عاشت الشعوب منذ الخليقة فترة تغليب الخرافة والجهل على العقل والعلم فالعرب في الجاهلية كانوا غارقين في الخرافات الى ان جاء الاسلام المحمدي واول توجيه للناس ((اقرأ)) اي توجيه الناس باتجاه العلم لتخليص الناس من عبودية الجهل والخرافة المتمثلة بالاوثان والاصنام الى العلم والنور ثم دارت الدوائر على امة الاسلام وتكالب عليها من يريد تغليب الجهل وسلطة الخرافة على العقل والعلم للسيطرة على الناس والاستخفاف بهم حسب قوله تعالى في قوم فرعون ((فاستخف قومه فاطاعوه…..)) ومن اجل ذلك جاءت ثورة الامام الحسين بن علي ع الاصلاحية لاجل اصلاح ذهنية الانسان وتصحيح المسار وعدم السماح للخرافة والجهل كما ارادوها الطغاة ان تتغلغل الى اعماق الناس وتسيطر عليهم
وفي اوروبا في العهد القديم ايضا عاشت الشعوب الاوروبية انذاك صراع حيث كان هناك في القرون الوسطى تسود لغة الخرافات والجهل على لغة العلم والنور فظهر سقراط فيلسوف عظيم وهو عضو في مجلس الشيوخ اليوناني لكنه كان من الاوائل الذين دعوا الى تغليب العقل على الخرافة فكان سقراط يعلم تلاميذه ويحثهم على العلم ونبذ الخرافات ولكن هذا لا يروق للحكام المستبدين الذين يريدون ان يكون الشعب غارق في جهله فحكمت عليه الحكومة المتمثلة انذاك بنيرون الذي احرق روما وخيره بين الموت بالسم او النفي عقابا له على الدروس التي كان يعطيها لتلاميذه ويحرضهم فيها على نبذ الالهة وتعاليمهم الكاذبة لكن سقراط رفض النفي واختار الموت بالسم لكي يكون قريبا من تلاميذه وعندما مد سقراط يديه الى الشراب الذي فيه السم كان لا يتوقف عن الكلام مع تلاميذه الذين كانوا يحيطون به في اخر لحظات حياته مع ضعف الكتابة والتدوين انذاك وكانت اخر كلماته …لن اتخلى عن فلسفتي الا ان الفظ انفاسي الاخيرة …فكان تلميذه افلاطون قريب منه ليتلقى الافكار من معلمه وكان تلميذه كريتو يمسك بقدم سقراط ويقبلها وكان اعدام سقراط يمثل قساوة العهد القديم ومن يقف في طريق ملكهم …..وكذا هم الجبابرة والطغاة ..في حين وصف ارسطو وهو ثاني فلاسفة الغرب بعد افلاطون الانسان بالحيوان العاقل اي انه يعقل الامور ويفهمها ويحللها وبذلك في نظرة فان الحياة السعيدة للانسان هي تلك الحياة التي يحكمها العقل لا الخرافة والجهل ….اما افلاطون معلمه سقراط وتلميذه ارسطو وهو فيلسوف يوناني فهو صاحب المدينة الفاضلة التي يحكمها العقل والحكمة بعيدا عن الخرافة والجهل