23 ديسمبر، 2024 8:07 ص

صدى لصوت مفعم بالانكسار

سمعه الرجل الذي كان غارقا في الحلم الذي فيه،

آمال،

كان ولم يزل الى الآن،

راكضا وراءها وهي تبتعد

الرجل الذي بلغ من العمر عتيا،

دار براسه في جميع الجهات

عله يعثر على ذات الصوت المنكسر،

ومن ثم بعد ان مل من البحث،

عاد مقهورا الى حلمه الذي كان غاطسا فيه،

لأربعة عقود انقضت، او لعدة عقود لا عدد لها

كان هو في حلم يقظه،

يتناغم فيه،

مع امل،

ظل هاربا منه الى الآن في غيهب الحاضر

كان يطارد الزمن من اجله،

كي يمسك بهذا الزمن العاهر الذي ما عاد فيه،

علامة من سيمائية الزمن

ينتظرُ آن يتحقق ذات يوم

كان وهو يمشي في دروب الليل،

داهمه صدى الصوت المشبع حد الثمالة،

بالفجيعة التى تحطم الروح

نجم بعيد هوى في ظلمة الليل

للحظة؛ عاف النظر الى النجم الذي اختفى في السماء البعيدة

في اللحظة التالية،

صدم مرعوبا، أذ، رأى

اختفاء نجوم السماء تباعا

لايدري من الذي جعله،

يقتعدُ على رصيف الشارع في ليل السكون والصمت الملعون هذا

كان هناك في العمق العميق من السماء

وحش،

فاغرا فاهه،

يلتهم النجوم،

حتى تراءت له السماء على وشك ان تكون جرداء من غير نجوم

دم يسيل في مسيل تحت قدميه،

حرائق في الشوارع،

نادبات وناحات،

يلطمن صدروهن وينفشن شعور رؤوسهن، بنواح وندب يفجر الصخر في هذا الليل المدلهم بالحزن والالم

صعق حين رأى،

ان هناك في ما يشبه الدائرة،

لها شكل بيضوي،

احتلت كل شسع السماء

معتمة بفراط حتى بدت مثل كهف عميق الغور،

ابتلع النجوم والسماء،

لذا، لم يعد هناك في الاعالي،

لاسماء ولانجوم

لينكشف له الكون الكائن هناك

تسائل حين غاب عن ناظريه الوحش

أين اختفى هذا الذي أكل النجوم وربما هو من أكل السماء

ثم عاد إليه رجع الصدى،

لصوت الزمن المفقود او الغائب عن الحضور

هذا الذي كان أو بدى له مفعم بالفجيعة،

واضحا كل الوضوح:

صدى لصوت الزمن المسجون في نفق التصفير

ضغط همجي عليه،

تغذية ارتجاعية،

لتنشيط حركته وتقوية فعله في الوجود،

كم كانوا جهال واغبياء،

فقد صار في النهاية؛ صفر في الوجود،

إلا من رجع لصدى مبحوح ومختنق بقسوة الموت

ثم احتفى الصوت وصدى الصوت الذي سمعه لمرتين

صار وفي برهة في الكون اللامتناهي، وفي اللازمن

الكون كان هناك فيه؛ موجات سود واحدة تتبعها الاخرى،

وبين واحدة واخرى حفر وممرات من دم ونار

تسبح في فراغ سديمي إلا من رؤوس تغطيها خوذ زرق وحمر وسود،

وصدور تعلوها النياشين التى تتلآلأ بين أمواج الظلام وفتائل النار،

بوجوه مكفهرة وغاضبة كأنها تتهيء لمعركة طاحنة

كان هولاً ما كان هنا وهناك وهنالك

الوجوه والرؤوس والصدور،

لسلاطين العرب،

السالفين منهم واللاحقين الذين دفنوا قبل حين

رفعوا من تحت التراب الى هنالك،

بين الامواج السود وفتائل النار للكون البعيد

تحركت فيه،

من كهف الذاكرة،

ألهة العرب باصواتهم التى تجلجل الكون بالصراخ

يضيع صراخهم او تبتلعه الهتافات:

عاش القائد

عاش الزعيم

عاش خليفة الله في الارض

عاش الحاكم بأمر الله

عاش الخليفة

تبح الحناجر من شدة الهتاف،

ويبتلع الهتاف،

الصوت الصارخ للخليفة

لااحد منهم سمع ما قال القائد او السلطان او الخليفة او الرئيس او الملك

فوضى من عياط وصراخ وهتاف

ريح عاصفة،

هبت الساعة

بروق تقدح في سطح السماء التى صارت في الحين،

قطعة دمس شديدة القسوة

صدى الاصوات عاد هذه المرة،

متغلغلا في العصف

الشعب يريد أسقاط النظام

لكن دوامة الهواء المعربد،

جعلت اصوات الشعب واهنة،

ومن ثم لم يعد الرجل يسمع صوت الشعب

تلعلع الرصاص في قطع الليل المجلل بالغبار والدم المسفوك على الطرقات

دوي وازيز يصم الاذان في هذه اللحظة

السماء التى ما كانت سماء،

قطعة سوداء من رعب ورهبة،

اقتربت من وجه الشارع الذي هو فيه،

مرت من تحتها،

مسر عة كما النزك الذي خر ولم يخر الى الارض،

طائرات ال f16 وروفال والتورنادو والميك والسيخوي

عندها تصالبا فيه،

العقل والروح،

عبرا به حدود الأنطفاء،

الى وهج الشمس التى غمرت كل مساحات الحلم الذي كان سابحا فيه، الى الآن،

باحثا في فضاءاته عن درب الحرية وسيرورة الوجود للكائنات الانسانية

بصمت صارخ في الفوضى الداخلية التى تضطرم في اعماقه كما النار في الهشيم:

الحرية هي الوعي للذات في الفرد والناس،

والاعتماد على الكينونتين في الاكتشاف والامساك لبوصلة الحرية والطريق الحر إليها..

كل ما عداها محض فرية وخديعة..