22 ديسمبر، 2024 11:52 م

تغير بوصلة الأحداث في العراق !

تغير بوصلة الأحداث في العراق !

أنحراف بوصلة المتغيرات والأحداث في العراق ربما هذه المرة لم تكن في مصلحة تنظيم داعش الذي أثبت لجميع دول العالم بأنها قوة عسكرية لا تختلف عن جيش أي دولة عظمى بقيامه وضع موطئ قدم على العديد من المدن في العراق وسوريا في العامين المنصرمين.

ولهذا فأن وصول قوات العمليات الخاصة “101” الى العراق وتحديدا في قاعدة عيد الأسد أقصى غرب العراق ،بحسب أعلان وزير الدفاع الأمريكي “أشتون كارتر” الذي أكد بأن تلك القوة ستنفذ عمليات خاصة مهمة ضد مواقع التنظيم في العراق فضلا عن قطع خطوط أمداد التنظيم مع سوريا.ربما ستنفذ عمليات خاصة شبيهة للعمليات التي نفذتها في الحويجة وستقصم ظهر داعش .

والأمر الآخر أن وصول تلك القوات الخاصة للعراق جاءت بعد ورود تقارير أخبارية نشرتها صحف أمريكية عن خروج قائد تنظيم داعش أبي بكر البغدادي من مدينة الموصل وتوجهه الى مدينة بنغازي في ليبيا.ما يعطينا مؤشر على نهاية داعش بالعراق وربما سوريا لاحقا وتمركزه في ليبيا بحسب الخطة الدولية على ما يبدو.

وبحسب مراقبين أستراتيجيين فان دخول الروس الى منطقة القرم في أوكرانيا منذ فترة ليست ببعيدة علاوة على دخولها للمشهد السوري منتصف 2015 لضرب المعارضة السورية المدعومة من واشنطن، أشعر الأدارة الأمريكية بتسيد الدب الروسي للمشهد الدولي وهذا غير مسموح به امريكيا وربما أعتبر دافعا كبيرا لواشنطن بتحقيق أنتصار ضد داعش يعزز مكانتها بين دول العالم،ووهو امر مرجح ان ننتظر هزيمة سريعة لتنظيم داعش في العراق قريبا.

وجميع المعطيات تؤكد بأن واشنطن قامت فور خروجها من الأراضي العراقية عام 2011 بعد أن لاقت مرارة الهزيمة على يد المقاومة في المناطق السنية التي تحولت الى مناطق ساخنة بعد تمدد داعش فيها وتهجير سكانها ،بوضع خطة أستراتيجية تنص على تركيع الخصم من خلال تدميره والمقصود “السنة” وشل مقدراته لأستمالته بغية فرض الأملاءات الغربية عليه، وهذا ما نراه صوب أعيننا خاصة مع أحتلال داعش لتلك المدن منذ مطلع 2014 وتدمير بنيتها التحتية وتهجير نحو مليوني من أبناءها .

وحقيقة ما جرى بأن تنظيم داعش أستغل فرصة ذهبية في اعقاب سياسة الاقصاء والتهميش لرئيس الحكومة السابق نوري المالكي للمكون السني والتمدد في محافظات الموصل والأنبار وديالى وصلاح الدين وحزام بغداد.بعد شعور أبناء السنة عدوم جدوى مقاتلة التنظيم وسط ألقاء آلالاف من أبناءه في السجون والزنزانات .

ونجحت الأدارة الأمريكية من خلال أستراتيجيات عاطفية خبيثة بأستمالة الشارع السني الذي كان بالأمس القريب العدو اللدود لها من خلال غظ البصر عن سلوكيات طائفية لعناصر الحشد الشعبي ذو الأيدولوجية الأيرانية،وكذلك ظهور البيشمركة الكردية الحليف المقرب لواشنطن،وبالتالي بقى السنة الطائفة المستضعفة يحبثون عن أنفسهم بسبب تمدد داعش في مدنهم وتهجير أبنائهم،و ربما في الايام الماضية تحققت امالهم باعلان تحرير الرمادي وقرب زوال داعش.

وحسب المعطيات السياسية التي تؤكد بأن الأدارة الأمريكية أوصلت رسالة ضمنية للسنة العراقيين عشية مساعدتها بتحرير الرمادي مفادها بأنها قادرة على ألحاق الهزيمة بتنظيم وأنقاذهم من التهميش الحكومي تارة، والمتدد الأرهابي تارة آخرى شريطة ملئ الأملاءات الغربية عليه وحمايته للمصالح الأمريكية والتي ربما ستشهد فور أنتهاء آلة الحرب الدائرة .