23 ديسمبر، 2024 2:14 م

تعددت الأسباب والفساد واحد!!

تعددت الأسباب والفساد واحد!!

الفساد نتيجة لأسباب كثيرة , ولكي يتحقق التصدي الشافي منه , يجب أن نتعامل مع الأسباب ونقتلعها من جذورها.
ويأتي في مقدمتها فقه الغنيمة الساري المفعول في البلاد , فما نراه فسادا يعتبرونه حقا مشروعا وفقا لمفهوم الغنيمة.
ومن السلوكيات التي تعزز نشر التصرفات الفاسدة الفتاوى المغرضة التي تحلل الحرام وتحرم الحلال , ويدلي بها المتاجرون بالدين , والناهون عن المعروف والداعون للمنكر.
كما أن غياب الروح الوطنية وتغييب الوطن من الوعي الجمعي , له دوره الخطير في تنمية الفساد وتدمير العباد بالعباد , فالقوى والأحزاب الفاعلة في الواقع عقائدها ومناهجها غير وطنية , وتتصف بالتبعية والولائية للآخرين الطامعين بالبلاد.
هذه العوامل وما يتفرع عنها من مسببات ومعززات ومحفزات للفساد , تستدعي إرادة وطنية إستثنائية إستشهادية , قادرة على إستنهاض الطاقات الوطنية , وسحق أسباب الفساد الأساسية , وعندها سيولد الوطن من روح الغيارى الأشاوس , الذين أجادت بهم أرحام الأمهات الكانزات لإرادة الوطن الحر العزيز.
وما تحتاجه البلاد , قائد وطني يعرف البلاد بتأريخها وجغرافيتها وما فيها وما عليها , ويتمثلها بصدق وإيمان وعزيمة متوثبة , تستدعي القدرات والطاقات الإيجابية , وتنطلق في مسيرة نهوض متواصلة البناء والإنجازات الكبرى , التي تحقق سعادة المواطنين ورفعة الوطن.
بهذا يمكن محاصرة الفساد وردم مستنقعاته , وتجفيف منابعه النكراء المتلثمة بدين.
فهل من جرأة على إلغاء فقه الغنيمة , وإجتثاث الأحزاب المرهونة بالآخرين , وبعث الروح الوطنية في الإنسان , لكي يتماثل للشفاء من طاعون الفساد المؤدين؟!!