من السذاجة ان يتصور البعض ان ما يحصل من تظاهرات هي لتلك المطالب المعلنة , سواء كانت في الموصل او الرمادي او السماوة وبغداد , ولم تأتي عفوية كما يقال بل جاءت من ثقافات وتراكمات تم ترويجها من اقطاب السياسة المنتفعين من الازمات , مظاهرات لا تخلوا من طبيعتها المشروعة واخرى غير مشروعة ولكن اساسها من اقناع الشارع بمشروعيتها ,كألغاء المادة 4 ارهاب او رفع الاجتثاث او الرد عليها , إذ لا يمكن ان يكون الشارع هو الفيصل فلا تستطيع جماهير الرمادي رفع هذه القوانين ولا متظاهري بغداد من تثبيتها بل تكون عن الطرق الدستورية وممثلي الشعب , ومطالبتهم للجمهور بالنزول للشارع خلط للاوراق وعزف على الطائفية وتغطية للاخطاء الكبيرة كأن يقال ان لا حصانة للنائب الا في قبة البرلمان فقط وهذا يعني انتزاع صفة التمثيل الشعبي عنه وكما يعرف ان الموظف وصاحب البيت له حصانة في مكان عمله وبيته حفظتها لها مضامين حقوق الانسان والعمل , ولكن اضطراب المواطن وربما تأييده للتظاهر للاعتقاد ان تحقيق مطلبه منها و سوف يرفع عنه الغبن ويرتقي بالحياة ويأسس من تلك الافكار التي زرعت في داخله لدولة المؤوسسات التي تحفظ حقوق كل المكونات ويحصل المواطن على مدارس متطورة لأبنائه ومستشفيات وخدمة وعمل , ذلك المواطن الذي زج في ساحة المواجهة واصبح قمحاّ في طاحونة الازمات التي يديرها الساسة بأيدهم يدرك انه حينما يأتي المسؤول سوف يدفع للخلف وتفتح له الطرق بالقوة ويضرب بأخمص البنادق وهو لا يملك تلك الحصانة والامتيازات والرواتب العالية والسكن الذي لا تقطع فيه الكهرباء وجواز السفر الدبلوماسي والارصدة في البنوك الخارجية واستعداد المسؤول الذي تسلق على الاكتاف ان يصعد هذه المرة على الرؤوس , في كل المناطق عبر المواطنون بأصابع بنفسجية ليختاوا من يمثلهم ويدفع الفقر والارهاب عنهم ويضمن عيش كريم للارامل والايتام والمتقاعدين , فدولة القانون لديها 89 نائب والعراقية 91 نائب وبهذه الاعداد يمكنهم تحقيق المطالب واقناع الكتل الاخرى دون حاجة لأستدعاء المواطن والمطالبة منه لأزالة او تثبيت القوانين , فما الذي تحقق في السابق كي يطلبوا العون من المواطن وهل تظاهر الساسة على انفسهم وانتفضوا واعترفوا بالأخطاء ووقفوا عليها خافضين الرؤوس بعد ان كانت لهم مواقف معروفة بتعطيل القوانين او احداث المشاجرات والانسحاب المقصود, هذه النسبة الكبيرة من الوزراء والنواب والمستشارين منهما وحسب الماحصصة يمكنها ان تنتفض من سبات الضمائر وتتظاهر في المنطقة الخضراء للمطالبة ببناء المدن وتوفير السكن وحماية المواطن او النظر في المنطقة الخضراء من المطالب للجهة الاخرى دون النظر الى المنطقة السوداء المحروقة, لم يتعلم السياسين من المواطن وفوز المنتخب عكس حقيقة العراقيين في فرحهم ووطنيتهم بشكل عفوي ولم يحملوا سوى علم العراق الجديد وليس هنالك وجود لعلم البعث او صور للقادة السياسين كالعيساوي او المالكي وكشفوا ان الصامتين والمعترضين على افعالهم في الرمادي او بغداد اكثر من المتظاهرين المستدرجين للساحات , اليوم الساسة بحاجة للفوز على انفسهم والانتصار على لغة الخطابات البدائية الطائفية والسماع لأصوات المرجعية الذي رعت العملية الديمقراطية التي اوصلتهم للحكم , وتلك الرمادي اليوم لا يستطيع رئيس الوزراء الوصول لها ودخولها اليوم يتطلب التنسيق مثلما لا يستطيع اي احد من نواب العراقية الوصول للجنوب وهذا ما يعزز الانقسام والتدخلات الأقليمية وتحويل العراق الفدالي الة كونفدرالية متعادية , وسلبية الافعال السياسية في عدم اتباع سياسة الاحتواء والحوار والتهدئة في وقت نرى فيه بروز القوى المتطرفة ومحاولتها للسيطرة على الشارع وهذا ما يتناغم مع التغيير العربي لتوجيه الانظار للعراق بدلاّ من سوريا لتأجيج الانقسامات في الشارع وعلى الاسس الطائفية والقومية …