18 ديسمبر، 2024 4:14 م

تعالوا نعتذر لكم

تعالوا نعتذر لكم

كتبت، يوم أمس أعبر عن مشاعري الشخصية في ما اثير حول الجندي الذي قال ان كليته سرقت منه ، ونبهني الكثير من القراء الأعزاء الى خطأ وقعت به ، لانني تسرعت قبل ان اطلع على نتيجة التحقيق الطبي ، وهذه مهمة الصحفي ، أنه مطالب بالدقة ، وحارس امين للمعلومة .
لكني وانا اقرا الكثير من التعليقات حول الحادثة ، انتبهت للبعض ممن أصر على القول ان وزير الدفاع مارس استهدافاً طائفياً للدكتورة عديلة حمود ، التي وصفها عدد من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي بـ” البطلة ” ، وما دمت في الاعتذار والاعتراف، فإن جهلي بان السيدة عديلة حمود بطلة لا يشق لها غبار لايغتفر ، لانني بغير قصد ظلمت السيدة الوزيرة . وأخطأت خطأ جسيماً في حق الانجازات الكبيرة التي حققتها منذ توليها الوزارة ، على انني يجب ان اعترف ، اكراماً للدقة وحرصاً على اصول الكتابة ، انني دائما ما اتجنى على رموز هذا البلد ، فالحقيقة انهم جميعا بلا استثناء قدموا صورة ناصعة للعالم ، فبينما يلقي بعض المسؤولين الخطب الرنانة أعطانا ساسة العراق ، ازدهاراً لم نعرفه من قبل، لم يكذبوا ، ولم يركبوا على أكتاف الناس ، واستطاعوا أن يحدثوا اكبر التحولات السياسية والاقتصادية في العراق ، بدليل ان النائب ” المجتهد ” عباس البياتي ، مصر على ان مفوضية الانتخابات باقية وتتمدد ، ، ما دمت تسعى لتكرار نفس الوجوه .” اللطيفة ” .
كنت وللأسف قبل ان أطالع ” طلة ” عباس البياتي السعيدة ، افكر في الكتابة عن مذكرات الرئيس الهندي الراحل زين العابدين عبد الكلام ، التي ترجمتها القديرة لطفية الدليمي بعنوان ” رحلتي ” ، وفيها نتعرف على الصبي الهندي المسلم الذي يبيع الصحف وكيف تحول الى عالم نووي كبير، ثم رئيس للهند ، ونقرا له هذه العبارة المؤثرة :” لن ادعي القول إن حياتي يمكن ان تصبح نموذجا لأي شخص، ولكن طفلا فقيرا يعيش في مكان مجهول في ظروف اجتماعية بائسة، ربما يجد العزاء في الطريقة التي تشكل بها قدري. وربما تساعد مثل هؤلاء الاطفال على تخليص انفسهم من قيود التخلف الوهمي” .
من هم نماذجه ، اولهم الرئيس الاميركي ابراهام لينكون، الذي يعتبره عبد الكلام انه لم يتأثر على الاطلاق بالنقد. ويقول انه اذا ما بدأ المسؤول يتأثر بالنقد، فإنه يفقد قدراته على العمل. والثاني مانديلا، الذي قضى حياته يحارب التفرقة العنصرية .
من الطرائف التي تروى عن عبد الكلام انه رفض السكن في القصر الجمهوري عندما كان رئيساً للهند وقال لمرافقيه :” لن أقيم هنا، سأقيم فى بيتى، وأحضر يوميا لأداء عملى فى غرفة مكتب واحدة” .! والأغرب طلبه أن يبنوا له كوخا من القش تحت شجرة تين كبيرة فى ركن من حدائق القصر ، ولم يكن أمامهم إلا أن ينصاعوا لأمره، فكان الكوخ يبعده عن عالم المظاهر والتصنع والخِداع وغرور السلطة ، وسمى المكان ” كوخ التفكير” ! وفيه استقبل ذات يوم صدقه مانديلا وهو يقول له :” الصراحة هي أقصر وأفضل طرق النجاة، والنجاح” . وأتمنى على عباس البياتي أن يواصل صراحته المعهودة ، فستكون حتماً اقصر الطرق الى الخراب .
نقلا عن صفحته الشخصية ـ فيس بوك