عندما تتعدد العناوين عندها تأكد بأن هناك خطأ كبير والنتيجة فشل أكبر , والحال الذي يلازم الوضع العراقي بكافة تفاصيلهِ دليل على مدى ذلك الفشل الذي أصبح عنوان واضح وبارز في الكير من مفاصل الحياة . لعد تعدد كل شيء من السياسة إلى المجتمع في طريقة لا يمكن وصفها ألا بأنها تخبط وانحدار إلى هاوية كبيرة , منظمات المجتمع المدني أو ما يسمى لجان الدفاع عن حقوق الإنسان أو المرأة أصبحت اليوم أكثر من المظلومين أنفسهم ومن هم بحاجة إلى حماية ودفاع حقيقي .ناهيك عن الندوات والمؤتمرات التي من المفروض أن تُعقد من أجل طرح حقيقي وليس تبادل الصور والابتسامات وأرقام الهواتف والمواعيد ومن ثم ( إملاء الجيوب)!!.
قبل فترة اطلعت على ندوة أقيمت في بغداد حول دور المرأة وسبل النهوض بواقعها الحقيقي .وبعدها وجهت سؤال إلى احد المسئولين عن الندوة حول الطرح والمعالجة التي تمت في تلك الندوة . فكان الجواب بأنهم يعلمون ولديهم برنامج منذ فترة طويلة .. ولما طلبت منه البرنامج كان الجواب ( الأيام كفيله بأننا نعمل بصمت) !!!.يبدو أن صاحبنا ومنظمته يعلمون وفق نظريه (قارئة الفنجان).
كذلك الحال من إحدى العناوين التي تهتم بالمرأة ومحاربة الفساد المستشري في كل مفاصل الدولة وهي منظمة تابعة إلى نائبة في البرلمان العراقي . وكان مطلبي بنشر الفعاليات والنتائج حتى تتكون لدى المتلقي نوع من المصداقية من المؤتمرات التي تحصل , وكذلك طرح البرنامج حتى يكون معلوم للجميع وبالأخص أنها تهم عناوين من المجتمع( المرأة , والفساد الإداري) .فكان الجواب أكثر ألماً من صاحبنا (قارئ الفنجان) .
والكثير مما نشاهده في الواقع أو عبر الصحف والمواقع الالكترونية . لا يعدو سوى ضحك على الذقون وسرقة في وضح النهار وتجارة مربحة للكثيرين ممن نصبوا أنفسهم ملائكة بمسميات وأشكال غريبة لأنهم (لصوص) بزي جديد . لأن الفكرة أو البرنامج لا بد من طرحة للعلن حتى يجد القبول أولا ومن ثم رصد مدى متابعة الناس أليه وردة الفعل التي سوف تكون مقياس حقيقي للنجاح ورصد السلبيات أو الثغرات أن وجدت في البرنامج أو الفكرة أو العمل المطروح .. ولكن البقاء خلف ستائر الظلام وتحت مسميات منظمات مجتمع مدني أو مهتمة بحقوق الإنسان هي بدعة جديدة وتبيض أموال لا أكثر يقوم بها البعض الفاسد والذي يحظى بدعم وحماية من الكثيرين من أمثاله في دفة القرار .
فلا المرأة وجدت حقها المسلوب منذ قرون , ولا حقوق الإنسان وجدت طرح واقعي ومنطقي للحال المزي الذي نعيشهُ في العراق . لأنه للان لم نشاهد برنامج واحد من كل المنظمات أو الشخصيات التي تحمل صفة الناشط وبالأخص ممن لديهم الإمكانيات والدعم المالي والمادي .
وهذا دليل أخر على أن بعض العقول ألأفكار هي بالأساس بحاجة إلى تصحيح ومعالجة لا أن تكون هي التي تقود ألأمور . كذلك الجهل الكبير للكثير ممن يمسكون تلك العناوين والتي لا يفقهون منها شيء بل تراهم مسيرين من البعض يوجههم كيفما يشاء .كذلك وضع اللافتات الكبيرة خلفهم والتي لو تمعنا بها الآخرون لقالوا أن العراق بخير في حين هي مجرد لافتات للكسب المادي فقط .ولا يوجد تطبيق واحد لحرف منها لأنهم بالأساس غير مهتمين ولا معنيين بألا مر بل مجرد شخوص فارغة فكرياً وثقافياً.
ختاماً .. لكل المسميات التي أبتلينا بها .. نرجوا تقليل الصور والإكثار من الفعل والعمل والطرح الحقيقي والذي نجد فيه بداية الخلاص . كذلك نرجو الاهتمام بالمرأة وليس المتاجرة بها وكأنها سلعة .وان تكون الأفكار واضحة للعيان وللجميع وتطرح للنقاش وإبداء الآراء لا أن تقتصر على أبتسامة ورقم موبايل وموعد !!!! فقد مللنا التبرير والأعذار وغيرها من الأمور المزعجة .من يريد العمل الصحيح عليه أن يكون واضحاً مثل الشمس لا أن يغيب ويخرج علينا مثل الشيطان واضعاً كل شيء أمامنا ولكنه بالأساس لا يفهم بأنها أشياء بلا أي معنى . حان وقت المعالجة للكثير من ألأمور والخلاص من الفشل , لأن النجاح الحقيقي ليس بالكثرة بل بالمعني الصحيح لكل شيء نريد طرحه من اجل الآخرين .
سلامات يا منظمات .. اخ منك يالساني