عند مطالعة محتويات كتاب الحلوائي أعلاه ومن سياق ما قام بعرضه من الموضوعات المطروقة فيه يلاحظ ان الكثير من فقراته غير مترابطة وغير منسجمة مع مفهوم الموضوع واحيانا يكون متناقضا في مسألة الطرح ــ فنلاحظ، كمثال على مبحث واحد وهو الأول : ( مؤتمر الديمقراطية والتجديد 1993 ) ما يلي :ــ ص11 : عقد الحزب الشيوعي العراقي منذ تأسيسه 1934 … ثمانية مؤتمرات هذا فضلا عن العديد من الكونفرنسات، وجميعها لا تخلوا من جديد بحكم حركة الواقع المتغير المتجدد دوما وباستمرار .ــ ص13 : كان الحزب الشيوعي العراقي يعيش، شأنه شأن جميع الاحزاب الشيوعية الأخرى، أزمة فكرية وتنظيمية منذ أمد بعيد. وكان الحزب بأمس الحاجة الى التجديد والديمقراطية، ولم يتمكن المؤتمر الرابع ( تشرين الثاني 1985 ) من القيام بتلك المهمة … .هل لأي انسان ان يدرك من هذا الكلام مدى التناقض الوارد فيه ــ كيف عقدت ثمانية مؤتمرات والعديد من الكونفرنسات ــ وجميعها لا تخلوا من جديد بحكم حركة الواقع المتغير والمتجدد دوما وباستمرار ــ أذن من أين جاءت الأزمة الفكرية والتنظيمية منذ أمد بعيد … يترك التقدير للقارئ الكريم .ــ يلاحظ ان الحلوائي وبشكل غير منطقي وبإلحاح غير مبرر، يربط الديمقراطية والتجديد بالبريسترويكا، فان أي حزب شيوعي له استقلاليته ومنهجه كيف يكون تابعا أو ملتزما كما يوحي الحلوائي عند طرحه مسألة البريسترويكا في الاتحاد السوفيتي السابق، وأدناه نماذج من ايحاءات الحلوائي :أ ـ ص12 : … لقد تأخرت قيادة الحزب الشيوعي العراقي كثيرا في تحليلها للبريسترويكا ولم ترصد قيادة الحزب ما كان يجري في الاتحاد السوفيتي والبلدان الاشتراكية الأخرى كي تراجع أوضاع الحزب الفكرية والسياسية والتنظيمية ومجمل نشاطه العام، الا بعد أن أخذت الأنظمة الاشتراكية بالانهيارب ـ ص13 : … ولم يتمكن المؤتمر الرابع ( تشرين الثاني 1985 ) من القيام بتلك المهمة في وقت لم تبلغ البريسترويكا أسماعه أو دقت بابه بقوة بعد، فالمؤشرات الأولى للبريسترويكا طرحت في اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفيتي في عام 1984، أما في اجتماعها المنعقد في نيسان 1985 فقد تصدت الى مراجعة المسيرة الماضية لبناء (( الاشتراكية )) بروح انتقادية أكثر جرأة وصراحة .جـ ـ ص15 : … فقد كان هناك قصور ذاتي لا يمكن التغاضي عنه. فلقد تخلفت قيادة الحزب عن استيعاب مغزى البريستوريكا، ففي اجتماع اللجنة المركزية المنعقد في عام 1988، أي بعد ثلاث سنوات من الشروع بها، جرى التطرق الى البريسترويكا بشكل عرضي .هذه الفقرات (أ،ب،جـ) الواردة في سياق موضوع الديمقراطية والتجديد والمؤشرة ارقام صفحاتها ازاءها، غير مطابق مع المعنى المستهدف في وثيقة المكتب السياسي للحزب في ص16 من كتاب الحلوائي والنص هو الآتي : ( ان الواقع الذي آلت اليه الأوضاع في بلدان أوربا الشرقية ( الاشتراكية ) والأشواط التي قطعتها ( البريسترويكا ) لإعادة البناء في الاتحاد السوفيتي على مختلف الصعد والميادين، جعلت من الضروري تجاوز العموميات، والانتقال الى التحديات الملموسة لمفاهيم التجديد خصوصا فيما يتعلق بتفاعل الحزب مع جوهرها واستنتاجاتها الجديدة، والأخذ بنظر الاعتبار تأثيراتها المباشرة على الوضع في العراق ومحيطه العربي والاقليمي ) ــ هل يريد الحلوائي من كلامه بقوله ص12 : ( لقد تأخرت قيادة الحزب الشيوعي العراقي كثيرا في تحليلها للبريسترويكا ) أن يطبقها فورا من دون دراستها وتدقيقها وما مدى أثرها على واقع العراق .ــ ثم يقول الحلوائي : لم يتمكن المؤتمر الرابع ( تشرين الثاني 1985 ) من القيام بتلك المهمة في وقت لم تبلغ البريسترويكا أسماعه أو دقت بابه بقوة بعد. أليس هذا الكلام من أوله الى آخره تناقض ؟؟!! ــ ان وثيقة الحزب واضحة لان مفردة البريسترويكا وضعت بين مزدوجتين لان الحزب يعي انها تخص اعادة البناء في الاتحاد السوفيتي ــ وكما تشير الوثيقة ــ على مختلف الصعد والميادين .ــ ان البريسترويكا تخص بلد ( اشتراكي ) يديره حزب شيوعي هو الحزب السوفيتي، أما الحزب الشيوعي العراقي فهو خارج السلطة .وتقرير الحزب واضح حيث الاشارة ( … والأخذ بنظر الاعتبار تأثيرها المباشر على الوضع في العراق ومحيطه العربي والاقليمي ) .ــ ما الذي يريده الحلوائي بالجملة التي يقول فيها : ( … كي تراجع أوضاع الحزب الفكرية والسياسية والتنظيمية ومجمل نشاطه العام ) هل يريد تغيير كل ثوابت الحزب ؟ــ هذه الملاحظات والتعليقات هي جزء صغير جدا، وأوردناها كمثال لما ورد في كتاب الحلوائي .هل قرأ بعض المعنيين في قيادة الحزب كل ما جاء فيها من تناقضات تسيء لسمعة الحزب … رغم كل خلافاتنا كملتزمين بخط اليسار .