لم يبقى على الحادي والعشرين من آذار سوى ساعات , والعقارب تدور بسرعة , وبنفس الاتجاه تدور حركة التيارات المجتمعية العراقية الزاحفة الى التعبير عن ارادة حقيقية , ومقاربة جديدة , فرضت نفسها بقوة على العملية السياسية , التي ترنحت وتشققت اكثر من مرة , خلال عشرة سنوات من ديمقراطية مدمنة الزكام والعقم في انجاب تجربة صحيحة , وعكس هذا الاتجاه يدور الجهاز الحكومي والقوى السياسية المتسلسلة من واحد الى 325 في مجلس النواب , بشكل عام فرضت هذه المقاربة الشعبية الجديدة واقعا ملموسا , من خلال ردود الافعال المضحكة للطرف المقابل قبل ان تبدأ المنازلة السلمية , فركب بعض من نواب المجلس المزركش زورق المعارضة المنقوب , وتعالت تصريحاتهم المؤازرة للتظاهرات , واعلن قسم من الثعبانيين المتغيبين عن الدوام البرلماني , والمشمولين بقرارات الفصل النهائي بسبب الغياب المستديم , اعلنو مساندتهم واستعدادهم الفعلي للمشاركة بهذه التظاهرات , وصرح آخرون بضرورة رفع شعار محاسبة الفاشلين وكأنهم غير معنيين , بالوقت الذي أشر المواطن على عجز مبرهن في أهليتهم لتجاوز درجة النجاح الاخلاقي وليس المهني , سبحانك الله ما اسخفهم !, كأنهم لا يعلمون ان اساس التظاهرات , هو من اجل الغاء المرتبات التقاعدية المبالغة بها الممنوحة لكم أيها الأعضاء الطوال والقصار اللا منتصبون , فعلى من تتظاهر سيدي النائب ؟ على نفسك ؟ أم انك ادمنت لعبة الضحك على الذقون ؟ سيدي النائب هذا شعب خلع ثوبك المنقوش بألوان الطائفية والرشوة والمحسوبية والتحزبية الضيقة والسرقة المشرعنة , وارتدى ثوبه الوطني , فما عادت ( كلاواتك ) على قياس رأسه المتجمر من ويلات نهبك وتضليلك , شعب يقبل ان يكون نصيبه كنصيب الطير, على حد قول النواب الكبير , لكنه لايقبل الذل او يوضع قلبه في قصر السلاطين , حيث تجربة الديمقراطية العراقية الجديدة يشرعن تعدد السلاطين , كما هو تعدد الزوجات وسرقة الثروات , الاكثر سخرية وسخف من موقف النواب المتحرمنين ( خط ونخلة وفسفورة ) , هو الموقف الحكومي المعبر عنه عبر بيان الداخلية بلا ملابس داخلية , حيث طالبت جموع المتظاهرين بتأجيل الخروج للتظاهر خوفا على حياتهم من اختراقات امنية محتملة , ابناء القحبة نحن نموت كل يوم تحت انظار مدرعاتكم , لا اعلم من المسؤول عن امن المواطن ؟ ! انتم واجهزتكم الامنية المدججة بالموبايل , واوسمة الحقن المخدر للشعب المسحوق تحت مفخخات غازات كروشكم , لو حمدية ام اللبن ؟ مع كل احتراماتي للسيدة حمدية ومهنتها الشريفة , بيان لا ينم عن ادنى قدر من المسؤولية الأخلاقية في مخاطبة الشعب , مليء بقلة الذوق والاستهانة بالمشاعر والمطالب , كريه المعنى والمنطق , يمثل اعلى درجات التراجع والاعتراف بالفشل وقلة الادب , فاذا كان الامر كما يدعي السيد المسؤول الامني الحريص على امن المواطن !, هو من اجل حماية المواطنين , ! فلماذا لم يناقش سلامة ابناء شعبه بدعوتهم لاعتصام محصنن كأن يكون داخل منطقته الجرداء والعياذ بالله , كما يفعلون أسيد القصر في عزائم الحملات الانتخابية , واحاديث السمر الكاذبة , في مجالس الثلاثاء والاربعاء والخميس , وكهكهة السبت اللوطينية وضرب الحميس , على ضفاف النهر المسلوب من المنبع للمصب , مع شديد اعتذاري للمواطنين حيث لا يمكن تواجد الجرباء قرب صحيحة , خوفا على شعبي الكريم ان يجرب , شكرا لكم ايها الاخوة الاميين ( عفوا أعني الامنيين ) لا نحتاج خدماتكم , سيخرج الجميع وسيتكا بعض على بعض , وسنحتمي من الشمس برؤوس مكشوفة , مظلتها العشق الوطني , خارج حساسباتكم المريضة بزكام هوياتكم الفرعية البغيضة المزورة, وادعاءات مظلمتكم , التي كشفت زيفها يخوت الامارات , وفلل لندن , ومنتجعات الاتحاد الاوروبي لتقوية الانتصاب الوطني , سنمشي رغم تعرجات الطريق المليء باسلاككم الشائكة , سنقضي على تعب الاقدام بنشيد الحب , ومن لم تسنح له فرصة الخروج ليعتلي ناصية قلبه فليستعد لرحلة الخروج الكبرى ساعة ازاحتكم خارج الصندوق .
[email protected]