مسألة او فكرة تشكيل حكومة طوارئ انبثقت منذ فترةٍ ليست طويلة ولا قصيرة , وكان وما انفكّ ما يبررها من البعض , وما يهاجمها من بعض آخرٍ , وقد ساهمنا بتواضعٍ في هذا الهجوم النقدي الأبيض , لكنما بشكلٍ مخفّف وملطّف , من خلال عدم استكمال موجباتها , وهذا بعض من النقد الذاتي .
وبغضِّ نظرٍ عمّا جرى الإصطلاح عليه من الإطار التنسيقي قبل سواه بِ < الإنسداد السياسي > وما طّبّلَ وزَمّرَ له إعلام الأحزاب لترويجه , وهو ليس بمصطلح اصلاً , ولم يوجد له مثيل او مرادف في ال < Terminology – علم المصطلحات > , لكنّ حصر مستقبل كيان الدولة العراقية ليغدو معلّقاً ومتأرجحاً بقوةٍ بين < الإطار والتيّار > مع تشددٍ من قادة الإطار التنسيقي الذي يرأسه المالكي فيما يعني بتقاسم السلطة وبأية مسمياتٍ توافقية , وما يقابل ذلك بشكلٍ او بآخرٍ من الطرف الفائز في الإنتخابات – التيار الصدري , ومع ما يرافق ذلك او يوازيه من صمتٍ مفتعلٍ مترقّب من القاعدة الجماهيرية للشعب العراقي , ودنما معرفة خفايا وخبايا التأثيرات الإقليمية .
ثمَّ وبحساباتٍ أبعد , لعدم اتاحة الفرصة لداعش لإنتهاز هذه الفرصة وصَبّ مزيدٍ من الزيت الحارّ على النار التي لم تظهر السِنة اللهب فيها بعد بشكلٍ واضح وبارز.
ايضاً وإذ لا يزال صراع المتصارعين على السلطة < من دون حلبةِ مصارعةٍ هندسيةٍ الشكل والتصميم , والحجم والإرتفاع , وبدون حَكَمٍ عادلٍ معترفٍ به دوليًاً ولا جماهيرياً ! > , وإذ انصهرَ ما يسمّى بالإنسداد السياسي وتحوّل وانتقل الى مرحلة الإغلاق والإقفال المختوم بكلا الشمع الأحمر والأسود .! وحيثُ لم تعَد < كلّ الطُرق تؤدّي الى روما > ولا الى ايّ عاصمة او مدينةٍ او قضاء , وربما سوى الى دولةٍ مجاورةٍ فقط , وهذا امسى من ” الممكنات اللا ممكنة ” سياسياً وعربياً ودولياً بالمفترض .! , فَلَمْ يعُد من مفرٍّ نحو الإتجاه الى تأسيس وتشكيل حكومةِ طوارئٍ وبمعنى الإبقاء ” فقط ” على حكومة الكاظمي الحالية , ودونما تسميتها بحكومة تصريف اعمال , إنّما ولكنّما : نستقرئ مسبقاً بأنّ حتى الأطراف < العليا والسفلى > التي تدعو الى هذه الحكومة الطوارئية ! , فإنها قد تتراجع عن الدعوة لتشكيلها , في خشيةٍ استباقيةٍ بما يقود ويجرّ هذه الأطراف الى الذوبان البطيء او السريع , بصورةٍ او بأخرى مغايرة مثلاً .!