23 ديسمبر، 2024 5:17 ص

تعقيب على مانشره الاخ شاكر عبد موسى الساعدي

تعقيب على مانشره الاخ شاكر عبد موسى الساعدي

دوامات الشارع العراقي
الكاتب
شاكر عبد موسى الساعدي
25 أغسطس، 2022
6 – الطبيب والمدرس
الدكتور (ضياء كمال الدين ) وهو كبير استشاري أمراض القلب في لندن ببريطانيا تم استدعائه للعراق لتكريمه بعد غياب دام أكثر من 15 سنة , وحينما هم الدكتور بالدخول إلى قاعة التكريم استوقفه منظر رجل كبير في السن يبيع الجرائد مفترشا جرائده على الرصيف.
بقى الطبيب مع بائع الجرائد برهة ثم دخل القاعة ,جرجر الدكتور نفسه ودخل القاعة وجلس غير أن ذهنه بقي مع بائع الجرائد , وعندما نودي على اسم الطبيب من أجل تقليده وسام الإبداع قام من مكانه لكنه لم يتوجه إلى المنصة بل خرج من القاعة , راح الكل ينظر للطبيب في استغراب.
اما الدكتور فتوجه لبائع الجرائد واخذ يده فسحب البائع يده فرد عليه بائع الجرائد : اتركني يا بني ما راح افرش الجرائد مرة أخرى هنا )) ؜رد عليه الطبيب بصوت مخنوق : ؜((. انت اصلا ما راح تفرش مرة أخرى ارجوك تعال بس معي شوي.
اخذ البائع يقاوم والدكتور يأخذ بيده فتخلى البائع عن المقاومة بعدما رأى دموع الطبيب فادخله القاعة ؜فقال البائع : ما بك يا بني.. لم يتكلم الدكتور وواصل السير به إلى المنصة , بقى الحضور في حالة استغراب غير أن الدكتور انفجر بالبكاء واخذ يعانق بائع الجرائد ويقبل رأسه وهو يقول : ؜انت ما عرفتني يا استاذ خليل؟.
؜رد البائع : لا والله ما عرفتك يا بني والعتب على النظر. ؜فرد الدكتور: انا تلميذك ضياء كمال الدين في الاعدادية المركزية , لقد كنت انا الأول دائما وانت من كنت تشجعني ويتابعني سنة 1966 ؜حينها احتضن البائع تلميذه , واخذ الطبيب وسامه وقلده لبائع الجرائد الذي كان يوما ما استاذ اللغة العربية.
؜بعدها قال الدكتور كلمته امام الحضور : هؤلاء هم من يستحقون التكريم والله ما تخلفنا وجهلنا إلا بعد أن قمنا بإذلالهم واضاعة حقوقهم وعدم احترامهم وتقديرهم بما يليق بمقامهم وبرسالتهم السامية.
هذا المقال نشر في الموقعين الاغرين كتابات والحوار المتمدن
الاخ الناشر كان المفترض فيك ان تشير الى المصدر للامانة الصحفية
نص المقال كما نشر :
بائع الصحف
خالد العاني
قصة حقيقية منقولة بتصرف ….. دخل الدكتور العراقي ضياء كما الدين كبير استشاري امراض القلب في المستشفى الملكي بلندن الى القاعة التي اعدت لتكريمه بعد غياب 15 سنه عن العراق وعند مدخل القاعة استوقفه منظر بائع الصحف مفترشا صحفه على الارض …اغلق الطبيب عينيه ثم سرعان ما فتحها تذكر ملامح هذا الرجل العجوز المحفورة في ذهنه جرجر نفسه ودخل القاعة ثم جلس غير ان ذهنه بقى مع بائع الصحف وعندما نودي على اسمه لدى حلول فقرة تقليده وسام الابداع قام من مكانه بيد انه لم يتوجه الى المنصة بل توجه الى خارج القاعة ….راح الكل ينظر اليه في ذهول … اما هو فقد اقترب من بائع الصحف وتناول يده فسحب البائع يده وقد فوجيء وقال …عوفني يا ابني ما راح افترش صحفي هنا مره اخرى …رد عليه بصوت مخنوق لكن انت اصلا ما راح تفرش مره اخرى …ارجوك بس تعال وياي .. ظل البائع يقاوم والدكتور يمسك بيده وهو يقوده الى داخل القاعة ..تخلى البائع عن المقاومة وهو يرى عيون الدكتور تفيض بالدموع وقال ك مابك يا ابني ؟ لم يتكلم الدكتور وواصل طريقه الى المنصة وهو ممسك بيد بائع الصحف والكل ينظر اليه في دهشة ثم انخرط في موجة بكاء حارة واخذ يعانق الرجل ويقبل رأسه ويده ويقول له انت ما عرفتني يا استاذ خليل ؟ قال كلا والله يا ابني العتب على النظر … فرد الدكتور وهو يكفكف دموعه : انا تلميذك ضياء كما الدين في الاعدادية المركزية .. لقد كنت الاول دائما .. وكنت انت من يشجعني ويتابعني سنة 1966 ونظر الرجل الى الدكتور واحتضنه تناول الدكتور الوسام وقال للحضور : هؤلاء هم من يستحقون التكريم … والله ما ضعنا وتخلفنا وجهلنا الا بعد اذلالنا لهم … واضاعة حقوقهم وعدم احترامهم وتقديرهم بما يليق بمقامهم وبرسالتهم السامية … انه الاستاذ خليل علي استاذ اللغة العربية في الاعدادية المركزية في بغداد .. قصة حقيقية فيها عبرة وفيها رد اعتبار لمن نذر نفسه لخلق جيل من العلماء والاطباء والنخبة الاجتماعية المتميزة وليس كما جرى ويجري في بلادنا في الزمن الاغبر الذي تسلط في اللصوص والساقطين والمتخلفين على اموال الرعية وانقالبت الموازين فأرتفع السفلة وانحط حال الاخيار