18 ديسمبر، 2024 9:19 م

تعددت الآراء والإعلام قائد!!

تعددت الآراء والإعلام قائد!!

مجتمعات الدنيا بلا رأي حقيقي وموقف حر , وإنما هي قطيع يتبع وسائل الإعلام التي تقود وتبرمج الأذهان, وتصنّع الآراء والمواقف وفقا لإرادة المصالح والنوايا والغايات.
فالبشر اليوم يغطس في محيطات التواصل والدفق المعلوماتي والإعلام الموجه المعد بأساليب نفسية وسلوكية , ذات قدرات فائقة على إستعباد الآخرين وإمتلاكهم وتسخيرهم لمشاريعها وأهدافها.
والبشر في كافة مجتمعات الدنيا ما عاد يمتلك إرادته وتقرير مصيره , لأنه تحول إلى بضاعة وحالة يمكن تشكيلها وتصنيعها بقدرات وآليات الضخ الإعلامي المتنوع النوازع والتطلعات , وبوسائل إنفعالية لتأجيج العواطف وشحن النفوس.
ولهذا تجد الناس مخمورة بوسائل الإعلام ويطغى على أحاديثها وحواراتها ما تبثه هذه القناة أو ما قاله فلان وكتبه آخر , وفي العالم الديمقراطي القوي الجديد صار الأسلوب الإعلامي من أهم وسائل القيادة والإشغال وتشتيت الأنظار وإلهاء الناس وتمرير مشاريع وبرامج خطيرة.
وترى العديد من القادة وخصوصا ذوي الخبرة الإعلامية , يمارسون نشاطاتهم وينشرون آراءهم عبر وسائل التواصل الإجتماعي المعاصرة , فيشغلون الناس بما لا يريدون , ويحققون ما يريدون وكأنهم يعملون من وراء حجاب.
ووفقا لهيمنة وإستبداد الإعلام بأنواعه , فأن الرأي الحر ما عاد له وجود إلا فيما قل وندر , والقول بأن البشر قادر على أن يختار بحرية أضحى نوع من الهذيان , فكل موقف وقول يتأثر بما يدور في الأوساط الإعلامية , وهذا يعني ببساطة ووضوح , أن الحديث عن الديمقراطية لا معنى له ولا قيمة , إذ يمكن خداع الملايين من البشر وتمرير ما يُراد من خلالهم بعد أن يتم إقناعهم بأن الحق باطل والباطل حق , ودفعهم إلى صناديق الإقتراع كالمنومين , فيدلون بأصواتهم المصنعة وآراءهم المبرمجة , وبعد أن يتحقق الهدف يجدون أنفسهم قد وقعوا في المطب أو الوقيعة , ولا ينفع حينها الندم.
فهل أن الإستبداد والطغيان إرتدى حلة جديدة معاصرة بشعارات سرابية ذات تيجان ديمقراطية؟!!