من المعروف أن أئمة الحديث لدى السنة غالبيتهم فرس وهذا ليس عيبا في المذهب أو الدين لان الإسلام دين أممي ويمكن لأي إنسان أن يتعلم ويبدع في علومه , ومن حق الناس أن تتبع آراءه أذا اقتنعت به ..
وسبب ظهور هذه المجموعة الفارسية من علماء المذاهب الإسلامية من مدرسة الصحابة , لان السنة العرب ابتعدوا عن أئمة أهل البيت العرب أبناء الرسول {ص} بسبب المواقف السياسية التي يعرفها القاصي والداني ..
النقطة الأخرى الاستهجان بالمجتمع الفارسي من قبل العروبيين الآن , حين يطلقون على جميع بلاد فارس كلمة صفويين على اعتبار إنها انتقاص بهم , مثلهم كمثل الذي يهدم تاريخه , {لان جميع الفرس أصلهم سنة} , ومن غير المنطق ولا من الناحية الإنسانية أن نعتبرهم مسلمين حين كانوا سنة , وصفويين خارجين عن الملة لما تحولوا إلى المذهب الشيعي ..!! .. المجتمع الفارسي أهدى للأمة جهابذة علماء المذاهب السنية , التي تأسست المدارس والمعاهد الإسلامية حسب آراءهم وتصنيفاتهم الفقهية , ولما تحول الشعب الفارسي بأغلبيته إلى المذهب ألاثني عشري , لم يأخذوا من أي عالم فارسي بعد التحول المعروف , ولا يوجد في التراث الشيعي إماما من فارس أو من غيرها , أما من ينقل عن الأئمة الشيعة العرب من الفرس وغيرهم , فإنما تخضع أقواله وكتاباته للدراسة والفحص والمحص , ولا يأخذ الشيعة كإخوانهم السنة الحقائق العلمية بشكل مُسّلم به , بدون تحقيق في صحة السند, وعلى المذاهب السنية الأربعة أن تشكر الفرس ” الصفويين ” لأنهم أسسوا مذاهب فيها جميع القواعد الفقهية السنية التي يتعبد بها السنة في العالم …
جميع المصادر التاريخية تؤكد أن البخاري ومسلم وأبا حنيفة ومالك بن أنس الأصبحي ومحمّد بن إدريس الشافعي، تعلموا حفّاظ للحديث وشرحه من غير العرب, ولا أريد أن أطيل في ذكر الأنساب , فهي أشهر من أن تغطى بغربال فالبخاري من بخار , وتلميذه الأعجمي الآخر الترمذي، محمّد ابن يزيد بن ماجة، المحدّث النسائي المنسوب لمدينة نسا بخراسان، وأبي داود سليمان بن الأشعث الّذي ينسب إلى سجستان .. واصل الإسلام علميا وفهما وحضارة عند الفرس كان من إمامهم البخاري , ثم حدث التغير في مستهل القرن الثامن الهجري وتحولوا إلى المذهب ألاثني عشري …
هناك شعب آخر , كان يتعبد وفق المذهب الشيعي وتحول إلى مذاهب مدرسة الخلفاء , هو الشعب المصري .. وهذا لا يقدح بأي شعب ولا ارض أن يتعبد أبناءها وفق رؤية علمية يعتقد بها , غير إن الساسة السنة يعتقدون إن دين الإسلام فيه امتيازات عروبية تجعلهم اشرف من بقية المسلمين , وهذه الرؤية أصلها سياسي قومي , ولو أردنا تقييم هذه الرؤية السنية في زمن الجاهلية الحديثة , يعني إننا نخرج أو نعتبر جميع المسلمين من غير العرب ” خاصة وفق رؤية أبناء المناطق الغربية وسياسي الصدفة ” إن الناس مسلمين من الدرجة الثانية أو الثالثة …!
فليس عيبا أن يكون سلمان فارسيا وصهيب روميا وبلال حبشيا , أو يكون العلم في ذهن مبدع من فارس أو من أفغانستان أو العراق , ولكن العيب إن نعتبر أنفسنا اشرف واعلم واكبر من غيرنا , ونتهم الآخرين بأنهم صفويين , يعني اقل منا درجة.ونحن نلتمس أطباءهم بعلاج مرضانا لحد الآن ..! رفقا بإيران يا سادة , لأنها أصل التسنن العربي ومنبعه .