23 ديسمبر، 2024 2:44 ص

أن الأبعاد الإسترتيجية (المنظمة ) التي تسير على ضوئها حكومة إقليم كردستان في تنظيم علاقتها السياسية مع الحكومة المركزية في بغداد هي ناجمة كما هو معروف عن كيفية تحقيق مكاسب الاقتصادية والسياسية لها تلك المكاسب  اذا ما أستطاعت حكومة الإقليم وهي قادرة على ذلك أن تصهرها في بوتقة المصلحة العليا للبلد يفسح المجال لها أن تؤدي دوراً فاعلاً ومهماً في تحديد آلية صناعة القرار السياسي العراقي بشكله العام بما يتلأئم مع الظرورة الملحة لتغيير الديناميكية السياسية افي الوقت الراهن ، خصوصاً أننا لأحظنا في الفترة الأخيرة مقبولية رئيس إقليم كردستان السيد مسعود البرزاني عربياً ودولياً . ونعتقد ان الإقليم يستطيع أن يلعب دور إيجابي من خلال كسر الكثير من الحواجز المصطنعة بين الكتل السياسية بأعتقادي الشخصي بشكل او بأخر  ، كذلك يتمتع أكراد العراق بحكم ذاتي نستطيع القول عنه أنه واسع النطاق داخل أروقة الدولة العراقية من خلال ممارسة التأثير على عملية صياغة وصنع القرار السياسي داخل الحكومة العراقية . كما من الجدير ذكره ملاحظة التطور المستمر في  السياسة الكردية العراقية بحد ذاتها محلياً وإقليمياً ودولياً وهذا يدفعنا الى الكثير من التسأولات عما تحتويه صناعة القرار السياسي (العراقي) الكردي الجديد .
مبدئياً جميعنا يُدرك ويتابع بنفس الوقت ضعف التنسيق بين بغداد وأربيل وعدم الوصول الى نتيجة نهائية حول طبيعة التعامل مع العديد من القضايا منها مسألة عائدات النفط  وطرق انخراط قوات البشمركة ضمن هيكلية وزارة الدفاع  و….. ألخ ، هذه الأمور أدت الى حدوث العديد من الأزمات السياسية والمالية بين الطرفين .
أن أربيل هي الأكثر تضرراً بالمقارنة مع بغداد اذا ما أردنا أن ناخذ بنظر الاعتبار الأمكانيات الواسعة التي تمتلكها الحكومة المركزية ، لذلك فأن هذه الأزمات السياسية والمالية نشأت بشكل جزئي وأخذت تتفاقم شيئاً فشيئاً خصوصاً بعد ظهور تنظيم داعش الذي أصبح يهدد وجود الكل ، ونتيجة لهذا التطوّر في الأزمة الكبيرة وتداعياتها فقد أفرزت هذه التداعيات عوامل مساعدة  بحيث أصبحت لهجة التعامل بين الحكومة المركزية في بغداد وحكومة إقليم كردستان أفضل إلى حد ما وأكثر واقعية مما كانت عليه في عهد الحكومات السابقة كما أدت الى أن تُدرك كلتا الحكومتين أنهما تواجهان عدواً مشتركاً وهو تنظيم داعش الأرهابي .
ونتمنى ان تكون مبادرة (الأرهاب) ان صح التعبير الخطوة الاولى في إرجاع الامور الى نصابها .
وأخيراً يجب القول هنا أن التفاءل هو سر النجاح في بناء دولة عراقية اتحادية ربما ليس في هذا الوقت  وفي هذه المرحلة الصعبة ، ولكن من الممكن حدوثه إلى حد بعيد في المستقبل .. تفائلوا بالخير تجدوه …