23 ديسمبر، 2024 6:47 ص

يستعد العراقيون للتظاهر مرة أخرى مطالبين بالخدمات والإصلاح ومحاربة الفساد ، معبرين عن تضامنهم وحبهم ووحدتهم الوطنية ورفضهم للطائفية والتقسيم العرقي والمناطقي باحثين عن فرص حياة أفضل ومن أجل أن يصلوا بوطنهم إلى ساحة الطمأنينة والأمل بالمستقبل السعيد بعد عقود من الظلم والحرمان والتهميش والدكتاتورية المقيتة والكريهة التي حرمتهم من أبسط حقوقهم المشروعة .

العراقيون يتغيرون يوما بعد يوم ويثبتون إنهم شعب متطور وشجاع وطموح وكريم ولديه الرغبة للتعبير عن تطلعاته الحرة بطرق مختلفة دون أن يتسبب بمشاكل للبلاد ودون أن يتجاوز الفانون والعادات والتقاليد ويحترم الخصوصية والتعددية والإختلاف في الفكر والدين والقومية وهي ثقافة تتطور عند هذا الشعب العظيم الذي صنع حضارته بنفسه ومستعد لإستخلاص العبر والدروس من كل ما يدور حوله في هذا العالم المتسارع والذي يحث الخطى نحو التكنلوجيا والإبتكار والإكتشاف والعمران والنهوض الفكري .

العراقيون أبعد ما يكونوا عن محاولة إيذاء بعضهم أو تخريب وطنهم فقد مروا بتجارب عديدة سابقة كانوا رائدين فيها متقدمين واعين وناضجين ولم يكونوا في معرض الإساءة حتى وهم يواجهون الحرمان والسجون والقتل والتهجير والطائفية التي جعلتهم عرضة للإبادة بسبب التعصب والتطرف الأعمى الذي ضرب العقول والنفوس وحجب عنها الرؤية ومعرفة الصواب فصار كل شيء مباحا وعرضة للخراب والتدمير من الروح إلى الضمير والعقل والوجدان والعمران .

الأيام القادمة حبلى بالمفاجآت ومليئة بالأحداث والتطورات التي يمكن أن تصلح لتكون تجربة نحو الأحسن وتقدما إلى الأمام لمعرفة الطريق الذي يجب أن نسير فيه للوصول إلى الغايات النبيلة بعيد عن التفرد والأطماع والأحقاد والضغائن فالوطن يستحق منا كل خير لأن أصل كل خير نحن فيه الذي عشناه ونعيشه