18 ديسمبر، 2024 5:46 م

تعثّر مشاريع المعارضة.. الأسباب والحلول

تعثّر مشاريع المعارضة.. الأسباب والحلول

مؤسف أن نعترف بأن مشاريع المعارضة العراقية لم تحقق النسبة الكافية للنجاح طوال فتراتها الزمنية سواء قبل أو بعد العام ٢٠٠٣. والأسباب قد يتصورها البعض عوامل اقليمية أو خارجية لكن الأقرب داخلية تعود الى طبيعة المجتمع العراقي نفسه الغير متجانس مع طبيعة العراق الغنية وكأن المجتمع منفصل عن جغرافية العراق. سأتناول أهم سبب أننا نفتقر الى كاريزما الشخصية القيادية الناجحة في التخطيط والتنفيذ.أقولها بمرارة وواقعية أنا شخصيا لم أصادف النموذج القيادي الذي يستطيع أن يجمع الجميع تحت خيمة أو مضلّة المشروع الوطني. وإن جاملنا أو قلنا عن مضض بناء على جمهور يرى في رمزه قائدا فذّا أن قائدكم هذا ربما يعوّل عليه بعض الأمور قد تساهم في مراحل زمنية قادمة في إحداث التغيير أو الاصلاح الذي نطمح اليه لكننا سرعان مانصطدم بقدسية الرمز إن تناولنا فترة زمنية عاشها العراق فيتحول النقد الموضوعي الى عداء وتهميش متعمّد او إضمار ماهو سيء للمُنتَقِد.وهذا ما ينعكس سلباً على الطموح والنظرة الايجابية في عملية التغيير. بمعنى آخر أن القائد يُفترض أن تتوفّر فيه المواصفات التالية /
أولاً: التواضع الطبيعي والغير مصطنع المبني على رغبة حقيقية في التعايش مع الجماهير والبساطة أيضاً.
ثانيا: التسامح في الحوار وامتلاك ثقافة الاستماع وتقبّل النّقد وإن كان جارحاً.
ثالثا: الهدوء في التفكير وعدم الاستعجال في اتخاذ القرار مع تغليب الحكمة.
رابعا : سرعة البديهية وقوة الملاحظة في جميع الأوقات. ربما من حوله يفتقدون أو يتعمدّون إخفاء بعض الأمور هنا يُفترض أن يُدقق القائد فيما يسمع.قد تكون هذه النقطة مبهمة بعض الشيء لأنها نادراً ماتحدث ولكونها كذلك فيُفترض التعاطي معها.
خامساً: الإيثار وهذا يمثل الجانب البطولي في الشخصية القيادية.
إن المواصفات الخمسة أعلاه تمثل الحلول المنطقية ليست بالمعنى أنها مشكلة وتعالوا نصنع رمزا قياديا نوفر فيه تلك الصفات ، إنما هي ضمن تركيبته النفسية والاخلاقية وجزء من ثقافته. أي أن نبحث من خلال ماهو مطروح في الساحة شئنا أم أبينا من توفرت فيه تلك المواصفات يُفترض أن نقول هذه الشخصية هي المطلوبة لقيادة المشروع الوطني وهذا مالم يحدث ولن يحدث لأننا ببساطة لانمتلك الشجاعة لنواجه أنفسنا المتغابية. ولذلك أقول أن المعارضة سيأتي عليها زمن تجلد ذاتها كما يجلد الشيعة ظهروهم كل شهر محرم. الجلد ليس بالمعنى المادي أنما المعنوي المنعكس سلبا على سلوكياتهم. من هنا أحذّر الباحثين عن المشروع الوطني أقول لاتراهنوا على المشاريع الوهمية ممن يدّعون المعارضة فهي مخترقة حد النخاع ويحتمي تحت عناوينها اللصوص والمنافقين والقتلة. مسؤوليتكم أن تكتشفوا من هو الأجدر لتبنّي طموحاتكم ، السيرة الذاتية ومايُنتج من أفكار من بُناة فكر صاحب الشخصية القيادية. أمّا من يُسمّون أنفسهم بالمعارضة فعليهم النزول من صروحهم الوهمية وأن يتبنّوا المشروع الحقيقي لانقاذ العراق واعادة بناء الدولة العراقية. فهل أنتم كذلك؟ هنا أورد بعض الحلول أيضا /
أولا : التجانُس والتوافق في الرؤى بين قوى المعارضة الجادّة في التغيير الحقيقي نحو إعادة بناء الدولة العراقية.وهذا له آليات عملية :
أ-تشكيل مجلس قيادة ممن ترشحهم تلك القوى وبمواصفات وردت في النقاط الخمسة أعلاه.
ب-مهمة مجلس القيادة هو تبنّي برنامج المؤتمر الوطني لقوى المعارضة ويستند على الثوابت في الاستقلال الوطني للعراق، التنمية الوطنية الشاملة أرضا وشعباً، خطة عمل زمنية وملزمة لتفعيل برنامجها الوطني.
ج-الانفتاح على جميع الدول المعنيّة بالملف العراقي لسحب الشرعية من العملية السياسية الحاليّة وإضفاء الشرعية الدولية لمجلس القيادة المذكور.وهذا مادعونا اليه في أدبياتنا ضمن مقالات متعددة تعود الى عدة أعوام سبقت حتى ثورة تشرين ٢٠١٩.وكذلك وردت هذه الاشارة الى أعضاء فاعلين في مجلس الشيوخ الامريكي المسؤولين عن ملف السياسة الخارجية للولايات المتحدة وباعتبار أن هناك اتفاقية الاطار الاستراتيجي مع العراق.
د-الانفتاح في الخطاب الوطني على جميع مكونات الشعب في الداخل والخارج بل حتى اعادة روح الأمل لدى بعض الشخصيات من داخل العملية السياسية ممن لم يتورطوا في ملفات انتهاكات حقوق الانسان والفساد المالي والاداري. النقاط الأربع لها آليات وتفرعات نحتفظ بها في المرحلة الحالية. أقول إن كنتم جادّين وصادقين فعجلة التغيير قد إنطلقت وتتسع فقط للخيرين من أبناء العراق.
ثانيا : الاختلاف والاختلال في التوازن بين القوى الطامحة للتغيير وبين قوى دخيلة على المعارضة وتلعب دور ارباك مشهد المعارضة في الداخل والخارج فهذا الملف له آليات عملية لاتُطرح علناً إنما بين المعنيين من القوى الوطنية الجادّة.