وعدم الجدوى منالتصفيات الجسدية لمنع سفك مزيدامن الدماء و التشرذم حفاظا على وحدة السودان ارضا وشعبا To Avoid Disintegration .
على اية حال مافعله هؤلاء القادة ان صح التعبير قد يدفع البعض من المواطنين وربما اكثرية الى الحنين الى اوضاع سياسية سابقة (Nostalgia) شهد ت نوع من الاستقرار النسيبي على فترات متقطعة قياسا بشدة وعنف السوء هذه التي خربت البلاد بفعل قساوة قلوب وانانية هؤلاء القادة وتغليب مصالحهم الشخصية .