18 ديسمبر، 2024 5:47 م

تغلغل بالحدود وقصف امريكي جبان ورؤوس منكوسة الاذقان

تغلغل بالحدود وقصف امريكي جبان ورؤوس منكوسة الاذقان

القصف الذي طال منطقتي عكاشات والقائم ليلة الجمعة 2/3 من شباط 2024, وما نجم عن ضحايا ومصابين مدنيين ,  هو انتهاك متكرار للحدود والسيادة العراقية , وهو فعلامريكي جبان وخاصة على القطعات العسكرية العراقية , ومن الجائز ان يقال عن هذا الفعل الارهابي انه تباهيوغرور امريكي بقوتها العسكرية الداعمة للكيان الصهيوني , بعد ان عمدت على جعل العراق بلا اسلحة استراتيجية لما ينطوي ذلك على قلقها من ان يستخدم هذا السلاح ضد الكيان الصهيوني المحتل ,

ان مبدأ ضرورة تفوق الكيان الصهيوني في منطقة الشرق الاوسط عسكريآ للحفاظ على امنه , الذي تبنته اضطلعت به الولايات المتحدة الأمريكية منذ امد بعيد , بدأ يتوسعبأستخدام تلك القوة وخاصة بالعراق من خلال اتباع سياسة الكذب والخداع وتلفيق الحجج والحكايات من اجل الإطاحة بسلاحه الاستراتيجي , وقد انطلت اكاذيب ومسرحيات هذه السياسة على المجتمع الدولي واطيح برأس النظام الذي يتحمل كل التداعيات التي نجمت بعد سقوطه المتوقع في 2003من ناحية .

وانقلب حال العراق من قوي الى ضعيف بسبب ذلك المبدأ غير الاخلاقي من ناحية اخرى , مع ان العراق يستطيع ان يشتري منظومات دفاع جوي متطور من روسيا والصين او حتى من كوريا الشمالية , ولكن خوفه من تداعيات شراء تلك الأسلحة التي تتمثل بما تعرضت له تركيا من عقوبات اقتصادية عندما ابتاعت منظومة الدفاع الجوي الروسية400أس .

بهذه المخاوف يتبين ان العراق هو فعلآ واقع تحت تأثير السياسة الأمريكية المهيمنة على قدراته الإقتصاديةوالعسكرية , لكن الحكومات السابقة والحالية  لاتتحدث عن هذا التأثير الأمريكي علنآ امام الشعب , وعن المدى الذي وصلت اليه بحيث تأتي طائراته بالوقت الذي تختاره وبالكذبة التي نكّست رؤوسهم واذقانهم لتقصف قطعات عسكرية ومايحيطها من ممتلكات المدنيين بشكل وحشي , ما جعلتهمفي موقف حائر امام الشعب من اتخاذ اي اجراء سوى ادانة القصف ,

ان تكرار الكذب هي سياسة امريكية جوهرية , كما يعرفها الجميع , للوصول الى اهداف الصهيونية , وما الإنتهاك للسيادة العراقية بهذه الكذبة سوى عرض لمشاهد متقطعة من حروب سابقة جرت بأكاذيب وتواريخ متغيرة ضد العراق ,امام انظار القادة العراقيين وهي الطريقة المفضلة لجره الى ذروة  ذلك التأثير , إن لم تكن امريكا خططت الى اجراءات اخرى لولا مصالحها الإقتصادية بالعراق ,

وهذه الإجراءات الغامضة , التي ستكشفها الأيام , ربما ابلغتها تحت الطاولة للحكومات العراقية , تجبرها بعدم التمادي بالإنفعالات الى فعل عسكري مضاد , بل الى السعي الى اظهار العلاقة مع امريكا بشيء من التوازن في الإنفعالات  , وهذا إن تم فعلآ فهي بالطبع عندما تخالفالحكومة رأي الشاعر الذي يحثّها على الجلوس مع الشعب والتحدث معه من اجل الوصول الى السيناريو الذي يرفع ذقنها من النكوس قائلآ :

حدِّث حديثك إذا أتاك بعيبة .. رجلٌ يظنك صالحآ وامينا

والحكومة العراقية وفقآ لما ورد في اعلاه تعلم , ان الشعب يعرف بالحدس ان مايسمى بقوات التحالف الدولي ليستسوى قاعدة عسكرية لمجاميع استخباراتية تقوم بالتنسيق وإدارة عملاء وتغذية داعش من حين الى حين لكي تتبجح انها باقية لمكافحتهم ؟! بينما هذه الحركات هي ذرائع للبقاء اكثر وقت ممكن .

اذن مالذة الحكم , اصلح الله الحكومات السابقة واللاحقة , والعراق اسير هذه الدولة الباغية التي تسعى وتمهّد لتكون الصهيونية هي الحاكم الأعلى للكون  ؟ وبأي علّة تشتهيالحكومة الأستمرار على هذا التأثير السياسي البغيضوهي تعلم ان امريكا دولة فاسقة وشاذة وكاذبة بهّاتة وتعمل بأمرة الشواذ من الصهاينة العالمية ؟!

وهل تجنح حكومات العراق وتستسلم امام رؤية شعبه وهو يُقتل ويتفجر ولا تعرف ماذا تفعل للخروج من هذا النفق الى الضوء ؟! وهل لديها مايبرر على ذلك اتعلنه امام الشعب بشكل واضح وصريح ؟!

ختامآ , ان التوقير الحقيقي لأية حكومة في مأزق كهذا المأزق الذي يمر به العراق هو ضرورة الإنتقال المادي والسياسي من بيئة التأثير السياسي الأمريكي الى بيئة غد جديد بعيد عن ذلك يعد انتصارآ , لكن هذا الإنتصار يكمن في اخراج هذه الخِزعة الصهيونية المنضوية تحت اسم قوات التحالف والتي تراقب كل شيء بالعراق من دون مواجهة عسكرية التي تنتظرها امريكا على حد سواء مع العملاء في المنطقة , وهذه تعتبر رغبة اليوم التي تؤسس لذلك الغد ,

وبعد ذلك سيصون العراقيون بفكرهم النيّر وبخيال آخر يعرفه الفقهاء , وجه العراق من رماد ونار الشواذ من قادة امريكا والغرب .