22 ديسمبر، 2024 7:45 م

تعدد الأزمات.. مبرر للتغير

تعدد الأزمات.. مبرر للتغير

يشهد العراق عددا كبيرا من الاحداث، ويواجه كما هائلاً من الملفات المعقدة والمتراكمة منذ العام 2003، لا بل ابعد من ذلك، فحقبة صدام ترِكتها ثقيلة ولايستهان بها، ما اتعرض له ليس من اسرار البنتاغون، ولا من حقائق ويكليكس، انما هو واقع مرير يعيشه ابسط البسطاء من الناس.
لربما ان ملف الخدمات من اهم الملفات، وهو على تماس مباشر مع الانسان العراقي، الذي وبعد حوالي 14عاما من الفشل والوعود الزائفة، من الحكومات المتعاقبة، مازال لم يعرف النجاح، مما جعل الشارع لايؤمن بوجود الحلول، نتيجة انعدام الثقة بالمسؤول. الارهاب الاسود، الذي طحن الاخضر واليابس، ورمى بالعراق نحو المجهول، وسرق من وجهه ابتسامة الابرياء. الفساد الذي اصبح مهنة رائجة يتداولها من في السوق، والاحزاب المتخندقة خلف سواتر القومية والطائفية، وابتعادها عن الاهداف الوطنية، ووجوه سياسييها التي اكل الدهر عليها وشرب، ثم ثبت فشلها. اما عن الاستقلال شبه التام الذي يعيشه اقليم كردستان، من الناحية الاقتصادية، والادارية، والسياسية، كالعقود النفطية المبرمة بمعزل عن حكومة بغداد، وادارته لملف الامن منفردا وبعيدا عن المركز، اضافة الى سياسته التي تكاد ان تتقاطع مع سياسة الدولة الاتحادية، كإقامة علاقات مع اسرائيل، وان هذا الاستقلال هو سبب رئيس في تنامي فكرة الانفصال واعلان الدولة الكردية، وهذه ازمة اخرى تضاف الى ازمات العراق المثقل. ان مايدعو لاحصاء المشاكل والازمات هو البحث عن الحلول، والحلول لاتأتي بالمعجزات، انما بالعمل والعمل الدؤوب، للوصول الى النجاح، والتغيير نحو الافضل، وهذا ليس بالمستحيل، ومايسر المواطن العراقي ويعيد له بريق الامل، هي التغييرات التي حصلت مؤخرا في المشهد السياسي، كتشكيل تيارات جديدة، مثل تيار الحكمة الوطني، الذي يرأسه عمار الحكيم، بعد خروجه من المجلس الاعلى الاسلامي، وبمتبنيات جديدة محترمة، تم الاعلان عنها، كالانفتاح نحو الشركاء في ادارة ملفات البناء، من مٙن همهم الوطن لاسواه، والدعوة لإفشاء روح الوسطية والاعتدال، والابتعاد عن الخطابات الطائفية، واقصاء من تحوم حولهم شبهات الفساد، وأعطاء دور مهم للشباب، ومنحهم فرصة لخدمة وطنهم.
ان ماينقصنا اليوم في معظم الاحزاب والتيارات السياسية، هو تحقيق عمل جريء، وخطوة مماثلة لخطوة الحكيم، التي تعتبر انموذجاً حياً للديموقراطية ودرساً رائعاً في مناهج التعليم السياسي، لكي تتجسد لدى الجميع، فكرة من رحم المعاناة يولد النجاح.