23 ديسمبر، 2024 4:56 م

تغيير ام تبادل مراكز ؟

تغيير ام تبادل مراكز ؟

نتائج انتخابات مجلس النواب – وبفعل ترويج السياسيين وتكهناتهم واستنتاجاتهم وتصريحاتهم- اخذت تفرض وجودها على الشارع العراقي وتطغى على احاديث المواطنين وتحظى باهتمام حذر مشوب بالحيرة والشك والارتياب والتردد، اهتمام مختلف تماماً عن هموم الخدمات والبطالة والحصة التموينية التي يئس منها المواطن ووصل الى حالة القنوط وهو يقتات الصبر والوعود والحلول الترقيعية. نعم قد يربط المواطن احياناً بين سوء الخدمات وسوء اختيار المرشحين للدورات السابقة الذين صاروا ممثلين لانفسهم واحتياجاتهم ورغباتهم وتناسوا الاصوات التي اوصلتهم الى مراكز ومناصب لم يحسنوا ادارتها، ونعمة لم يشكروا الله عليها أو يؤدوا حقوقها او يدفعوا ضريبتها وهي خدمة العراق ورفع المعاناة والمظالم عن شعبهم وناسهم ولو بتقديم أقل القليل مما كان مرجواً من ترشيحهم ومتوقعاً من تعهداتهم وأيمانهم المغلظة!.
اصغيت بهدوء لحديث دار بين مواطنين في سيارة الاجرة، ومن خلال الحديث عرفت انهم اصدقاء او اقرباء في منطقة واحدة، معظم الحديث دار حول نتائج الانتخابات. سيطر التذمر والنفور على المتحدثين واقسم بعضهم على عدم المشاركة لكن تأكيد المرجغية على التغيير اجبرنا على المشاركة . أحدهم فاجأهم بأن “ابو فلان عضو مجلس النواب” أخذ يزور الشيوخ والوجهاء والمؤثرين في المنطقة قبل الانتخابات لحثهم على ترشيحه مرة ثانية، وحين صارحوه بانك لم تفعل شيئاً للمنطقة بل انهمكت بجمع الاموال وتشييد القصور وتكديس السيارات وتوظيف اولادك وأدرت وجهك وأعرضت عن جميع الناس الذين رشحوك أجابهم: نعم ولكني الان اكتفيت وسأتوجه لخدمتكم في الدورة الجديدة بينما المرشح الجديد غيري سيفعل نفس فعلتي وسيهتم بأموره ومصالحه وقد يكون اكثر جشعاً وفساداً مني فانا في كل الاحوال افضل منه وأحرص على مصالحكم وتحقيق مطاليبكم!.
ويبدو ان هذا التبرير الخبيث قد اقنع بعض الناس خاصة وان الشيوخ والوجهاء في المنطقة صدقوا تبريره واستحسنوا مشورته!.وذهبوا لاعادة انتخابه. لم احشر نفسي في النقاش ولم اقطع حديثهم المتواصل الذي سيكملون به الطريق الى مدينة الثورة فقد وصلت الى شارع فلسطين لاقصّ على صديق كان ينتظرني في ساحة بيروت قصة رحلة الطريق الانتخابية وقد اصابته الدهشة من خبث “الممثل” وطيبة الناس البسطاء، وقال هل خلت الساحة العراقية من الطاقات الكفوءة الوطنية والامينة المخلصة ولم تبق الا العناصر المفسدة لتتناوب الادوار او تتمسك بالكراسي ثم تتفضل بالفتات على من اوصلوها بعد ان تصاب بالتخمة او يفتضح امرها بعملية فساد ضخمة فتلوذ بالفرار ملتحقة بأرصدتها في الملاذات الامنة ثم ما هو الضمان على ان المرشح القديم سيكف عن النهب والاختلاس والاثره والاستحواذ وينصرف الى خدمة الناس بعدما اوغل في خيانة الامانة وسرت في دمائه ودماء عائلته كريات السحت الحرام، واستمرأ اكل حقوق الاخرين وحلت عليه لعنات الله ودعوات المظلومين والمغبونين؟!.
وتملكتني الحيرة انا وصاحبي وانستنا الموضوع الذي جئنا من اجله وتساءلنا بصوت عال: هل سيحصل التغيير فعلا ؟!.