23 ديسمبر، 2024 6:59 ص

تعنت إيراني بوجه تقاعس وتغاض دولي

تعنت إيراني بوجه تقاعس وتغاض دولي

بذل القادة والمسٶولون في نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية وعلى رأسهم المرشد الاعلى للنظام، الکثير من الجهود من أجل التأکيد على إن برنامجهم النووي هو برنامج سلمي ولن يتعدى ذلك بل وحتى إن خامنئي قد أصدر فتوى تحرم إنتاج الاسلحة الذرية، غير إن کل تلك الجهود لم تتمکن من تبديد هاجس القلق والشکوك الدولية بشأن النوايا المشبوهة لهذا النظام ومن إنه وکما عود العالم دائما في تعامله؛ يقول شيئا ويفعل نقيضه!
الموقفان الدوليان المهمان الصادران من جانب کل من ألمانيا والوکالة الدولية للطاقة الذرية واللذان يشيران الى إستمرار السياق المشبوه الذي دأب النظام الايراني على السير فيه فيما يتعلق ببرنامجه النووي ويٶکدان على إصرار هذا النظام على السير قدما بإتجاه إنتاج الاسلحة الذرية، ولايبدو هناك في الافق مايمکن أن يدل على إن طهران سترعوي وترضخ للمطالب الدولية بشأن برنامجها النووي طالما کان التعامل الدولي معها يسير بهذا الاسلوب.
الوکالة الدولية للطاقة الذرية وعلى لسان المدير العام للوكالة رافائيل ماريانو غروسي،أکدت في تقرير صادر لها، قالت بأن مفتشي الوكالة أكدوا يوم السبت الماضي أن إيران أنتجت الآن 200 غرام من معدن اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 20%، وهذه النسبة يمكن استخدامه في إنتاج قنبلة نووية. بنفس السياق، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية في مؤتمر صحافي بأنه لا يوجد مبرر مدني لتسريع إيران تخصيب اليورانيوم إلى مستويات قريبة من الدرجة المستخدمة في صنع الأسلحة. وهذا يعني إن هناك مايمکن أن يبرر المخاوف الدولية ويعززها خصوصا بعد أن قام المرشد الاعلى بتنصيب ثلاثة من المتشددين التابعين له على رأس السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية، ومثلما إن النظام الايراني يعلم ويعي جيدا مدى إصرار وجدية المفاوضين الدوليين في قضية حسم موضوع البرنامج النووي الايراني وقطع الطريق على سيره بإتجاه الحصول على القنبلة الذرية، فإنه کما يبدو عازم أيضا على الاستمرار بنهجه التمويهي المخادع من أجل إنتاج الاسلحة النووية.
جرأة النظام الايراني في تسريع خطواته بإتجاه الحصول على الاسلحة الذرية، تبدو في واقع أمرها صلافة تستمد قوة تماديها من التقاعس والتغاضي الدولي في التعامل الدولي معه، ومن المفيد هنا التذکير بما قد دأبت زعيمة المعارضة الايرانية، مريم رجوي، من التأکيد عليه مرارا وتکرارا من أن هذا النظام لايمکن أن يفهم أي اسلوب في التعامل معه سوى اسلوب الحزم والصرامة وإنه يفسر کل أساليب التعامل المرن معه على إنه خوف منه ولذلك فإنه يتمادى أکثر!