19 ديسمبر، 2024 12:40 ص

تعويضات المرتزقة المهاجرين في الميزان

تعويضات المرتزقة المهاجرين في الميزان

الكثير من هؤلاء (المناضلين) المستلمين للتعويض النضالي يدعي عدم الفساد وينضال لإحلال سيادة القانون، في حين؛ هو ذاته من يعبر عليه بقدميه ولايلتزم به لجمعه بين تقاعدين أو ربما ثلاثة أو أكثر.
وهذا قانونا لايجوز ويعد مخالفة قانونية وفق الدستور العراقي فأرجوكم لاتتظاهروا ضد الفساد وحكومته وتظاهروا على أنفسكم إذ لافرق بينكم وبينهم.

أولاً بالنسبة للمؤمنين ومكافأة النضال:

أو لم يخبركم فقهاءكم عن سُنة رسولكم أنكم قد بعتم وإن الله إشترى وأن لكم الجنة؟

إقرأ أدناه:

“ولما فتح ( الرسول) مكة ، قام إليه رجال من المهاجرين يسألونه أن يرد عليهم دورهم التي إستولى عليها المشركينْ فلم يرد على واحد منهم داره، وذلك لأنهم تركوها لله، وخرجوا عنها إبتغاء مرضاته، فأعاضهم عنها دوراً خيراً منها في الجنة. فليس لهم أن يرجعوا فيما تركوه لله”*

ثم…

هل فقهاءكم المؤمنين بأوامر الله، هم من أفتوكم بجواز التعويض المالي لجهادكم، وهل للجهاد تعويض أرضي إنساني أم رباني؟

أو لم يقرأوا قوله تعالى في سورة التوبة…..؟

إِنَّ ٱللَّهَ ٱشْتَرَىٰ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَٰلَهُم بِأَنَّ لَهُمُ ٱلْجَنَّةَ ۚ يُقَٰتِلُونَ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ۖ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِى ٱلتَّوْرَاةِ وَٱلْإِنجِيلِ وَٱلْقُرْءَانِ ۚ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِۦ مِنَ ٱللَّهِ ۚ فَٱسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ ٱلَّذِى بَايَعْتُم بِهِۦ ۚ وَذَٰلِكَ هُوَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ. (111).

إن ما تم تعديله لقانون التعويضات رقم 4 لسنة 2006 بقانون رقم 35 سنة 2013 لتشمل فقراته فقرة تعويض لاجيء مخيم رفحاء للأمم المتحدة وكذلك ضحايا حلبجة ومنحهم إمتيازات شتى كثيرة، وهذه لاغبار عليها بالشكل العام.

لكن هل كانت التعويضات معقولة ورمزية أم لا؟

حقيقة أستغرب العقل السياسي والفقهي العراقي، للتشريع والموافقة على مثل هذا القانون المبالغ فيه من أساسه، فهو قانون لا يعوض المناضلين عن نضالهم بقطعة أرض ويعيد ما صودر من أموالهم وأملاكهم من قبل النظام السابق فقط، بل يمنحهم مخصصات مالية كرواتب تقاعدية شهريةْ مبالغ بها، فلو إقتصر الأمر على قطعة أرض ومبلغ معقول، بالإضافة الى تعويضهم عما صادره النظام السابق منهم، لتفهمنا الأمر بالرغم عدم جوازه للمهاجر والمجاهد المؤمن، لكن أن يدفع لهم تعويضاً لما لاقوه من آذى لنضالهم، فهذا مخزي لهمْ لأنهم إنتفضوا بوجه الظلم.

فكيف يقبلون على أنفسهم ويقبل مشرعوا القانون أن يتساوى المناضل مع المرتزقة؟

ثم …

هل يالاجئي رفحاء كنتم مسجلين سجناء أم لاجئين في المخيم التابع للأمم المتحدة والذي فيه تم تسجيلكم ونقلكم للسويد وباقي دول العالم كلاجئين حتى ينطبق عليكم القانون؟

صحيح لايمكن لمال أن يعوض آلامهم وتضحياتهم وصبرهم على ماقاسوه، لكن لايصح قبول التعويض المالي المبالغ فيه كتقاعد في حياتهم ولا بعدها ولاحتى تشريعه، فهذه سابقة خطيرة لأن أغلب العراقيين مناضلين ضاقوا سجن ومآسي حياتهم، وقاسوا الأمرين في العراق على مرة التاريخ، ولم يسلم الكثير منهم من الظلم والسجن والتعذيب والتهديب والرعب والذل والمهانة اليومية والعوز لعقود، فكلٌ منهم ناضل بطريقته الخاصة.

لاننتظر من أمم متحدة أو شهود على نضالنا، نحن الصامتون وما أكثرهم من غالبية الشعب العراقي المناضل ولازالوا في كبد المآسي يعانون وعينهم في عين الله ينظرون .

المناضل الحقيقي، لايفكر في الحصول على مكافأة على نضاله سوى التقدير الرمزي كذكر لدوره الإنساني في كشح الظلم عن أقرانه.

بل من العار أن يستلم أحداً راتب تقاعدي بأسم النضال ومن حكومة لاتقل ظلماً وفساداً عن السابق.