23 ديسمبر، 2024 10:18 ص

تفتيت أزمة..داخل جرح عميق

تفتيت أزمة..داخل جرح عميق

لو أمعنا النظر في ثنايا الأحداث التاريخية الكبرى، لوجدنا أن الأزمة على مر العصور،  تتوسط المراحل المهمة في حياة الشعوب، فبين كل مرحلة ومرحلة جديدة، ثمة أزمة تحرك الأذهان، وتشعل الصراع، وتحفز الإبداع، وتطرق فضاءات تمهد السبيل إلى مرحلة جديدة.

أصبح تاريخ القرن السابق على سبيل المثال، يشكل سلسلة من أزمات تتخللها مراحل قصيرة من الحلول المؤقتة، من خلالها نشأت أفكار جدية من اجل دراسة وتحليل الأزمة، ومحاولة الخروج منها بأقل الخسائر، وتأخير الأزمة اللاحقة أن تعذر تعطيلها.

كما قال: الراوي(شيرمهورن) إن الأزمة الإدارية إنما هي مشكلة غير متوقعة قد تؤدي إلى كارثة، إن لم يجر حلها بصورة سريعة.

في وقتنا الراهن- جرت أحداث غير متوقع حدوثها، تؤثر على اتساع ونمو تراكم الأزمات بكل أنواعها، غالبا ما تستبطن بوادر أزمة أخرى تجر المراحل فيه تغييرا مقبلا أخر، وتوضب الموارد المتنوعة، وشدة منافسة سياسية خاصة؛ ويكمن حدثه في طول حياة الأزمات، وهذا في ظل الأنظمة الدكتاتورية.

إن المواقف والأحداث، التي طالما تؤدي تأثيرها تغيرات ايجابية، وجادة في النتائج، حدثت لمدة تطول أو تقصر لسبب معين،  يتبعها تأثر الكيان وتحوله، حسب السيطرة والمركزية الشديدة، وتعارض الأهداف والمصالح، وبذلك يتم تنفيذ الشريعة بصورة يستنتج منها أزمة، هدفها خلق الحجج ورسم  مخيلة يضعها المواطن؛ قبعة على رأسه، لمنع الجهر والعلن في التخطيط ما أراد القائمون على الواقع السياسي والإداري، من تفادي مصير التقهقر والهلاك على اقل تقدير، بعد أن أصبح في التلكؤ قائلا، وفي الاعوجاج فاعلا.

بعدما اجتمع الواقع السياسي الراهن، على فك حزمة مؤلفة بأقراص(الكذب، الطائفية) واتخاذ القرارات بشكل عشوائي، هدفها طول مدة الحكم ما هو عليه، وتسكين المواطن بطرقهم الخاصة، وعدم إعطائهم مفتاح التطور والتغيير نحو الأفضل، ووضع ملفات قضايا وأحلام المواطن على طاولة المكتب السياسي كثريا كلما ضاق منها كسرت. 

يعود ذلك إلى عدم وجود أنظمة حوافز ناجحة، وعدم توفير الوصف الوظيفي  الجيد للمهام والواجبات، اي انه أصبح في وضعه التابع للتلكؤ والحجج، قرين يصاحب سياسة عراقية منحلا، حينذاك سيكون  أعباء ثقيلة يحملها المواطن، لحين فك الصراع القائم، وصراخ المجردين.

 فالطاولة تحمل زعزعة سياسة، متخلخلة غير نزيهة، بيد ما تفكك الأزمنة والحلول، ويتم تشكيل حكومة معززة،  ناطقة من أطراف غير منسجمة، سيكون حينها واقع سياسي خالية من الحس الثقافي،  يصعب حينذاك إلى ابسط حل ممكن حاملا جرح عميق