23 ديسمبر، 2024 6:29 ص

تعقيب على مقال السيد احمد ياسين مصطفى المعنون (خلدون طارق وحفظ القرآن)

تعقيب على مقال السيد احمد ياسين مصطفى المعنون (خلدون طارق وحفظ القرآن)

نشر موقع كتابات مقالا للسيد ياسين يعقب فيه على سلسة مقالاتي عن حفظ القران الكريم بين حِفظُ الْقُرْآن بَيْنَ الإعّْجازِ والإّنكارِ …الرَّدُ الُّمّفِحمُ عَلَى دّعّاوي الُمّنكِرينَ  ويبد ان هذه السلسلة أثارت حفيظة الكاتب في أمور عديدة حاول فيها النيل من مقالي بحجة حق الرد ورغم اني لا اعرف الكاتب ابدا ولا اعرف خلفيته التي يكتب منها ولكني عجبت من انه قد أُستفز من بعض الكلمات التي استقطعها من السياق وحاول ان يبني عليها استنتاجات لا اعرف كيف توصل اليها وهو ايضا يحاول ان يعلمنا الاسلوب الحضاري في التعامل مع البشر ومع المعارضين لفكرنا رغم ان كل ما اتينا به هو تحد لهم بالكلام لا بالحسام وأحسب ان الاخ ياسين كما عادة الكتاب الاخرين من المعارضين للفكر الاسلامي يرمون كل الاسلاميين بجريرة الارهاربيين الذين شوهوا صورة الإسلام وجعلوا منه اشلاء مفخخة تزرع الموت هنا وهناك هؤلاء اعطوا المبرر للكاتب ياسين وغيره ان يتهم اي كاتب مسلم بانه عنوان اخر وبارز للارهاب والبلادة الفكرية وهذا ما حاول الاخ ياسين ان يصوره لقارئ ممجدا الدول الاوربية التي يصطف الناس على سفاراتها أفواجا لنيل فيزتها واللجوء اليها وراميا اخوته بالبعد عن الحضارة وعن الثقافة مختصرا ومجتزءا المشهد الذي نعيش فيه ومن كان السبب فيه ويذكرني الاخ ياسين بكاتب فلسطيني اسمه سامي الذيب لا يفتئ ليلا ونهارا يسب القران ومحمد والاسلام ويرمي المسلمين بأبشع الأوصاف مستغلا الصورة البشعة التي خلفتها المدارس التكفيرية مما دفعني الى تأليف رسالة له نشرت له على شكل مقال في موقع الحوار المتمدن بعنوان (رسالة الى الدكتور الذيب) اتمنى من كل قارئ ومن السيد ياسين نفسه ان يكلف نفسه عناء الانتقال الى تلك المقالة ليكتشف ان البندقية التكفيرية والرأسمال الامبريالي فوهة واحدة وعلى أي حال سأنتقل الى الاعتراضات التي أوردها الأخ الكاتب وبسرعة فما نشره مشكورا اعطانا الفرصة لتوضيح بعض الأمور التي ربما اغفلتها السلسلة بشقيها :
1-    يقول الكاتب ياسين (يسشهد ألكاتب بأراء مستشرقين يصف أحدهم “لا يأتيهِ الباطِلَ مِن بين يَديهِ ولا من خَلفِهِ” والكاتب يعلم جيداً أن ألرأي أو ألأستنتاج ليس دليلاً وأنه يعلم أن أهل ألعقل فوق ألنقل لا يعترفون بمعصومية عالم حتى لو كان آينشتاين نفسه ) وهو بذلك يشير الى اراء كل من نولدكه والسير وليام مور في القرآن الكريم ولكن على ما يبدو ان السيد ياسين ان الرغبة في الرد قد انسته ان الاتيان باراء معاندين في اثبات الفكرة لا علاقة له بالمعصومية ابدا وقديما قالت العرب (الفضل كل الفضل فيما اعترفت به لك الاعداء) وان وصفنا لهم بانهم لا يأتيهم الباطل لا من بين ايديهم ولا من خلفهم هو ليس وجهة نظرنا طبعا انما ان هذين العالمين يعتبران حجة عند المعاندين والمعارضين للقرآن الكريم وهم عندي ليسوا بحجة ولا يقدمون ولا يأخرون في مسألة قناعتي بالقرآن الكريم ولا بكثير من المسلمين ولكن هذه شهادة من اعتى اعداء الاسلام وهذه الشهادة لم تبن على استنتاج واه بل تم تبنيها من خلال سلسلة من الابحاث والدلائل التاريخية والشهادات الموثوقة وليس على الاوهام فيا سيدي الكاتب ان ما ادلى به نولدكه والسير وليام مور في هذا المجال احق ان يلتفت اليه أكثر مما يقوله او يكتبه اي كاتب مغمور استهوته سلعة الكتابة .
2-    وعلى ما يبدو ان الكاتب ياسين يستهويه الخلط والطعن دوان ان يستوثق فيورد حديثا في صحيح البخاري حشره على مقالي وانا لم آت به وهو يورده للطعن في صحيح البخاري ويعترض على قول البعض انه منسوخ ونسي الاخ الكاتب ان الفت مقالين في موقع كتابات ادحض فيهما القول بالنسخ جملة وتفصيلا وانا احب هنا ان اوضح امرا فات على الكاتب ويفوت على الكثير ممن يتصدى للكتابة في هذا المضمار فأنهم يستسقون معارفهم من الخطب ومن اليوتيوب لا غير فالتأصيل في مدرسة الحديث انه ليس كل ما ورد في الصحيح هو من الصحيح وراجع كتابات الائمة الاصوليين في مدرسة السلف لتعرف الحقيقة انت وغيرك من الكتاب قبل ان توجهوا سهام نقدكم راجع ما قاله الامام السرخسي وما قاله الحافظ االبغدادي وما قاله الالباني وهو القريب اليك في الزمن في مقدمة كتابه اداب الزفاف لترى موقف الاصوليين جيدا من الحديث , وان منهجي في قبول الحديث من عدمه يا سيد ياسين يختلف عما تتصور فاني آخذ الحديث من بابين علم الرواية والدراية اي من السند ومن خلال عرض النص على القران فأن وافق القرآن حتى وان كان فيه علة في السند فنأخذ به فالسند ليس بعاصم ولا معصوم على اي حال كان الاولى بك يا عزيزي الكاتب الا تخلط الامور على القارئ وتأتي على النقطة التي تريد ان تتحدث عنها دون اللجوء الى اسلوب الاستعراض النقدي في الطعن بكتب الائمة الإجلاء فرغم إني اعارض احاديث في صحيح البخاري فأني لا أطعن فيه أبدا لان ما جمعه الامام هو جهد بشري ابدع فيه وكان بحق هو اصح الكتب في الحديث ولا يخلوا من النقص او العيب لانه كما قلت جهد بشري وليس صناعة الهية على اي حال نأتي الى ما اوردت من اعتراض على حديث مراجعة جبرائيل القران مع النبي في السنة التي توفي فيها النبي واعتراضك على ما رواه بعض الصحابة بشأن المعوذتين , أقول لك يا اخي الكاتب مرة اخرى انك لا تفرق بين جمع القرآن وبين ضم القران في مصحف واحد فالقرآن تولى جمعه الله نفسه بوحيه الى سيدنا محمد والجمع يا صديقي العزيز لا يعني ما يفهمه الناس ضمه بكتاب او قرطاس واحد انما الجمع عني به الترتيب  {إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ }القيامة17 فانت تعرف وغيرك يعرف بان هذا القرآن لم ينزل جملة واحدة على قلب النبي انما نزل مقطعا على مدار 23 سنة وكانت الايات تنزل فيه بدون ترتيب فقد كانت تنزل اية من سورة البقرة في هذا اليوم وفي اليوم التالي تنزل اية من سورة المائدة وفي اليوم الذي يليه تنزل اية اخرى من سورة البقرة ايضا لذلك كان النبي يوجه الصحابة في ان يضعوا تلك الاية في هذه السورة وان يضعوا تلك في السورة الاخرى وهذا كان يتم بأمر الله عبر الواسطة جبريل عليه السلام وهو الأمر الذي ربما قد تجهله اما جمع زيد وغيره ساتناوله في الجزء الاخير من المقال فارجوا عدم الخلط يا عزيزي الكاتب .
3-    يورد الاخ ياسين رواية في طعن ابن مسعود على صحة المعوذتين وهو يعرف وغيره يعرف ان الروايات ليست كلها تحتل درجة الموثوقية والتثبت بل ان هناك بعض الروايات او الكثير منها ططعنت في الاسلام وجاءت بصيغة اسلامية ولكن للاسف ما لا يعرفه الكاتب ولا غيره من يتشبتون بتلك الروايات  دون ان يستوثقوا منها ان الروايات التي دلست على الصحابي الجليل ابن مسعود جاءت عن طريق أبي إسحاق السبيعي والأعمش وكلاهما مدلسان عند اهل الجرح والتعديل كما ان ما تجاهله الكاتب ان قراءة عاصم للقران الكريم احدى القراءات العشر المتواترة كانت نقلا عن ابن مسعود رضي الله عنه فيا سيدي الكريم هذا هو فصل الخطاب في الشببهة التي حاولت ان تطعن بها في صحة القرآن الكريم فهل تريد ان يقتعني ان القراءة المتواترة عن عاصة عن ابن مسعود لها موثوقية عندك أقل من هذه الرواية الفاسدة التي اوردتها والتي نقلتها دون ان تمحص فيها وتراجع صحتها من عدمها فالكاتب سياسيدي ياسين هو ليس من يسطر الروايات انما هو من يمحصها ويأتي بها بعد ان يستوثق منها لا أن يأتي بها ومن ثم تكون وبالا عليه . ومما لا تعرفه فان الكثير من كتب التفاسير نقلت اراءا لابن مسعود في تفسير المعوذتين فراجعها يا عزيزي الاخ ياسين رجاءا .
4-    ما عن رده علينا في مسألة الذكر فالكاتب للاسف فاتته امور كثر ان الذكر هنا له وجهان اولهما الرفعة وهو بالفعل فقد رفع الله تعالى به شأن بني إسرائيل والاخر هو التلاوة والمداومة وهو ما كان ينقص التوراة وبالتالي فان الرفعة لبني اسرائيل كانت متحققة كون الذكر التوراتي انزل عليهم وهو لم يزل ذكرا بهذا المعنى ولكنه لم يكن ذكرا من جهة كونه كتابا يذكر في الصلوات وتحفظه اليهود عن ظهر قلب ولكن للاسف الكاتب يجهل ان الأنجيل لم يكن كتابا انما كان بشارات وان عيسى عليه السلام ما اتى ليتقض التوراة فقال ما جئت كي انقض الناموس الاكبر وهي التوراة فضلا عن آياتكثر في القرآن الكريم تثبت هذا الأمر ولاحظ تلك الاية  {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءكُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ }البقرة87 فموسى اوتي كتابا وعيسى اوتي بيناتا اي بشارات وهذا هو المفهوم القراني لمعنى الانجيل لا مفهوم بولس الرسول الذي تحاول ان تتبناه ؟!!!!!!
5-    ويحاول الكاتب ياسين بحركة بهلوانية لي النصوص والقول بان الذكر هنا هو ليس القرآن وان مادام الذكر قد حرف من قبل فان القران ايضا قد حرف لان كلمة الذكر هنا لا تعني القرآن اقول ان كلمة الذكر في القران الكريم شملت التوراة والقران الكريم وللتمييز بينها عليك مراجعة السياق القرآني لتعرف معنى الذكر في هذ الاية وتلك يقول القرآن الكريم  {بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ }النحل44 فما هو هذا الذكر هل هو التوراة والقران في نفس الوقت هل انزلت التوراة على محمد ؟!! ويقول ايضا  {ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ }ص1 فهل كان القران يقصد هنا التوراة والقران معا والان تعالى يا اخي لتراجع السياق الذي وردت فيه كلمة حافظون في اية الحفظ فهي قد وردت في سورة الحجر ولاحظها جيدا وليلاحظها كل من يدعي خلاف ما ندعيه وليحكم عقله جيدا (وَقَالُواْ يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ{6} لَّوْ مَا تَأْتِينَا بِالْمَلائِكَةِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ{7} مَا نُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ إِلاَّ بِالحَقِّ وَمَا كَانُواْ إِذاً مُّنظَرِينَ{8} إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ{9} فيا صديقي الكاتب فبأي حديث بعد هذا تؤمنون ؟!!!!!! فهل كان المقصود به التوراة مع القرآن هل انزلت التوراة على محمد ؟  ما عن الية حفظ التوراة والتي تختلف عن الي حفظ القران فقد اوضحتها في مقالي ارجوا الرجوع اليها يا عزيزي الكاتب في شرحنا لتفسير اية {إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاء فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ }المائدة44
6-    ادعى الكاتب (ان كلمة حافظون لا تعني ألمحافظه من ألتغيير بل تعني حافظون للأصل (أي عندنا ألنسخة ألأصلية) وبصراحة هذه الحجة للاسف ابانت عن عدم معرفة الكاتب بمدلولات اللغة العربية ومعانيها فضلا عن اتيانه برأي غريب شاذ دون اي سند فأين حجتك وسندك في هذا الإدعاء يا حضرة الاخ الكاتب ؟ ولو لاحظت جيدا وتفكرت للحظة ان الاية هنا واضحة ان الله تعالى نزل الذكر ووعد بحفظه ولم يقل انا نحن نزلنا الذكر وان به محتفظون فالاولى هو الاحتفاظ وليس الحفظ يا عزيزي الكاتب ؟؟
7-    وقد افصح الكاتب عن رأيه في القران بانه ليس المصحف الذي بين ادينا واتى بادلة تكرار الايات وعلى اي حال فهذا رأيه وان كان رأيا غير علميا بالمرة ورفضه حت المستشرقين ورفضته كل الالة العقلية والنقلية وهو للاسف جاء بالقديم بعد ان اتيناه بالجديد واوضحنا سبل حفظ القران الكريم وكان حفظه في صدور الرجال لا في الرقاع وان زورت الرقاع فكيف بقلوب الرجال وان كل ما قاله عن تكرار الايات يدل دلالة واضحة عن جهل كبير وواضح في التفسير ونسي الكاتب الهمام ان بسم الله الرحمن الرحيم وغيابها عن سورة التوبة لا يقدح بالقران الكريم فهو يعلم كل العلم ان بسم الله الرحمن الرحيم ليست وحسب بعض القراءات من القرآن الكريم وان غيابها عن سورة التوبة لان سورة التوبة والانفال كانت سورتين غير منفصلتين بالموضوع وكان المسلمون يقرأونهما وكأنها سورة واحدة لانهما كانت تعالجان قضية واحدة وفترة زمنية واحدة تقريبا لذك كان المسلمون لا يفصلانهما بالبسملة ابدا لانهما وحدة موضوعية ذاتية .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته