23 ديسمبر، 2024 7:40 ص

تـدريـس ، أم تـدلـيـس !؟

تـدريـس ، أم تـدلـيـس !؟

قـبـل أن يتـغـيـر اسـم وزارة الـمـعـارف إلـى وزارة الـتـربـيـة والـتـعـلـيـم ، لـم يـكـن هـذا الـفـعـل بـدواعـي عـبـثـيـة ، أو شـيء مـن هـذا الـقـبـيـل ، بـل جـاءت هـذه الـخـطــّوة عـلـى وفـق دراسـات مـنـهـجـيـة وعـلـمـيـة أفـرزت فـي نـهـايـة الـمـطـاف أن الـتـربـيـة قـبـل الـتـعـلـيـم ، والـثـقـافـة قـبـل الإعـلام !
وهـذه الـبـديـهـيـات لا يـمـكـن لـكـائـن ٍ مـن كـان أن يـتـلاعـب بـثـوابـتـهـا ، أو يـجـول بـخـواطـره الـرديـئـة كـي يـلـوث نـقـائـهـا ، فـالـعـبـث بـهـذه الـتـقـالـيـد الـرصـيـنـة ، هـو جـنـوح خـطـيـر ، وجـحـود بـحـق الـمـربـيـن الأفـاضـل الأوائـل .
ولـمـنـاقـشـة الـشـقــّيـن مـعـا ً ، لا بـد مـن الـخـوض فـي تـلـكـم ( الـطـوارئ ) الـتـي زحـفـت  عـلـى مـحـمـيتـنـا الـبـنـيـويـة ، والـتـي لا يـختـلـف حـتـى ( الـسـفـهـاء ) عـلـى اعـتـبـارهـا امـتـدادا ً لآفـة ( الـسـحـت الـحـرام ) الـذي طـغـى عـلـى الـمـنـتــفـعـيـن و ( الانـتـهـازيـيـن ) فـي كـثـيـر ، إن لـم أقـل أغـلـب الـدوائـر والـمـؤسـسـات الـحـكـومـيـة ، وشـبـه الـرسـمـيـة وانـتـقـلـت حـتـى ، (  أمـوت  وفـي قـلـبـي  شـيء  مـن حـتـى ) إلـى  الأحـزاب الـديـنـيـة ( حـسـب شـعـاراتـهـا ) ولـيـس لـي عـلـم ٌ بـمـضـمـونـهـا وجـوهـرهـا  .
 مـا دفـعـنـي لـهـذه الـمـقـدمـة بـشـطـريـهـا ، هـو نـمـو الـمـدارس الـخـاصـة فـي  بـغـداد وبـقـيـة الـمـحـافـظـات ، بـشـكـل يـثـيـر الاسـتـغـراب . ورديـفـهـا الـمـستـهـجـن تـنـامـي الـصـحـف والـمـطـبـوعـات ، الـمـجـهـولـة الـتـمـويـن والانـتـمـاء والـمـصـدر .
لـقـد بـدأت أولـى ( الـكـلـيـات الـجـامـعـة ) فـي مـنـتـصـف الـثـمـانـيـنـات ، عـنـدمـا كـانـت الـدولـة الـعـراقـيـة مـتـفـرّغـة فـقـط للحـرب ، وهـمـهـا الأول هـو الانتـصـار فـي هـذه الـحـرب  ، غـيـر أن تـنـمـوا هـذه الـظـاهـرة  ( الـخـلاسـيـة ) فـي مـجتـمـعــنـا الآن ، لتـصـل إلـى ريـاض الأطـفـال ، والـمـدارس الابـتـدائـيـة ، وبـقـيـة الـمـراحـل الـتـعـلـيـمـيـة الـمتـلاحـقـة ، فـلا قـول لـي بـعـد الآن ، إلا ّ أن أقـول : مـرحـبـا ً بـالانـحـلال ، وسـخـطـا ً للـتـربـيـة  ، ومـن بـعـدهـا الـتـعـلـيـم ، وحـزنـا ً وأسـى عـلـى الـثـقـافـة والـمـثـقـفـيـن . 
ولـنـا حـديـث مـتـواصـل فـي اللـقـاء الـقـادم .